جاءت تصريحات بايدن غداة لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بالرئيس الصيني جين بينغ في زيارة إلى الصين، استهدفت تخفيف التوتر بين واشنطن وبكين.
بايدن قال في حضور لصحفيين في حفل لجمع تبرعات في كاليفورنيا، إن "السبب الذي جعل شي جين بينغ منزعجاً للغاية عندما أسقطت ذلك المنطاد بما عليه من معدات تجسس، هو أنه لم يكن يعلم أنه كان موجوداً هناك".
أضاف بايدن أن "هذا مصدر إحراج كبير للديكتاتوريين، عندما لا يعرفون ما يحدث، لم يكن من المفترض أن يذهب هذا (المنطاد) إلى هناك، لقد خرج عن المسار".
كان قد حلق ما يُشتبه بأنه منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي الأمريكي، في فبراير/شباط 2023، وزاد هذا الحادث إلى جانب تبادل الزيارات بين المسؤولين الأمريكيين والتايوانيين، التوتر بين الولايات المتحدة والصين في الآونة الأخيرة.
رئيس الصين جين بينغ ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - رويترز
كذلك أشار بايدن في تصريحاته إلى أن الصين "تواجه صعوبات اقتصادية حقيقية"، وذلك في وقت تعثر الاقتصاد الصيني، في مايو/أيار 2023، إذ جاء الإنتاج الصناعي ونمو مبيعات التجزئة دون التوقعات، ما زاد من التكهنات بأن بكين ستحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لدعم الانتعاش الهش بعد جائحة كورونا.
كان البنك الدولي قد توقع هذا الشهر تحقيق الولايات المتحدة نمواً نسبته بالمئة في 2023، أي أكثر من ضعف التوقعات البالغة بالمئة في يناير/كانون الثاني الماضي، بينما من المتوقع أن يرتفع النمو الصيني إلى بالمئة، مقارنة مع بالمئة في يناير.
من ناحية ثانية، قال بايدن إن جين بينغ "يشعر بالقلق إزاء ما يسمى بمجموعة الحوار الأمني الرباعي"، التي تضم اليابان وأستراليا والهند والولايات المتحدة.
بايدن أضاف أنه أبلغ جين بينغ سابقاً "بأن الولايات المتحدة لا تحاول تطويق الصين عن طريق هذه المجموعة"، وزعم بايدن أن جين بينغ اتصل به وقال له "لا تفعل ذلك لأنه يضعنا في مأزق"، بحسب قوله.
واتفق وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، وجين بينغ في اجتماعهما على تحقيق الاستقرار في التنافس الشديد بين واشنطن وبكين حتى لا ينحرف إلى صراع، لكنه فشل في تحقيق أي تقدم كبير في القضايا مثار الخلاف بين الجانبين خلال زيارته النادرة للصين.
كما اتفقا على مواصلة الحوار الدبلوماسي وقيام المسؤولين الأمريكيين بمزيد من الزيارات إلى الصين في الأسابيع والأشهر المقبلة، وكان بايدن قد قال إنه يعتقد أن العلاقات بين البلدين تسير على الطريق الصحيح، وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم خلال رحلة بلينكن.
تشكل تايوان أكثر ملف شائك بين الجانبين، إذ نفذت الصين في أبريل/نيسان 2023 مناورات ضخمة لثلاثة أيام حول تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، تضمنت محاكاة لفرض حصار على الجزيرة وشن ضربات على أهداف محددة.
جاء استعراض القوة الصيني حينها رداً على استقبال رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي لرئيسة تايوان تساي إنغ-وين في كاليفورنيا.