وتابع السيسي، خلال المؤتمر الصحافي الذي جاء في أعقاب جلسة مباحثات مطولة، قائلاً: "شددنا على أهمية حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية، للأخذ بأي من الحلول الوسطى التي طُرحت على مائدة التفاوض، والتي تلبي مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب، وذلك من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة".
وأكد أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على "تعزيز الجهود على الساحة الأفريقية، في ظل الدور الحيوي الذي تقوم به كل من مصر وموريتانيا في هذا الشأن، مع استمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الأفريقي، ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية في القارة الأفريقية، بما يمكنها من تجاوز التحديات، وتحقيق الرخاء والاستقرار لسائر أبناء القارة الأفريقية"، على حد قوله.
ويأتي حديث السيسي عن "حل وسط لأزمة سد النهضة" بعد تصعيد الخطاب الدبلوماسي بشكل متبادل بين الجانبين، في أعقاب القمة العربية الأخيرة، التي أكدت أن "الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، كما أنه يأتي في وقت كانت تتمسك فيه القاهرة بضرورة "التوصل لاتفاق ملزم لأديس أبابا بشأن عمليتي الملء والتشغيل".
وبحسب ما قال السيسي، فإنه أجرى
مباحثات مكثفة وبناءة مع الرئيس ولد الغزواني، تناولت مختلف الموضوعات الثنائية
والإقليمية والدولية، وعكست، وفقاً لقوله: "إرادتنا السياسية المشتركة نحو
تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق
أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة، أخذاً في
الاعتبار التحديات المشتركة التي تواجه مصر وموريتانيا، ومنها تحديات تحقيق
التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر
المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها".