لا يمكن لذيبان ان تتجاوز غضبها، وقلقها الوطني دون ان يصار الى اتخاذ جملة من السياسات التي من شأنها رد الاعتبار لهذا اللواء الذي يمثل خاصرة الاردن الضعيفة، وقد اطلق حراكا وطنيا بات يعد ملهما للشارع الاردني، وربما ينفجر مخزون الغضب في ذيبان في وجه الحكومات التي تقفز عن حقوق اللواء، وتتجاهل حالة الفقر المتفاقمة فيه، وتردي بنيته التحتية. وللخروج من دائرة الشكوى الى وضع مقترحات عملية للتعامل مع مأساة اللواء وسأضع بعض مطالب اهالي اللواء العادلة كمقدمة للحل ومنها: 1- الوفاء بوعد انشاء جامعة ذيبان، والمدينة الصناعية وقد مضى على الوعد الذي قطع على اعلى المستويات ما يزيد عن عقدين من الزمن 2- تحويل مستشفى ذيبان الى عسكري ليخدم كافة ابناء المنطقة، والمناطق المجاورة، وينهي حالة المعاناة المتواصلة في هذا الجانب 3- افتتاح مكتب سياحة في اللواء واخضاعه للاستثمارات السياحية ، وخاصة منطقة الوالة وسد الموجب، ومكاور، واثار ذيبان، ومقام الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري ، هذا وقد اخرجت المواقع السياحية في اللواء خارج الخريطة السياحية الاردنية، وفي هذا المقام فلا بد من المطالبة باستعادة حجر ميشع الشهير واعادته الى ذيبان من متحف اللوفر في باريس حيث استقر بعد سرقته من قبل مستشرقين. 4- تحويل مكتب اوقاف ذيبان الى مديرية كي تتمكن من رعاية مساجد اللواء التي تزيد عن نظيرتها في محافظة مأدبا. 5- ايصال التيار الكهربائي الى كافة انحاء مجرى سيل الوالة كي يتسنى للمزارعين العيش بظروف افضل، والاستمرار بالانتاج ، واستخدام الطاقة الكهربائية بدلا من الوقود الذي زادت تكلفته مؤخرا في عملية تشغيل المواتير. 6 – استغلال وجود السدين في اللواء وهما سد الوالة والهيدان في تحويل اراضي الزراعة البعلية الى الزراعة المروية، وانشاء مشاريع زراعية كبرى قابلة لتشغيل الايدي العاملة وامتصاص البطالة في اللواء. 7- ادراج قرية العينات التي تعج بالمزارع المروية، وتربية الاغنام في قائمة المناطق التنموية، وايصال خدمات الطرق اليها واقامة مدرسة، ومسجد فيها للحاجة الملحة. 8- المساعدة على انشاء صندوق الطالب الجامعي الفقير في ذيبان واعطائه الاولوية، ومده بالاموال اللازمة للتعامل مع حالة الاسر الفقيرة التي يقع على كاهلها تدريس طالب او اثنين او ثلاثة في ان واحد.
9- التشجيع على اقامة المشاريع الفردية الصغيرة لاعادة خاصية الانتاج الى المنطقة، ومنح الفرصة للاهالي للحصول على راتب تكميلي يؤدي الى رفع الدخول، وكسر قاعدة العيش على الرواتب المتدنية.
وعندما يصار الى رعاية احتياجات هذه الرقعة الاردنية التي لفها الحزن والحرمان ردحا من الزمن عند ذلك يصار الى تجديد مشاعرها الوطنية، ونفي عوامل الاغتراب التي باتت تحدد سمة الاجيال فيها.
بقلم : النائب علي السنيد