يراقب أهالي لواء الرمثا باهتمام بالغ الأنباء التي تتداولها وكالات دولية وعربية عن تطورات الوضع في سوريا في الآونة الأخيرة، لا سيما أنها تشكل أعمق نقطة تماس حدودية مع سوريا، وتضم الآلاف من اللاجئين السوريين المقيمين في اللواء.
ينقسم أهالي اللواء بخصوص تطورات الأوضاع على الحدود الأردنية السورية بين متفائل ومتشائم وغير مبال بما تتناقله الوكالات الأجنبية عن تدهور العلاقات بين البلدين على وقع أنباء تخرج بين الحين والآخر لتزيد الوضع تأزيما على حد وصف مالك ذيابات (أبو أنس)، إذ يعتبر أن جهات مشبوهة تقف وراء بث مثل هذه الأخبار التي من شأنها إشعال النار بالمنطقة برمتها.
وقال أبو أنس أن المواطنين متيقظون لمثل هذه الأخبار، مضيفا أن مجرد الاستماع لها سيضعهم في دوامة إعلامية يسارع في توالي الأحداث لصالح جهات غربية لا تريد إنهاء الأزمة السورية، بل استمرارها لسنوات طويلة تحصد مزيدا من القتلى والضحايا بشكل يعزز استمرار التدخلات الأجنبية في المنطقة وهذه المرة من بوابة سوريا التي كانت قبل ذلك حصينة وعصية (على حد تعبيره).
وأضاف أبو انس أن الرماثنة يتعايشون الأزمة السورية بكافة تفاصيلها بحكم صلات القرابة والنسب والعلاقات التجارية التي تربطهم بأهالي محافظة درعا وغيرها، لافتا إلى أن أي تداعيات قد تطرأ على المنطقة الحدودية نتيجة التشويه الإعلامي قد يكون أهالي الرمثا تحديدا أول من يدفع ثمنه، مطالبا الحكومة بلعب دورها في التصدي للحملات الإعلامية الغربية التي تسعى لإشعال المنطقة.
من جهته شكك بلال محمد (أبو أحمد) بصحة هذه الأنباء، معتبرا أن الرمثا تعيش الأزمة السورية منذ بداياتها وتعي تماما الأبعاد الحقيقية التي قد تصل إليها في أسوء الأحوال في حال لم تتدخل القوى العظمى لتمديدها لصالح أطراف أخرى غير المتصارعة، إذ لم يخف مخاوفه تطور الأحداث للأسوأ على وقع أنباء تتداولها الوكالات الدولية دون تحري دقتها وما قد ينتج عنها، في إشارة منه لتصريحات الصحيفة الفرنسية (لوفيجارو) عن سماح الأردن للطائرات الإسرائيلية لاستعمال مجاله الجوي لمراقبة الوضع في سوريا، إذ علق على ذلك بأن دولة الكيان الصهيوني تمتلك حدودا مباشرة مع سوريا وليست بحاجة للمجال الجوي الأردني، مشددا على أن الغرض من هذه الأخبار زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
بينما سارع موظف في إحدى الدوائر الحكومية لتقديم طلب تقاعده الذي كان يؤجل فيه منذ فترة، وقال الموظف أن الأوضاع تسير نحو نفق مظلم، ملمحا إلى المنطقة قد تشهد تصعيدا عسكريا على مستوى عدة دول في المنطقة، يدفع ثمنا له مستقبل أبنائه وتاريخه الوظيفي، ومكافأة نهاية الخدمة، معتبرا أن أهالي اللواء يترقبون بحذر التطورات في الجانب الآخر من الحدود، مضيفا أن بعض الأهالي يتساءلون في خضم الأنباء المتداولة عن إحتمالات الدخول في صراع بين البلدين – عن الجهة التي ستؤويهم بعد أن آوى الأردن الأشقاء السوريين.
في حين استبعد (ع، ز) تطور الأوضاع بين البلدين لمستوى المواجهات العسكرية والحرب، مستهجنا تخوف بعض الأهالي مما وصفه "سرحا خياليا" من احتمالات حرب مع سوريا الشقيقة، مبينا أن الأردن ينتهج منذ إندلاع الأزمة السورية سياسة التحالف مع دول عربية وأجنبية تسعى للتوصل لحل ينهي الصراع بين الثوار والجيش النظامي، ملمحا إلى أن أي قرار قد يتخذه الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الأردن سيكون محل نقاش ودراسة أبعاده من قبل هذه التحالفات تحت مظلة مجلس الأمن.