أخبار البلد - في أول خطاب له في الكونغرس منذ سيطرة الجمهوريين عليه، واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفاً محرجاً، بعد أن اتَّهمه بعض النواب الجمهوريين بـ"الكذب"، إثر اتهامه لهم بالسعي إلى "وقف برامج الضمان الاجتماعي"، وفق ما صرّح به بايدن في خطاب حالة الاتحاد، الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2023.
خلال الخطاب وصف بايدن الديمقراطية في بلاده بأنها "لا تُقهر"، وتعهّد بالعمل مع الحزب الجمهوري المعارض، لكن هاجم النواب الجمهوريين بسبب أزمة سقف الديون، قبل أن يقول إن بعضهم، دون أن يكشف عن أسمائهم، طالبوا بتقليص ووقف برامج الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي.
بينما سُمع هتاف "كاذب" خلال إلقاء الرئيس الأمريكي خطابه، رغم أنه لم يكن واضحاً من يهتف، وكذلك لوّحت النائبة مارجوري تايلور غرين بيديها معترضة، فيما كان النائب تروي نيلز يصيح رافضاً حديثَ بايدن، وهزّ العديد من النواب الجمهوريين رؤوسهم لإبداء رفضهم لما قاله الرئيس الأمريكي.
جو بايدن يثير خلافات الكونغرس
في أول خطاب له أمام جلسة مشتركة للكونغرس، منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، في يناير/كانون الثاني الماضي، أشار جو بايدن إلى التقدم المحرَز في الاقتصاد عقب جائحة كورونا، وشدد على أن الكونغرس المنقسم بشدة يمكن أن يتغلب على خلافاته.
قال الديمقراطي بايدن "كثيراً ما قيل لنا إن الديمقراطيين والجمهوريين لا يستطيعون العمل معاً، ولكن على مدى العامين الماضيين أثبتنا خطأ المتشككين والمعارضين".
أضاف الرئيس الأمريكي: "أقول لأصدقائي الجمهوريين إنه إذا كنا قد تمكنا من العمل معاً في دور الانعقاد السابق للكونغرس، فلا يوجد سبب يمنعنا من العمل معاً، والتوصل إلى إجماع على أشياء مهمة في دور الانعقاد الحالي أيضاً".
جلس رئيس مجلس النواب، الجمهوري كيفن مكارثي، خلف بايدن لأول مرة. وقال جو بايدن "السيد رئيس مجلس النواب، لا أريد أن أشوه سمعتك، لكنني أتطلع إلى العمل معك"، ليطلق بكلماته تلك ضحكات المشرعين.
مواجهة النواب الجمهوريين
يواجه جو بايدن مشرعين جمهوريين متحمسين لوضع بصمتهم المحافظة على السياسة الأمريكية، بعد أربع سنوات من سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب.
من الاختبارات المهمة لهذا التحدي بين الحزبين، ضغط البيت الأبيض لرفع سقف الديون البالغ 31.4 تريليون دولار، والذي يجب رفعه في الأشهر المقبلة، لتجنب التخلف عن السداد. وقال البيت الأبيض إن بايدن لن يتفاوض بشأن هذه الضرورة، إذ يريد الجمهوريون خفض الإنفاق مقابل دعمهم.
النائبة مارجوري تايلور غرين تلوح بيديها معترضة/ رويترز
النائبة مارجوري تايلور غرين تلوح بيديها معترضة/ رويترز
في سعيه لإظهار التفاؤل قبل الحملة الرئاسية لعام 2024، قال بايدن إن الاقتصاد يستفيد من 12 مليون وظيفة جديدة. وأشاد بمرونة الاقتصاد وقوته، إذ انخفضت البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 54 عاماً، في يناير/كانون الثاني، مضيفاً أن كوفيد-19 لم يعد يسيطر على حياة الأمريكيين.
أكد بايدن على أن الديمقراطية الأمريكية لا تزال على حالها، رغم مواجهة أكبر تهديد لها منذ الحرب الأهلية. وأضاف "اليوم، ورغم التحديات، تظل ديمقراطيتنا عصيةً على القهر والانكسار".
شعبية متراجعة للرئيس الأمريكي
منذ تنصيبه في عام 2021، بعد وقت قصير من هجوم السادس من يناير/كانون الثاني، على مبنى الكابيتول، قال جو بايدن إنه يريد توحيد البلاد. وتمسك بهذه القضية، مسلطاً الضوء على مشروع قانون ضخم للبنية التحتية، عارضه العديد من المشرعين الجمهوريين.
قال بايدن: "أتقدم بخالص الشكر لأصدقائي الجمهوريين الذين صوتوا لصالح القانون". وأضاف: "ولأصدقائي الجمهوريين الذين صوتوا ضده، ولكنهم ما زالوا يطلبون تمويل مشاريع في مناطقهم، (أقول) لا تقلقوا. فقد وعدت بأن أكون رئيساً لكل الأمريكيين، سنموّل مشاريعكم".
على الرغم من جهوده لا يزال بايدن لا يحظى بالشعبية، وارتفعت نسبة التأييد له نقطة مئوية واحدة إلى 41%، في استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس. وهذا قريب من أدنى مستوى خلال رئاسته، عندما قال 65% من الأمريكيين إنهم يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، مقارنة مع 58% في العام السابق.