أخبار البلد ــ أكد رئيس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان الأردني كمال العواملة ، أن رؤية إنشاء مدينة إدارية جديدة أستندت لواقع ألزم الحكومات المتعاقبة، للسعي الجاد نحو إعادة تشكيل الخريطة السكانية وتنمية أقاليم جديدة ذات موارد وإمكانيات جديدة، لتخفيف الضغط على البنى التحية في المدن الرئيسة والحد من الازدحام المروري داخل المدن الرئيسة ذات الكثافة السكانية العالية، بما يحقق الحفاظ على التوازن البيئي العام وعدم إهلاك واستنزاف الثروات ، حيث بين أن 86% من السكان يتركزون على مساحة 15% من مساحة المملكة ، ويأتي التمركز لصالح المدن الكبرى في عمان والزرقاء وأربد والذين يشكلون حوالي 74% من عدد سكان المملكة ، مما ينعكس سلباً على فرص العمل المتاحة وبالتالي يؤدي الى غياب التنمية المتوازنة بكافة المحافظات.
كما أكد أن الرؤية الإقتصادية 2030 للملكة وضعت الأسس التي تستند عليها جودة الحياة والتنمية الحضرية ، من خلال إيجاد مجتمعات محلية تتيح العيش والمشاركة ، ومدن ذكية توفر الاتصال والقدرة على الوصول ومدن مستقبلية تلهم الأجيال، إضافة الى العديد من التدخلات من أجل النهوض بنوعية الحياة لجميع الأردنيين وإجراء تحسينات على مستوى المعيشة ونمط الحياة .
ولفت العواملة الى أن غياب تمثيل المستثمرين في قطاع الاسكان أثناء إعداد الرؤية الاقتصادية 2030 ، يتعارض مع توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني، حول بناء أسس راسخة لشراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص، للمساهمة بتقديم نموذج شراكة سليم يحفظ كافة أطراف المعادلة الاستثمارية وبشراكة نوعية محفزة للإستثمار .
كما أكد على ضرورة التريث والمزيد من التشاركية عند إتخاذ قرار سياسي بإقامة مدينة إدارية جديدة ، والقيام بتحليل واقع الحال ورصد المناطق التي تعتبر (نقاط ساخنة)، للإزدحام والضغط على الخدمات، وإنشاء مدن تابعة للمدن الرئيسية في جميع مدن المملكة للتفريغ السكاني لها ، تراعي كافة متطلبات التنمية الحضرية المستدامة ، ووضع حوافز وخلق البدائل المقبولة إقتصادياً وبيئياً وإجتماعياً لهذه المدن التابعة للمدن الرئيسية لتمكين المواطنين من الانتقال التدريجي لتلك المدن .
وبين حاجة القطاع الهندسي ممثلاً فى المكاتب الاستشارية والمقاولين والموردين والمشغلين ، لتوفير الكوادر الفنية المؤهلة لاستيعاب وتطبيق التطور التكنولوجي المتسارع فى مجال المدن الذكية، مع مراعاة التنوع والاختلاف في المجتمعات عند تطبيق الأنظمة الذكية في المدينة.
وأشار كذلك الى وجود العديد من التجارب المتعثرة في إنشاء المدن السكنية في الأردن ، مثل مدينة المجد السكنية ومدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز بالزرقاء ومدينة أهل العزم بالجنوب قرب مطار الملكة علياء ، وجميعها كانت بالشراكة بين القطاع العام والخاص ، مؤكداً على ضرورة الالتفات لإيجاد الحلول لتلك المشاريع المتعثرة، لا سيما أن تلك المشاريع ضمن محاور التوسع العمراني في مدينة عمان والزرقاء .