تعرض طالب في مدرسة فاطمة الزهراء شرق العاصمة عمان لكسر في فكه، عقب محاولته القفز من الدّرج الذي كان يشاركه الجلوس فيه ثلاثة طلاب اخرين.
واعتاد طلاب الاساسي في تلك المدرسة التي تشهد اكتظاظا لافتا، لا تتناسب مع صغر حجم الشعب الصفية فيها، بالقفزمن الأدراج التي يجلسون في وسطها او على اطرافها المغلقة.
فمن الصعب تحرك ثلاثة طلاب يجلسون في ذات الدرج لاخلائه تسهيلا لخروج الطالب الرابع إذا ما اقتضت الحاجة ذلك ،وفق ما قال اولياء امور الطلبة ل".
ومكث الطالب المصاب في غرفة العمليات مايزيد على الثلاثة ساعات ، الأسبوع الماضي، وتكفلت أسرته بمصاريف العلاج ، بحسب أولياء الأمور .
وأبدت مديرة المدرسة امتعاضها من صغر حجم المبنى المستأجر مؤكدة لأولياء الأمور أنها عرضت على الوزارة حاجاتها الملحة للانتقال إلى مبنى جديد أكثر سعة ، غير أنها إلى الان لم تلبي طلبها.
وعكفت نقابة المعلمين على مطالبة وزارة التربية باتخاذ الاجراءات المناسبة للعمل على حل مشكلة الاكتظاظ في العديد من مدارس المملكة .
ومن جهته اكد وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس ان سياسيات خاطئة وغير مدروسة انتهجتها وزارة التربية والتعليم منذ عقود انتجت اختلالات كبيرة في استثمار الموارد البشرية وتشوهات الخريطة المدرسية .
وقال ان هناك بيانات تعكس اختلالات مذهلة في توزيع المعلمين والطلبة في بعض مدارس المملكة ، فعلى سبيل المثال 9.2% من اجمالي مدارس المملكة تقل اعداد طلبتهم عن (1-50) طالبا ولا تتجاوز نسبة المعلمين إلى الطلبة (5:1) ، وحوالي 35 % من المدارس في المملكة لا يزيد اعداد طلبتها عن 8.2% من اجمالي اعداد طلبة المملكة ، ونسبة المعلمين الى الطلبة فيها تتراوح ما بين (10:1) – (5:1)
وتابع انه يقابل ذلك اكتظاظ 9% من مدارس المملكة بطلبتها الذي يشكلون حوالي 28% من اجمالي أعداد الطلبة في المملكة ، وتزيد نسبة المعلمين الى الطلبة فيهم 20:1 وتصل في بعضها الى نسبة 25:1 .
وجاء في خطة الاصلاح التربوي الاخيرة للوزارة وجود عشوائية في توزيع بعض المدارس والذي لا يقتصر على مدارس محدودة بل يتكرر في عدد كبير من المدارس في المديريات المختلفة ويمكن اعتبارها مؤشرات توضح سوء التوزيع .
وذكرت الخطة انه من المفارقات في احد المديريات هناك ستة مدارس تضم 190 طالبا يدرسهم 32 معلما بينما يقوم على تدريس 1077 طالبا في مدرسة في مديرية أخرى 34 معلماً وتتكرر هذه المفارقة في عدد كبير .
وضافت الخطة ان هناك فائض اجمالي في عدد المعلمين بلغ حوالي 19.000 معلما في عدد من المدارس ونقصاً في مدارس اخرى بلغ حوالي 2286 معلما بالإضافة الى فائض في اعداد الإداريين يصل الى حوالي 1000 إداري ، نتيجة التوزيع العشوائي للطلبة على المدارس .
وتقترح الخطة التي اعدها الدكتور عويس البدء بإتخاذ خطوات للتخلص من فائض المعلمين تدريجيا دون المساس بحقوقهم وذلك بإعادة توزيعهم على المدارس المكتظة، او المدارس التي سيتم انشاؤها، او نقلهم الى وزارات ومؤسسات تحتاجهم مع التشدد في تطبيق التشريعات الناظمة لاستيداع والإحالة على التقاعد والحالات المرضية "، متابعا ان هناك 8000 معلم واداري اكملوا الحد الأدنى لمدة التقاعد ." وتبلغ كلفة فائض الحاجة من المعلمين 80 مليون دينار سنويا.
وتسعى الوزارة الى البدء في وضع خطة متكاملة لإنشاء المدارس المركزية في التجمعات ذات النمو السكاني المتدني بهدف تجميع طلبة المدارس المشتتة وفق حملات توعية وتثقيف بمشاركة المجتمع المحلي وتوفير وسائل النقل المناسبة، وتعيد النظر في التشريعات والسياسيات المتعلقة بإنشاء الابنية المدرسية وتوزيعها لتوجيهها نحو الإستثمار الامثل ووفق منهجية تستند الى خريطة مدرسية .
وشدد عويس على ضرورة الإستفادة القصوى من برامج مساعدات إنشاء المدارس "USAID والمشروع الالماني" ومن مبادرات الملكة ومكارم الملك عبدالله الثاني، ويوصي بعدم التهاون في الإستلام النهائي لعطاءات المدارس التي يتم انشاؤها والتشدد في تطبيق برامج صيانة دورية للابنية المدرسية والإدارية .
كما اكد على ترشيد استئجار الابنية التعليمية والإدارية البالغ عددها 25% من أعداد المدارس.
كسر ''فك'' طالب بسبب الاكتظاظ في مدرسة بعمان

أخبار البلد -
أخبار البلد