اخبار البلد - مهند الجوابرة
وزير الأشغال العامة والإسكان والنقل معاً معالي ماهر أبو السمن ألقت الحكومة على عاتقه ورمت على أكتافه مسؤولية كبيرة وعظيمة بإيلاء كل تلك المسؤولية عليه لترميم ما يمكن ترميمه والشروع بالسير على خط الإصلاح والتطوير وتنفيذ رؤية الوزارتين وتحقيق الغايات والأهداف التي تسعى لهما .
وكرمى لهذه الغايات النبيلة قام أبو السمن بتنفيذ عدة زيارات خاطفة لمشاريع قيد الإنشاء للاطمئنان على سير الأعمال فيها والحرص على تنفيذها ضمن التسلسل الزمني المراد لها "هذا فيما يتعلق بوزارة الأشغال" ، أما فيما يتعلق بوزارة النقل فلقد قام أبو السمن بإجراء عدة لقاءات مع عدد من النقباء في قطاع النقل للاستماع إلى مشاكل القطاع وهمومه على قاعدة "حط إصبعه على الجرح" ، وهذا وبكل صدق يٌحسب لأبو السمن حرصه الكبير وأمانته العظيمة في تأدية الأدوار المطلوبة منه بكل حرفية ومهنية ومسؤولية واضحة وظاهرة للعيان .
لكن وعلى ما يبدو بأن أبو السمن لم يتعرف بعد إلى أهم المفاصل في قطاع النقل والذي يٌعتبر "أم المعارك" وأهمها لإحداث نقلة نوعية وإصلاح حقيقي لقطاع النقل الذي دخل غرف الإنعاش أكثر من مرة ولا يزال هناك يصارع الموت في ظل الشكاوى الكثيرة والوفيرة والغزيرة القادمة صبح مساء من شفا بدران ، حيث تتواجد هناك هيئة تنظيم قطاع النقل البري ، والتي إن أراد أبو السمن مشاهدة قطاع النقل بحالة مستقرة وانتظام في ضربات القلب ومستوى الضغط والسكر فعليه أن يشعل فتيل التغيير في الهيئة وإحداث زلزال إداري لغربلة الإجراءات والمسؤولين والإدارات وصناع القرار للنهوض بالقطاع مرة أخرى وضمان استقراره من جديد .
الهيئة يا معالي أبو السمن تعيش أسوأ أيامها وأتعس مراحلها وذلك بشهادة العاملين في قطاع النقل الذين تعرض أحدهم قبل فترة وجيزة لجلطة صدرية وصدمة نفسية داخل أروقة الهيئة بعد أن قبعت معاملته فيها لأكثر من ثلاثة أشهر !! وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الترهل الإداري المتواجد حالياً في الهيئة والذي لن ينتهي بزيارة تفقدية أو اجتماعات مع العاملين في القطاع إن لم يتم استئصال هذا الترهل وإبعاده عن معاملات المواطنين والقرارات المناطة بهم ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب للوصول بالهيئة وقطاع النقل إلى بر الأمان من جديد .
فهل يستطيع أبو السمن ولوج حصن شفا بدران المتين وزلزلة تحصيناته المتينة ؟ وهل سيتمكن أبو السمن من تلبية نداء واستغاثات العاملين في قطاع النقل الذين وجهوا الصرخات تلو الصرخات لدولة الرئيس لإيضاح معاناتهم وأزماتهم المتلاحقة في هيئة النقل ؟ وهل سينتصر أبو السمن في معركته القادمة لإحقاق الحق وإعادة المياه لمجاريها في قطاع يعتبر من القطاعات المهمة جداً وركيزة أساسية في يوم المواطن الأردني ؟ أسئلة يجب على أبو السمن التفكر فيها ومحاولة إيجاد أجوبة فورية وسريعة لها إن كان راغباً في مشاهدة شمس الإصلاح تشرق مرة أخرى في قطاع أطال الليل فيه البقاء ، واستأنست فيه الظلال وانتشرت فيه المماطلة والتسويف حتى بات في حالة موت سريري !!