استمر القصف المدفعي والغارات في حصد مزيد من الأرواح في مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر في اليوم الـ169 للحرب حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية، ما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى مدن الجنوب التي لم تسلم أيضاً من القصف.
في انتظار المساعدات...
في المستجدّات، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة اليوم أن 19 شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجروح عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات جنوب مدينة غزة.
وقالت الوزارة في بيان: "19 شهيداً على الاقل و23 جريحاً بنيران وقذائف دبابات جيش الاحتلال الاسرائيلي وهم ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار الكويت".
وقالت الوزارة في بيان: "19 شهيداً على الاقل و23 جريحاً بنيران وقذائف دبابات جيش الاحتلال الاسرائيلي وهم ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار الكويت".
وأضاف المكتب في بيان إن "جيش الاحتلال والدبابات فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه الجوعى الذين كانوا ينتظرون الطحين والمساعدات الغذائية في مكان بعيد لا يُشكِّل خطورة على الاحتلال". وقال إن قسماً من القتلى والجرحى نقل إلى مستشفى المعمداني "وبقي عدد منهم ملقاة جثامينهم على الأرض".
وذكر المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ"فرانس برس" أن "مسلسل الإجرام ما زال حتى هذه اللحظة مستمراً... قامت قوات الاحتلال بعمليات إطلاق نار بشكل كثيف على المواطنين والإصابات بالغة الخطورة وهناك أيضاً مصابون بشظايا".
وأضاف أن القتلى والجرحى وصلوا إلى المشفى المعمداني-الأهلي "جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الذين ذهبوا إلى (دوار الكويت) من أجل البحث عن قوتهم وقوت أبنائهم".
ولفت إلى أن قوات الدفاع المدني "تعمل على مدار الساعة لكن الواقع بكل تفاصيله هو واقع مأسوي وواقع صعب والامكانات صعبة ولذلك لا بد من أن يتوقف هذا الإجرام بحق الشعب الفلسطيني في غزة".
وبدوره،نفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الفلسطينيين.
وقال الجيش في بيان إن هذه التقارير "غير صحيحة". وأضاف أنه قام "في تمام الساعة 11 صباحاً بتيسير قافلة مساعدات لتوصيل الغذاء إلى السكّان في شمال غزة. وعند اقتراب القافلة من نقطة التوزيع المحدّدة، تم اعتراضها ونهبت من قبل مئات" من الأشخاص، نافياً شن "غارة جوية على القافلة أو إطلاق قوات الجيش النار على أشخاص هاجموا المساعدات".
وأضاف أن القتلى والجرحى وصلوا إلى المشفى المعمداني-الأهلي "جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمواطنين الذين ذهبوا إلى (دوار الكويت) من أجل البحث عن قوتهم وقوت أبنائهم".
ولفت إلى أن قوات الدفاع المدني "تعمل على مدار الساعة لكن الواقع بكل تفاصيله هو واقع مأسوي وواقع صعب والامكانات صعبة ولذلك لا بد من أن يتوقف هذا الإجرام بحق الشعب الفلسطيني في غزة".
وبدوره،نفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الفلسطينيين.
وقال الجيش في بيان إن هذه التقارير "غير صحيحة". وأضاف أنه قام "في تمام الساعة 11 صباحاً بتيسير قافلة مساعدات لتوصيل الغذاء إلى السكّان في شمال غزة. وعند اقتراب القافلة من نقطة التوزيع المحدّدة، تم اعتراضها ونهبت من قبل مئات" من الأشخاص، نافياً شن "غارة جوية على القافلة أو إطلاق قوات الجيش النار على أشخاص هاجموا المساعدات".
كذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 72 شخصًا وإصابة 114 بجروح خلال 24 ساعة حتى صباح السبت، وأفاد الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" أن الجيش الإسرائيلي شن خلال الفترة نفسها "أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس".
وفي رفح، قالت الوزارة إن أربعة أطفال وجَدَّتَهم قتلوا وأصيب 14 بجروح بينهم أمهم ناهد عندما استهدف صاروخ منزل عائلة كوارع في حي السلام شمال المدينة حيث شوهد صباحًا عشرات الشباب والرجال يعملون بأيديهم ومعدات يدوية بسيطة لرفع الأنقاض.
وقال فوزي كوارع (58 عاما) لفرانس برس: "قصفوا البيت الثانية فجرًا، كل الدار مدمرة والنار اندلعت فيها. خرجنا نحن وأهل الحي نبحث تحت الركام عن الشهداء والأطفال. أخرجناهم ثم وصلت سيارات الإسعاف ونقلت المصابين للمستشفى الأوروبي"
وأفاد أحمد كوارع (44 عامًا) الذي يسكن في منزل مجاور: "سمعنا صوت انفجار قوي. امتلأ المكان بالدخان والغبار فيما كانت الشظايا تتطاير مع الحجارة... يكذبون، لا يوجد هنا أي مقاومة، الاحتلال يريد تدمير كل شيء للانتقام والتشفي من المدنيين الغلابة".
وأضاف تعليقا على رفض مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن: "لو أخذ المجلس قرارًا بوقف الحرب، لن تعيره إسرائيل أي اهتمام. إسرائيل صارت أكبر دولة إرهاب وإبادة وهي فوق القانون لأن أميركا تدعمها".
وفي الشمال، طال القصف كذلك عدة أنحاء في مدينة غزة ولا سيما شمال غرب المدينة حيث قالت وزارة الصحة إن عشرة أشخاص قتلوا لدى استهداف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.
وقالت تركية بربخ التي مات أفراد من عائلتها في القصف في جنوب مدينة غزة وهي تبكي في فيديو التقطته وكالة فرانس برس: "تعبنا اكتفينا... اضربوا علينا قنبلة وأريحونا من هذه الحياة... لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل ما يحدث لنا".
"الشفاء" لا يزال محاصراً
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي السبت مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، حيث قال إنه "قضى على أكثر من 170" مقاتلًا واستجوب أكثر من "800 مشتبه به" وعثر على أسلحة.
وأفاد بأن العملية الجارية في المجمّع مستمرّة حتى القبض على آخر مسلحي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الذين قال إنه يقاتلهم في المجمع.
وقال قائد المنطقة الجنوبية التي تضم قطاع غزة اللواء يارون فينكلمان وفق البيان "نحن مستمرّون في هذه العملية ... ولن ننهيها إلا عندما يصبح آخر مسلّح في أيدينا - حياً أو ميتاً".
وأورد البيان إن فينكلمان الذي تفقّد القوات في مجمّع الشفاء الجمعة قال "إن العملية هنا في الشفاء مهمّة. عملية جريئة وصعبة ورائعة حتى الآن. لقد ضربت مئات المسلّحين، وألقت القبض على المئات منهم، واعتقلت كادرات عملياتية واستخباراتية كبيرة".
وخاطب الجنود "واصلوا التقدّم، لا تتوقفّوا لحظة واحدة".
وقال قائد المنطقة الجنوبية التي تضم قطاع غزة اللواء يارون فينكلمان وفق البيان "نحن مستمرّون في هذه العملية ... ولن ننهيها إلا عندما يصبح آخر مسلّح في أيدينا - حياً أو ميتاً".
وأورد البيان إن فينكلمان الذي تفقّد القوات في مجمّع الشفاء الجمعة قال "إن العملية هنا في الشفاء مهمّة. عملية جريئة وصعبة ورائعة حتى الآن. لقد ضربت مئات المسلّحين، وألقت القبض على المئات منهم، واعتقلت كادرات عملياتية واستخباراتية كبيرة".
وخاطب الجنود "واصلوا التقدّم، لا تتوقفّوا لحظة واحدة".
وقال الإعلام الحكومي إن "جيش الاحتلال يواصل محاصرة واقتحام مجمع الشفاء الطبي ويقصف ويحرق عدة مبانٍ فيه، ويحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم ويعتقل عشرات من الكوادر الطبية".
واتهم الجيش بنسف عدد كبير من المباني السكنية بالمتفجرات في محيط المستشفى ولا سيما في حي الرمال وبلدة بني سهيلة. ونقل عن شهود عيان أن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية" حول المستشفى.
لكن الجيش أكد أنه يتجنب "إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية وتم إجلاء المرضى والجرحى إلى مجمع مخصص في المستشفى لمنع تعرضهم للأذى".
وقال شهود لفرانس برس إن "الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 عاما ويطلب من النساء والاطفال النزوح الى المواصي بخان يونس".
وتحدث مراسل فرانس برس عن مشاهدة أعداد من النازحين يتجهون إلى وسط مدينة غزة، فيما شوهد العشرات يسيرون على الطريق الساحلي باتجاه الجنوب.
لا توجد منطقة آمنة
لكن شهودًا قالوا لفرانس برس إن عشرات الدبابات توغلت باكرًا في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها "تطلق النار والقذائف"، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضافوا أن "قذائف سقطت بجانب مخيم للنازحين في المواصي" وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما "اضطُر مئات النازحين للهروب نحو رفح مشيا على الأقدام".
وقال محمود الاسطل (35 عاما) الذي يسكن في بلدة القرارة غرب خان يونس: "سمعت صوت اطلاق نار خرجت من البيت وفوجئت بعدد كبير من الدبابات تتقدم نحو القرارة والمواصي ... كانوا يطلقون النار وقذائف".
وأضاف: "كل الناس هربوا إلى المواصي ورفح، لا توجد منطقة آمنة... هذه مصيدة لقتل الناس وتهجيرهم".
وقال شهود عيان إن "جرافات عسكرية تقوم بتجريف عدد من الخيام والمباني باطراف منطقة المواصي".
خلاف
وإلى الدمار شبه الشامل وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهي أول مرة يُصنف فيها شعب على هذا النحو، وفق وكالات متخصصة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت "إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية التي تسبب بها عدوان الاحتلال على القطاع".
أحكمت إسرائيل بعيد اندلاع الحرب حصارها على قطاع غزة. وهي تتحكم في كل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.
وفي رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية، يتكدس 1,5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.
وكانت هذه المسألة موضع خلاف الجمعة في تل أبيب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الساعي لإقناعه بالعدول عن خطته.
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) عقب هجوم شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم "حماس".
وتوعدت بالقضاء على "حماس" ونفّذت حملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 32,142 شخصًا وإصابة 74,412 بجروح غالبيتهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".