خاص لـ أخبار البلد - علي السنيد
وحيدا تُرك "الولاء الرواشدة" لمواجهة مصيره المجهول، طفل غض الاهاب، وما تزال أحلامه المقتولة شاهدة على قسوة الحياة التي تتراقص في عينيه على وقع الألم دونا عن بقية اقرأنه، وبالكاد يطيق أن يأخذ منها أنفاسه، فقلبه المتعب جاء ببطين واحد، وضعف في عضلة القلب والصمام رافقاه منذ مولده، وحددا قدرته النادرة على العيش، وقد فقد القلب الصغير القدرة على ضخ الكمية المطلوبة من الدم إلى جسمه الذي يظل عاجزا عن التفاعل مع الحياة ، والاستمرار فيها، ذلك أن الرئة غدت مجمعا دائما للسوائل، واختناقا يرافقه ساعة ساعة، والموت يطل من داخله، وهو يغص بأيامه، ويقف حاسرا على بوابة الموت الذي قد يعلن نهايته المبكرة في آية لحظة حيث وضعته كميات الدواء اللازمة لإنعاش القلب أمام خطر الفشل الكلوي المباغت.
وعلى أمل أن يجد قلبا جديدا يهب له الحياة من جديد أطلق الولاء استغاثته من خلال اخبار البلد لعل قلبا رحيما ينتشله من بوتقة الألم، والعذاب اليومي الذي يصادر طفولته، ويضع حدا لمأساة عائلة استوطن الحزن في أرجائها.
قصة هذا الطفل المقترنة بالحزن اجتذبت الكثير من التعاطف الشعبي، وكانت المبادرة الملكية كما هو متوقع من الديوان الملكي حيث تلقى والده اتصالا هاتفيا يفيد بطلب تقرير يشي بحالة الطفل كاستعداد أولي لتقديم المساعدة، وإمكانية إنقاذه من حبائل الموت التي تنتصب أمام عينيه، وانبثق الأمل ليحمل للولاء وعد الخلاص من رحلة العذاب التي قد تضع أوزارها، إلا أن هذا الآمل سرعان ما أن تبدد مع إبداء الديوان الملكي عجزه عن التعامل مع حالة الطفل الصعبة والمعقدة، وذلك لتعذر توفر قلب إلى اللحظة في الأردن وفق التقرير المقدم من المدينة الطبية والتي لم تألوا جهدها حسب والده في محاولاتها الجادة لمساعدته إلا أن عدم توفر قلب أعاق جهودها في إنقاذه وخاصة الدكتور المعروف بإنسانيته عوني المدني والكادر الطبي المشرف على حالته، وقد أعاد الديوان الملكي ترديد نفس المعطيات التي اعتمدتها المدينة الطبية لتأخر معالجة حالة الطفل منذ ما يربو على ثلاث سنوات، وطالب ذويه بتفويض امرهم الى الله.
بقي أن نقول أن الولاء أوصى والديه أن سبق إليه الموت أن يعمدوا إلى التبرع بأعضائه السليمة إلى من يحتاجها من المرضى.
اخبار البلد بدورها تناشد مرة أخرى الديوان الملكي، والإخوة أصحاب القلوب الكبيرة لمساعدة هذا الطفل، فلعل هنالك إمكانية لتوفير قلب له في إحدى مستشفيات العالم المتخصصة، وربما ان مخاطبة الخارج قد تفيد بوضع حد لمأساة عائلة بلغت حد الجحيم.