أخبار البلد
ما زالت الأوضاع المتوترة في الضفة الغربية والمواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين تهيمن على أقوال وتحليلات الصحف الإسرائيلية. وركزت صحيفة هآرتس على أسباب عدم اندلاع انتفاضة جديدة، وضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لاحتواء الموقف.
وتحت عنوان "بدون ثقة بالقيادة الفلسطينية لن تكون انتفاضة" اعتبرت الصحفية عميرة هاس، في صحيفة هآرتس أن "عدم ثقة المظلومين الفلسطينيين بقياداتهم واستنتاجهم بأنه لا يزال من الضروري ضبط النفس في ضوء تطورات الثورات العربية" هو السبب لعدم اندلاع انتفاضة ثالثة.
وتشير الصحيفة إلى منشورات دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ومتابعتها اليومية لأحداث متعلقة بالاحتلال، وقالت إنه رغم عدم وجود حالات إصابة أو وفاة "فإنه دوما يوجد إطلاق نار من جنود الجيش الإسرائيلي وتنكيلات من المستوطنين واقتحامات...".
وخلافا لما يفهم من بعض التحليلات الأمنية الإسرائيلية، تضيف الكاتبة، فإن الفلسطينيين ليسوا حجارة شطرنج لقياداتهم -العليا أو الأقل- ولا يعرضون حياتهم للخطر أمام استحكامات الجيش الإسرائيلي بناء على الأوامر، أو يمتنعون عن الصدامات مع الجنود بسبب أمر معاكس.
وتحدثت الكاتبة عن عدم الثقة بالقيادات الفلسطينية "فجزء من حركة فتح يدعو إلى التظاهر وجزء آخر يدعو إلى الحذر" وحماس من جهتها "تتحدث بصوتين: صوت وقف النار والاستقرار والتنمية حين يتعلق هذا بقطاع غزة، وصوت الكفاح حتى الإبادة عندما يتعلق هذا بأي مكان آخر".
إخماد الانتفاضة
بدوره دعا تسفي برئيل، في مقال له في نفس الصحيفة رئيس جهاز الأمن العام يورام كوهين إلى العمل بجد للإفراج عن أكبر عدد من السجناء الأمنيين والمعتقلين الإداريين لمحاولة إخماد ما يبدو أنه انتفاضة ثالثة.
وأضاف الكاتب أن كوهين هو الشخص الذي استقر رأيه في جملة ما استقر عليه اعتقال سامر العيساوي في أغسطس/آب الماضي بعد أن أُفرج عنه بصفقة جلعاد شاليط، والتحقيق مع عرفات جرادات الذي توفي في سجن مجدو.
ووفق الكاتب فإنه سيكون مضطرا إلى علاج نتائج هذه القرارات قبل أن تتحول إلى عصيان شامل، وأن عليه أن يتخذ القرار الآن، ولا يجوز أن ينتظر إلى أن يترك عمله كي يُحدث الجمهور عن القرار الذي كان يُحتاج إليه فورا لإخماد النار التي اشتعلت قبل أن تصبح حريقا كبيرا.
وفي خبرها الرئيس نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول وصفته بالكبير في الجيش الإسرائيلي أن "العنف في الضفة ضعف ولكنه سيستمر" مضيفا أن عدة أسباب وراء تفجر أحداث العنف "منها الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية والجمود في الوضع السياسي".
احتلال الضفة
وفي صحيفة هآرتس أيضا، كتب كل من أفرايم ألفي -الذي كان رئيسا للساحة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية خلال فترة الانتفاضة الثانية- وماتي شتاينبرغ -الذي شغل منصب مستشار رئيس المخابرات في تلك الفترة- مقالا مشتركا أقرا فيه بأن الاستخبارات الإسرائيلية ساندت عمليا خطة شارون العليا ونيته المبيتة لإعادة السيطرة على الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية.
وأضاف الكاتبان أن اهتمامات شارون لم تكن منسجمة على الإطلاق مع السياق السياسي، وأن الإنجاز العسكري لحملة "السور الواقي" لم تُترجًم إلى إنجاز سياسي، وقمع الإرهاب في نهاية الانتفاضة لم يستغل لإقامة تسوية مع محمود عباس، الذي رفض العنف من أساسه وبشكل علني.
أما زلمان شوفال، فكتب في صحيفة إسرائيل اليوم يدعو إلى عدم الربط بين القضيتين الفلسطينية والإيرانية من أجل الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين مضيقا أن "وقف الجري الإيراني نحو القنبلة تحدٍ لأشهر أو ربما لأسابيع، أما حل المشكلة الفلسطينية فهو في أحسن الحالات أمر يحتاج إلى سنين طويلة"