وفجّر الانتحاري الذي وصل على دراجة نارية حزامه الناسف في شارع ضيق يضم مسجدين شيعيّا وسنيّا في بلدة هانغو، عندما كان المسجدان مكتظين بالمصلين.
وصرح قائد شرطة المنطقة ميان محمد سعيد «كان هجوما انتحاريا استهدف الشيعة لكنّ مسلمين سنة اصيبوا ايضا لان المسجد وبعض المتاجر قريبة جدا من مكان الانفجار».
وقال المسؤول في الشرطة المحلية امتياز شاه ان «الانفجار وقع عندما كان الشيعة خارجين من المسجد بعد صلاة الجمعة وكان السنة قادمين لاداء صلاتهم».
واضاف سعيد ان الحصيلة بلغت 21 قتيلا وخمسين جريحا ستة منهم في حالة خطيرة مؤكدا «عثرنا على راس الانتحاري الذي اتى على متن دراجة نارية».
ولم تتبن اي جهة مسؤولية الاعتداء في الوقت الراهن.
وروى الشيعي مزمل حسين (28 سنة) الذي اصيب في راسه ويده «عندما كنت خارجا من المسجد هز انفجار عنيف الحي برمته وسقط فوقي العديد من الاشخاص من شدة الانفجار» مضيفا «رايت الدماء والاشلاء البشرية مبعثرة في كل مكان، لم اكن واعيا تماما عندما اخذونى المستشفى».
وتشهد هانغو منذ زمن طويل اعمال عنف بين السنة والشيعية الذين يمثلون 20% من سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة. وتقع البلدة قرب منطقة القبائل التي تتمتع بحكم شبه ذاتي عند الحدود مع افغانستان وتعتبر معقل تنظيم القاعدة وحلفائه طالبان.
وفي العاشر من كانون الثاني، اسفر هجوم انتحاري مزدوج عن مقتل 92 شيعيا في كويتا (جنوب غرب)، في ما يشكـّل الهجوم الاكثر دموية ضد الشيعة في باكستان.
واعلنت جماعة عسكر جنقوي المتطرفة مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وهذه الجماعة التي تتبنى تفكير تنظيم القاعدة شاركت خصوصا في خطف وقتل الصحفي الاميركي دانيال بيرل الذي قطعت راسه في كانون الثاني 2002.
واعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش انها لاحظت تصعيدا شديدا في اضطهاد الاقليات في باكستان في العام 2012 الذي اعتبرته الاكثر دموية بالنسبة الى الشيعة مع سقوط اكثر من 400 قتيل في هجمات استهدفتهم.
ويتهم ناشطون الحكومة بالعجز عن حماية الشيعة ويقولون ان المهاجمين يفلتون من العقاب لان النظام القضائي لا يلاحقهم.
وقال رئيس مكتب هيومن رايتس ووتش في باكستان علي ديان حسن في التقرير السنوي للمنظمة «تصاعدت ازمة حقوق الانسان في باكستان بشكل ملحوظ في العام 2012 وتعرضت الاقليات الدينية للقتل والقمع».