مصادر استخبارية إسرائيلية تكشف لوسائل إعلامٍ في كيان الاحتلال أنّ السلطات تقوم بمراقبة معلومات قدّمتها السلطة الفلسطينية إلى المنسّق الأمني الأميركي حول عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
قالت مصادر استخبارية إسرائيلية إنّ السلطات الإسرائيلية "تسعى إلى مراقبة المعلومات التي ترسلها السلطة الفلسطينية بشكلٍ خاص إلى الولايات المتحدة"، خوفاً من اتخاذ إجراءات ضد مستوطني الضفة الغربية الذين "يمارسون العنف ضد الفلسطينيين".
وأوضحت أنّ "إسرائيل" قامت بمراقبة المعلومات التي قدّمتها السلطة الفلسطينية للولايات المتحدة بشأن عنف المستوطنين في الضفة في الأشهر الأخيرة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وكشفت مصادر في المخابرات الإسرائيلية لموقعي مجلة "+972" و"Local Call" الإسرائيليين، أنّ السلطات كانت تتبّع المواد التي ترسل إلى مكتب المنسّق الأمني الأميركي لـ"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية في القدس المحتلة، وذلك من أجل "فهم ما تعرفه الولايات المتحدة عن عنف المستوطنين"، موضحةً أنّ الهدف "ليس العمل ضد الجناة، بل منع المعلومات التي تمّ جمعها من أن يستفاد منها في فرض عقوبات عليهم".
وأكّد مسؤولون أميركيون، أنّ مسؤولي السلطة الفلسطينية يقومون بإرسال قدر كبير من المعلومات إلى لجنة المنسقين الأميركيين حول حوادث عنف المستوطنين،- وفق الموقعين الإسرائيليين -، مشيرين إلى أنّ "هذه المعلومات ساهمت جزئياً في قرار الرئيس جو بايدن بفرض عقوبات على أربعة مستوطنين، مطلع الشهر الجاري".
وأضاف المسؤولون الأميركيون أنّ المعلومات أدّت في الأشهر الأخيرة إلى إدراج عشرات المستوطنين الآخرين على "قائمة سوداء" تحظر دخولهم إلى الولايات المتحدة.
وقال مصدر إسرائيلي لـ"+972 و Local Call": "نريد أن نعرف ما يعرفه الأميركيون"، مضيفاً أنّ "الهدف هو معرفة ما الذي سيصيبنا عند مطالبتنا بإجابات حول هذه الحالات".
وتابع المصدر نفسه، أنّ "الأمر لا يتعلق بملاحقة المستوطنين واعتقالهم، ولهذا السبب شعر الكثير من الناس هنا بعدم الارتياح للقيام بذلك".
ويذكر أنه مطلع الشهر الجاري، وقّع الرئيس بايدن، على قرار رئاسي يفرض بموجبه عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متورّطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وجاء هذا القرار في وقت تواصل فيه واشنطن دعمها المطلق للاحتلال في حربه ضدّ الفلسطينيين، وتستمر بتسليح "جيشه"، بالتوازي مع تراجع شعبية بايدن في الولايات المتحدة، وتدهور صورة الأخيرة في العالم، نظراً لدورها الرئيس في استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة.
وتواجه "إدارة بايدن معارضة داخلية متزايدة وغير مسبوقة بسبب دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة"، وفق ما ذكرت ذكرت شبكة "أن بي سي" الإخبارية الأميركية.
يُشار إلى أنه في وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ أكثر من 400 مسؤول أميركي وقّعوا رسالة احتجاج على سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه "إسرائيل"، ودعمه لها في حربها على قطاع غزة.
هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الاعتداء على سكان الضفة الغربية المحتلة في مدن ومناطق متفرقة، عبر سلسلة اقتحامات واعتقالات والضرب المبرح، وإيذاء ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم ومركباتهم. واشتد هذا العنف منذ السابع من أكتوبر 2023.
وكشفت المؤسّسات الفلسطينية المتخصّصة بشؤون الأسرى، في تقريرٍ جماعي لها، أمس الثلاثاء، عن حصيلة عدد حملات الاعتقال التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بعد الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكّدةً ارتفاعها إلى أكثر من 7000.