أخبار البلد
بدأ نحو 5,6 مليون اسرائيلي الثلاثاء التصويت لانتخاب اعضاء الكنيست الـ120 في انتخابات تشريعية ،يتوقع ان يفوز فيها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بغالبية تميل نحو اليمين.وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة 7,00 وأغلقت عند الساعة 22,00 وسط اجراءات امنية مشددة، على أن تنشر الشبكات التلفزيونية توقعاتها فور الاغلاق.
وعند الساعة 10,00 بلغت نسبة المشاركة 11,4 في المئة بارتفاع طفيف، مقارنة مع الانتخابات التشريعية في 2009 بحسب الارقام التي نشرتها اللجنة الانتخابية.
ونهار الانتخابات يوم عطلة في "اسرائيل"، لكن وسائل النقل العام كانت تعمل كالمعتاد وفتحت المتاجر ابوابها، فيما استفاد الكثير من الاشخاص من الطقس الجيد للتنزه مع عائلاتهم.
وفي مكتب اقتراع في وسط القدس، وصل الناخبون فور فتح الصناديق لكن بدون ان تتشكل صفوف انتظار طويلة. بينما في عكا (شمال غرب) حيث تقيم غالبية من العرب، كانت مكاتب الاقتراع شبه خالية.
وقال جو دجيمال الطبيب البالغ من العمر 55 عاما في القدس: "لا اتوقع تغييرا كبيرا، لكنني آمل على الدوام انتقالا نحو اليسار الذي اصوت له"، معبرا عن اسفه "لعدم مبالاة" القاعدة الناخبة.
وادلى نتنياهو بصوته باكرا صباح الثلاثاء برفقة زوجته سارة وابنيهما في مكتب تصويت في ريحافيا الحي الراقي في وسط القدس الغربية، حيث مكان اقامته الرسمي.
ثم توجه الى حائط المبكى في المدينة القديمة، حيث ادخل ورقة بين الحجارة بموجب التقليد اليهودي، وكتب عليها صلاة: "بعون الله، من اجل مستقبل اسرائيل" -بحسب وسائل الاعلام-.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي التي نشرت الجمعة، فإن لائحة الليكود اليمينية برئاسة نتنياهو وحليفه "حزب اسرائيل بيتنا" القومي برئاسة المتشدد افيغدور ليبرمان، ستحصل على 32 الى 35 مقعدا من اصل 120 في الكنيست، وهي نتيجة تشكل تراجعا للتنظيمين اللذين كانا يشغلان 42 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.
والى يمين هذه القائمة، برز حزب البيت اليهودي المقرب من مستوطني الضفة الغربية بزعامة نفتالي بينيت الذي يتوقع ان يحصل على 15 مقعدا -بحسب الاستطلاعات- يضاف اليها مقعدان آخران للحركة اليمينية المتطرفة المعادية للعرب "القوة لإسرائيل".
وفي القدس قالت مدرسة في الثانية والثلاثين من العمر -وهي ام لثلاثة اطفال- إنها ستصوت لهذا الضابط السابق في كتيبة كوماندوس النخبة، المستثمر السابق في قطاع التكنولوجيا؛ لأنه "قوي ومتدين، لكنه ليس متطرفا، فالعائلات الشابة مثلنا تشعر بأنه قريب منا. لقد سئمنا نتنياهو".
ومن جهة الوسط، تشير الاستطلاعات الى ان حزب العمل (يسار الوسط) سيحصل على ما بين 16 و17 مقعدا وحزب الوسط الجديد يش عتيد (هناك مستقبل) سيحصل على ما بين عشرة مقاعد، و13 مقعدا وحزب الحركة (هاتنوا) الذي تقوده تسيبي ليفني على ما بين سبعة او ثمانية مقاعد.
وقال زئيف ديفيد المتقاعد البالغ من العمر 62 عاما: "لقد ادليت بصوتي لصالح ليفني، آمل ان يكون حزبها قويا بما فيه الكفاية؛ لكي يكون له تاثير. لديها خبرة دولية طويلة وهذا ما تحتاجه بلادنا الان، والاقتصاد جيد".
لكن في مطلق الاحوال، فإن كتلة اليمين/ اليمين المتطرف تتقدم حتى الان على الاحزاب المعتدلة التي لم تتمكن من الاتحاد. وبصفته يترأس اللائحة الاقوى، فإنه من المؤكد عمليا ان يفوز نتنياهو بولاية ثالثة.
إلا أن الرهان الفعلي يبقى تشكيلة الائتلاف المقبل واستقراره كما يرى خبراء.
ويتوقع سياسيون ومعلقون ائتلافا يضم الليكود-اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت نجم الحملة التي كانت باهتة حتى الان، ويحتمل ايضا ان يكون معهم وسطيو يش عتيد، وانضمام حزب ليفني ليس مستبعدا.
ومثل هذه الغالبية مع نحو 75 الى 80 نائبا ستجعل من الكنيست المقبل احد البرلمانات الاكثر ميلا الى اليمين في تاريخ "اسرائيل".
وقال يوسي فيرتر الخبير في صحيفة "هآرتس": "اذا صحت توقعات استطلاعات الرأي، فإن صعوبات نتنياهو ستبدأ هذا المساء" عبر المداولات مع شركائه في كتلة اليمين/ اليمين المتطرف.
من جهته، رأى ناحوم بارنيا كاتب الافتتاحية في صحيفة "يديعوت احرونوت" أن لائحة رئيس الوزراء قد لا تفوز بغالبية في مواجهة الاحزاب الاخرى في هذه الكتلة.
وستعلن النتائج النهائية في مطلع الاسبوع المقبل، وسيبدأ الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز حينئذ مشاوراته؛ لتحديد من ستكون له الحظوط الاقوى في تشكيل الائتلاف الجديد. ومن غير المرتقب ان يعلن قراره قبل نهاية الاسبوع المقبل.
والحكومة المقبلة ستكون في مواجهة ملفات دبلوماسية وخارجية هامة، في طليعتها برنامج ايران النووي الذي يشتبه الغرب و"اسرائيل" بتضمنه شقا عسكريا يهدف الى حيازة السلاح النووي، والضغوط التي تمارس من اجل احياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
كما ان الحكومة المقبلة ستواجه تحديات داخلية ضاغطة؛ منها: ازمة ميزانية كبرى وما تتضمنه من مخاطر تخفيض النفقات، ووصول البلاد الى "هاوية مالية"؛ ما سيزيد من حدة الاستياء المنتشر حاليا؛ بسبب ارتفاع الاسعار بشكل متواصل.