تفاجأ أحد المصلين في مسجد نور اليقين في قرية "الكفير" بجرش، بعد أدائه صلاة فجر أول أمس الجمعة، بوجود براز إنسان وبول مُلقى بين طيات المصحف الشريف في محراب المسجد ومفتوح على صفحات سورة "النُور" في القرآن الكريم.
إمام مسجد "نور اليقين" في قرية "الكفير" أنور الدلابيح قام بإبلاغ مدير أوقاف جرش وإبلاغ الأجهزة الأمنية الذين حضروا إلى المسجد وأخذوا المصحف الشريف، بالإضافة إلى عيّنات من البراز الموجود على المصحف والبول الموجود على سجّادة الصلاة، كما قاموا بأخذ البصمات الموجودة على شباك المسجد، وقطع جزء من سجادة الصلاة المبلّلة بالبول الموجودة في محراب المسجد؛ لأخذ عينات من ذلك.
"الجمعة نيوز" التقت مدير أوقاف جرش أحمد عبد الوالي القرعان الذي قال إن "هذه ظاهرة غريبة على مجتمعنا الأردني ولا يقبلها عقل أو منطق، ونحن قمنا بدورنا بالتعميم على موظّفي المساجد في محافظة جرش بضرورة التشديد بإغلاق أبواب وشبابيك المساجد، والتحذير من ترك المساجد مفتوحة لكي لا تتعرض لمثل هذه الأعمال، وتحت طائلة المسؤولية".
وتابع: "سنولي هذا الموضع أهمية كبيرة في خطبة الجمعة القادمة، حيث سنعمّم على خطباء الجمعة في المساجد بوجوب التصدّي لهذه الأعمال الشيطانية التي تمس أغلى ما عندنا وهو كتاب الله الكريم، وإبلاغ مديرية الأوقاف والأجهزة الأمنية عنها في حال وقوعها لا قدّر الله".
من جانبه؛ قال رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم/فرع جرش، أحمد نواش القادري، إن "من المعلوم أنّ لكل أمة دستوراً، وأمة الإسلام دستورها القرآن، ومن تسوّل له نفسه الاعتداء على القرآن الكريم فإنه يعتدي على الأمة بأجمعها، فضلاً عن أنه يخرج من الملّة بهذا الفعل الشنيع".
وأضاف أن "جمعية المحافظة على القرآن الكريم في محافظة جرش تستنكر هذا الفعل وتدينه، وتطالب الجهات الأمنية والمسؤولين في المحافظة بالوقوف على هذا الحدث الجلل والخطير، لأنه نذر شؤم، وخطر يداهم محافظتنا الحبيبة بوجود أمثال هذه الفئة الضالة في ربوع محافظة جرش".
ووصف القادري " للجمعة نيوز ".... "عبدة الشيطان" بأنهم "أشد خطراً من أي فئة أخرى من الفئات التي تتصف بالخطيرة، فالسارق خطره محدود، ومرتكب المعاصي والكبائر إنما خطره على مقدار نفسه، ولكنّ هذه الفئة التي تسوّل لها نفسها الاعتداء على دستور الأمة؛ لن تتورّع عن الاعتداء على أي مقدّس من مقدسات الوطن، أو الاعتداء على أهم رموز الوطن بكل معنى الكلمة؛ لأنها يسوقها المال والمنفعة، فأينما تحققت منفعتها فستقوم بتنفيذ ما يُطلب منها من اعتداء على أي شخصية من شخصيات الوطن".
بدوره؛ قال مؤذن المسجد الهاشمي قيصل عتمة لـ "السبيل": "عثرت قبل أيام على مصاحف مرمية وملقاة داخل مقاعد حمّامات المسجد الهاشمي والمسجد الحميدي وسط مدينة جرش، وقمت بتنظيفها وإجراء الأمور اللازمة لطهارتها".
وأضاف: "يجب على الحكومة الأردنية وأجهزتها الأمنية أن تتصدّى بقوة وبشكل حازم لا مجال للتهاون فيه لهذه الفئة المنحرفة المجرمة التي استهدفت كتاب الله الكريم، فقد أصبحت هذه الأعمال الشيطانية ظاهرة تستهدف ديننا الحنيف وشرف أمتنا العربية والإسلامية".
وقال عتمة إن "عبدة الشيطان" هم "المسؤولون عن مثل هذه التصرفات القذرة، فهذه الأعمال لا يمكن لمجنون أو غبي أو أهبل أن يفعلها، إنما هم عبّاد الشيطان المجرمون الذين يجب أن ينالوا عقابهم الشرعي بكل قوة وحزم".
يُشار إلى أنّ مسجداً في ثغرة عصفور قد تعرّض لمثل هذه الأعمال القذرة قبل عشرة سنوات، بحسب مدير أوقاف جرش أحمد عبد الوالي القرعان.
جدير بالذكر أن قرية الكفير تقع في أطراف محافظة جرش، في جنوب شرق مدينة جرش على مسافة (12) كيلو متر منها، ويبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة.