في بلاد العم سام لا يتسنّى لنا رؤية ما يحدث في الوطن إلاّ من خلال شاشة القناة الفضائية الأردنية التي يمكن التقاط بثها من خلال الأقمار الصناعية في سماء قارة أمريكا الشمالية التي تضم كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية!
من خلال هذه الشاشة يتسنّى لي وللعائلة الاطلاع عن كثب عمّا يجري في أردن الحشد والرباط، حيث نتابع أغلب البرامج التي تعرض عليها كبرنامج ميزان والفتاوى وصحتك بالدنيا وحوار مع كبار وعلى الطريق والرأي الثالث ودليل المستهلك وغيرها!
وغني عن القول نشرات الأخبار بكافة أنواعها وبرامج الأمن العام والدفاع المدني ويوم جديد ويسعد صباحك وستون دقيقة!
من هذه البرامج يلفت انتباهك برنامج ترانزيت، لا لأنه متميز ومواضيعه ثرية وغنية، بل لأنه يذكرك ببرامج الفضائيات المتبرجة التي تكسب مشاهديها عن طريق الشهوة الحسية والذهنية!
مقدم البرنامج مع احترامنا له يتكلّف رسم الابتسامة التي لا روح فيها ولا حياة ويتصنع الضحكة المجلجلة دون إدهاش المشاهد وبلثغته التي ما يفتأ يتغنّى بها ويعيدها على مسامعنا كل حلقة يقدّم لنا مواد برنامجه الجديد هذا!
ما يلفت انتباهك أنّ البرنامج يدّعي تثقيف المشاهدين بالمعلومة الطريفة والغنية، ومن اسمه ترانزيت، أيّ ينتقل بك من فنن إلى فنن، لكن المحتوى للأسف هابط الذوق، فكل الحلقات التي شاهدتها لم أرَ سوى نساءنا الأردنيات يرقصن شابكات أيديهن بأيدي الشباب والرجال على أنغام أغانٍ يدعى بأنّها للوطن ولعزة الوطن!
فتشمئز عينك من مشاهدة نظرات الشهوة وإيحاءات الجسد في هذه الرقصات والأغاني!
في يوم 16/3/2013 فاجأنا البرنامج بعرض حلقته من فلسطين وتحديدا من رام الله، وحيث أنّه لا بد من الرقص والغناء كمادة أساسية فيه، فقد جاءت الرقصات والأغاني مفاجئة لمقدم البرنامج، إذ كانت تستحثّ همّة العرب ونخوتهم وشهامتهم فيما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات لكرامته وحقوقه من قبل يهود!
نتمنّى كأردنيين في بلاد الاغتراب والهجرة أن نشاهد برامج تعمِّق انتماءنا للوطن ولثقافتنا العربية وحضارتنا الإسلامية، خاصة أنّ أبناءنا هنا يتعرضون لبرامج غسيل ذهن وفكر وثقافة ممنهجة ومنظمة فمن كان سيء الحظ بعدم وجود أب واع مدرك لخطورة ما يجري فقد يجرفه التيار!
بقلم: م.محمد أبو رياش