في غضون ذلك، اعلن أمس، أن الاسير ضرار أبو سيسي بدأت لديه مشكلات في النطق والذاكرة بسبب مكوثه منذ عام في زنزانة العزل.
وقال تقرير لصحيفة "هآرتس"، إن سلطات الاحتلال تعتمد على قانون أقر في العام 2011، ويقضي بالسماح لسلطات السجون والقضاء باعتقال كل أسير محرر في حال "خرق" شروط اطلاق سراحه، وأن كل الاسرى المحررين ضمن الصفقة مع حركة حماس، اشترط عليهم الاحتلال عدم العودة الى صفوف المقاومة، ولا الى أي نشاط سياسي آخر، حتى لو لم يكن مسلحا.
وهناك خطر كبير، في أن يعود عدد من الأسرى لمواصلة قضاء "محكوميات" فرضها عليهم الاحتلال، تصل الى عشرات السنين، وخمسة من الذين اعتقلهم الاحتلال مجددا يواجهون هذه القضية، وهم جميعهم من الضفة الغربية والقدس المحتلة.
والمعتقلون الخمسة هم سامر العيساوي من العيسوية، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 211 يوما، ويحيا على الماء والأملاح والإضافات الغذائية فقط، وأيمن الشراونة من بلدة دورة، الذي شرع بإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول من شهر تموز (يوليو) من العام الماضي، واستمر لمدة 140 يوما ثم استأنف إضرابه في 16 الشهر الماضي كانون الثاني (يناير)، وإبراهيم أبو حجلة واياد أبو فنون وأيمن أبو داود. وحُكم على معتقلين آخرين ومنهم حدَث وامرأة من البداية بفترات سجن قصيرة وهم يسترعون انتباها أقل من الرأي العام الفلسطيني.
الى جانب العيساوي وشراونة يُضرب عن الطعام معتقلان إداريان آخران هما طارق قعدان وجعفر عز الدين.
ولم يعتقد أبو حجلة، وهو نشيط قديم في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي عاد الى الوطن بعد التوقيع على اتفاق اوسلو، أن النشاط المدني السياسي سيصبح محظورا وانه سيُعتقل بسببه. واعتقل العيساوي في المقابل لأنه خرج بعد الافراج عنه من القدس الى حي الرام المجاور ونقض بذلك شروط الافراج عنه.
الى ذلك، فقد أعلنت والدة وشقيقا الأسير أيمن الشراونة، جهاد وعبد الرحمن، أمس الأحد، إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع ابنها وشقيقهما أيمن المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وذكر بيان لنادي الأسير أن صديقي الأسير أيمن، إسماعيل الشراونة ومصعب شاور، أعلنا أيضا أمام خيمة الاعتصام في ساحة دوار ابن رشد في مدينة الخليل إضرابهما المفتوح عن الطعام تضامنا مع الأسير الشراونة.
وقال مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، إننا نقترب من الانتصار في قضية أسرانا المضربين عن الطعام وإن الزخم الشعبي الذي رأيناه بدأ تأثيره على منحنى وسير قضية الأسرى المضربين لردع إدارة السجون وهجمتها بحق أبنائنا الأسرى.
وأكد مدير وزارة شؤون الأسرى في الخليل إبراهيم نجاجرة، أن معركة الأسرى تمر في لحظات حاسمة وفي الماراثون الأخير حيث إن الانتصار سيكون هو سيد هذه المعركة البطولية.
وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، عن بالغ قلقه إزاء أوضاع الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه يتابع أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام عن كثب، مشددا في الوقت نفسه على تأييده لمطالبهم المشروعة، في ظل ما يتعرضون له من إجراءات تعسفية وحرمان من الحقوق الأساسية.
وأشار أوغلي في بيان للمنظمة صدر أمس، إلى أهمية تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية، وفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وانتهاكاته لمبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف. مطالبا في الوقت نفسه المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على إسرائيل لحملها على الالتزام بأحكام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
الى ذلك، فقد أفاد نادي الأسير الفلسطيني أمس، بأن الأسير ضرار أبو سيسي من غزة، والموجود في زنزانة عزل سجن "عسقلان"، بدأ يشعر بصعوبة في النطق واستذكار اللغة جراء وجوده في عزل كامل لا يرى أحدا ولا يتحدث مع أحد.
ونقل محامي النادي الذي زار أبو سيسي عن الأخير قوله، 'إنه يعاني من صعوبات صحية منها مشاكل في القلب والضغط والكولسترول وفقر في الدم وأوجاع في المعدة والكلى والآلام في الظهر، ويتناول 9 أنواع من الأدوية'.
واشتكى أبو سيسي للمحامي من سوء الطعام المقدم له نوعا وكما، مشيرا إلى أن الأمر وصل بإدارة السجون إلى جلب خضار متعفنة، إضافة إلى انتهاج سياسة التفتيشات الليلة بحقه، لافتا إلى أنه تم في آخر التفتيشات مصادرة دفتر يدون فيه بعض الخواطر، مؤكدا أنه لم يبق شيء في زنزانته حتى يصادرونه. يذكر أن الأسير أبو سيسي كان قد اختطف من أوكرانيا قبل عام بالضباط من اليوم، وهو موقوف حتى الآن دون محاكمة ومعزول منذ لحظة اعتقاله.
