قال اللواء المتقاعد بالجيش الإسرائيلي إسحاق بريك إن بلاده خسرت الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزة، مؤكدا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية واسعة.
وفي مقال له بصحيفة معاريف نشر اليوم الأحد، قال بريك إنه "لا يمكنك الكذب على الكثير من الناس لفترة طويلة"، وإن "ما يجري في قطاع غزة وضد حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلا أم آجلا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكل خفاياها".
وأكد بريك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب الجارية في قطاع غزة.
وبشأن ما يواجه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قال بريك "كل يوم يقتل جنودنا، ويصابون بجروح خطيرة بسبب الفخاخ والمتفجرات عندما يدخلون المنازل المفخخة من دون أي تفتيش، ولا يتخذون التدابير المناسبة قبل الدخول".
وانتقد بريك قيام رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بسلسلة تعيينات في الجيش، معتبرا أنه "منعزل عن الواقع، وفقد السيطرة على الأرض منذ وقت طويل، لكنه بدأ بتعيين عقداء ومقدمين على شاكلته وصورته"، وفق تعبيره.
القادم أسوأ وأضاف أنهم يعينون عقداء وعمداء، وبعضهم يتحمل المسؤولية المباشرة عما حدث (يقصد في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبعده)، وذلك من أجل الحفاظ على إرثهم الذي تسبب في "أكبر كارثة خلال 75 عاما من قيام دولة إسرائيل"، وفق قوله.
واعتبر بريك أنه إذا استمر المستويان السياسي والعسكري على هذا النحو، "فسنجد أنفسنا في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه الوضع قبل أن نبدأ الهجوم على قطاع غزة، بل سنخسر الإنجازات التي حققناها، ولن نحقق هدفي الحرب: إسقاط حماس وإعادة المختطفين".
وأضاف "لقد خسرنا الحرب مع حماس، كما أننا نخسر حلفاءنا في العالم بمعدل مذهل. وقد أزيل هدف القضاء الكامل على حماس من جدول الأعمال، كما أننا لم نعد المختطفين أحياء إلى الوطن بعد"، وفق قوله.
وأردف الجنرال السابق أن ما وصفها بالمناورة (الهجوم البري على قطاع غزة) التي هلل لها القادة الإسرائيليون، لم تصمد أمام الاختبار، ولم تحقق النتيجة التي كان الجميع يأمل فيها.
ويواجه الجيش الإسرائيلي منذ بداية الهجوم البري على غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية بالقطاع كبدته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فإن عدد القتلى في صفوفه جراء الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغ 591 ضابطا وجنديا، منهم 249 منذ بدء العملية البرية.
ومنذ بداية الحرب أصيب 3079 ضابطا وجنديا بينهم 1781 منذ بداية الهجوم البري.