أخبار البلد - "خطوة إلى الأمام،
خطوتان إلى الوراء". هكذا لخّص "معهد الولايات المتحدة للسلام"، في
مايو/ أيار الماضي، الخلاف الحدودي التاريخي بين الصين والهند، في منطقة
الهيمالايا، والذي يعود الحديث عنه اليوم، في ظلّ دعوة وجّهتها بكين لنيودلهي
للتهدئة وملاقاتها في منتصف الطريق، لنزع فتيل التوتر، فيما كان رئيس الوزراء
الهندي ناريندرا مودي يوقع اتفاقات جديدة في فرنسا، أبرزها عسكرية، في دلالة مهمة
وإضافية على حجم ما ترى فيه الهند تحديات جيوسياسية تواجهها، ومنها المعضلة
الحدودية المتواصلة في الهيمالايا.
حدود طويلة متنازع عليها بين الصين
والهند ويدور الخلاف، بين أكبر دولتين في
القارة الآسيوية، والقوتين النوويتين، حول حدود متنازع عليها في منطقة الهيمالايا
بطول 3380 كيلومتراً، ويفصل قوات البلدين على هذه الحدود اليوم ما يعرف
بـ"خطّ السيطرة الفعلية" (line of actual control)، وهو خطّ ترسيم غير
رسمي وغير معترف به دولياً.
ويدور الحديث خصوصاً، حول منطقتين
حدوديتين متنازع حولهما، هما أولاً "أكساي شين"، التي تسيطر حالياً
عليها الصين، كجزء من إقليم شيجيانغ ومن التيبت، وتطالب بها الهند كجزء من إقليم
لاداخ، أما المنطقة الثانية، فهي ما تسميّه الهند اليوم "أرانوشال
براديش" (ولاية هندية في الشمال الشرقي من الهند ولها حدود مع بوتان وميانمار
والحدود المتنازع عليها في التيبت مع الصين)، وتسيطر عليها الهند.
وفي الواقع، فإن لكلا المنطقتين أهمية
استراتيجية بالنسبة للصين، وكذلك للهند، خصوصاً أن المنخفضات في "أكساي
شين" ساعدت الصين على إنشاء طريق يربط إقليم التيبت بإقليم سنجان، فيما تعد
كذلك الثورة المائية في الهيمالايا حيوية لبكين ونيودلهي، لا سيما أن النمو
الاقتصادي والسكاني المتسارع لكليهما يشكل عامل ضغط قوي على مواردهما المائية.
ومن بين الأنهار المتنازع عليها في
المنطقة، نهر براهمابوترا الذي ينبع من التيبت، ويعبر الحدود إلى "أرانوشال
براداش" التي تقول الصين إنها أرض من جنوب التيبت. ويسود قلق في نيودلهي منذ
عام 2020، مع ورود أنباء عن عزم الصين على بناء سدّ عملاق على النهر، في مشروع
عملاق لإنتاج الكهرباء بقدرة تفوق بثلاثة أضعاف طاقة سدّ الممرات الثلاثة على نهر
يانغتسي في الصين، أكبر سدود العالم.
الخلاف الحدودي بين الصين والهند... سباق دائم بين التهدئة والانفجار
أخبار البلد -