اخبار البلد - أصدر عدد من الدول الأعضاء في أوبك وتحالف أوبك+ مواقف مناصرة للسعودية التي تواجه حملة أميركية منذ أن قرّر تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط حيث اتهمت واشنطن الرياض بالوقوف خلف القرار الذي تزعم أنه يصب في مصلحة روسيا، وهددت بإعادة تقييم العلاقات بين البلدين.
وتنفي مواقف سلطنة عمان والجزائر والبحرين والعراق، والتي أعلنت دعمها لقرار خفض إنتاج النفط، الاتهامات الأميركية بممارسة السعودية ضغوطا على أعضاء منظمة أوبك لتمرير القرار.
وبدت السعودية خلال الأيام الماضية تواجه الغضب الأميركي منفردة، وهو ما دفع السعوديين إلى التذمر من تركهم وحدهم في الساحة. فباستثناء تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونفى خلالها أن يكون قرار خفض الإنتاج استهدافا لبلد مّا، لم تصدر مواقف من أي دولة في أوبك+.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن وزير النفط محمد بن مبارك الأحد قوله إن قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط جاء بالتوافق والإجماع بين جميع الدول الأعضاء.
وأضاف الوزير أن الدول الأعضاء حريصة على اتخاذ قرارات تهدف إلى استقرار أسواق النفط، وأنه خلال الاجتماعات المقبلة ستتم دراسة أي مستجدات اقتصادية لضمان استقرار الأسواق والإمدادات العالمية والتوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين.
وقالت وزارة الطاقة العمانية الأحد إن قرارات أوبك+ تُبنى على اعتبارات "اقتصادية بحتة” وعلى حقائق العرض والطلب في السوق.
وأضافت الوزارة أن قرار تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط بواقع مليونيْ مليون برميل يوميا ينسجم مع قراراته السابقة من حيث استناده إلى معطيات السوق ومتغيراتها، وأنه مهم وضروري لطمأنة السوق ودعم استقرارها.
واتفق تحالف أوبك+، الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعددها 13 بالإضافة إلى 11 منتجا من خارج المنظمة بقيادة روسيا، في الخامس من أكتوبر الجاري على خفض الإنتاج بمقدار مليونيْ برميل يوميا.
وبدوره وصف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب قرار أوبك+ الأخير بأنه "تاريخي وممتاز” ويصب في خانة استقرار الأسواق.
وعبر عرقاب والأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص عن ثقتهما الكاملة في الأثر الإيجابي لقرار أوبك+.
وانضم العراق بدوره إلى حملة دعم السعودية، حيث قالت شركة تسويق النفط "سومو” إن قرارات أوبك+ تبنى على مؤشرات اقتصادية وبأسلوب مهني.
وعكس تزامن التصريحات الرسمية لدول أوبك+ وجود تنسيق بينها بهدف خلق نوع من الضغط على الإدارة الأميركية التي كانت تحاول إقناع هذه الدول بوجوب زيادة الإنتاج، ليس فقط للضغط على روسيا بل أيضا لأن خفض الأسعار سيخفف الضغط الداخلي عن إدارة الرئيس جو بايدن.
ويقول مراقبون إن مواقف دول أوبك+ الجديدة تدافع عن السعودية أولا، وتقول بطريقة غير مباشرة إنها تقدّم مصالحها الاقتصادية على الاعتبارات السياسية المتعلقة بالسياسة الداخلية الأميركية، وهو ما تردده الرياض أيضا.
وشنت الولايات المتحدة حملة ضغط مكثفة لثني حلفائها العرب عن خفض إنتاج النفط قبل صدور القرار لكنها لم تلق أي تجاوب، ما أثار غضبا داخليا تركز على السعودية بالدرجة الأولى لكنه طال الإمارات أيضا.
وفي حين يتساءل متابعون عن انعكاسات موقف دول أوبك+ وما إذا كانت ستدفع واشنطن إلى مراجعة تهديداتها للسعودية، أعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان الأحد أن الرئيس الأميركي بايدن "ليس لديه أي نية” للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال قمة مجموعة العشرين المقررة الشهر المقبل في إندونيسيا.
وقال سوليفان لمحطة "سي أن أن” إن بايدن "سيعيد تقييم” العلاقات مع السعودية بعد قرار تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط الذي يصب في صالح روسيا، لكنه "لن يتسرّع في تحركه”.
ومن بين الخيارات التي قد يلجأ إليها بايدن لمعاقبة الرياض وقْف بيع الأسلحة للسعودية، لكن محللين يرون أن هذا القرار قد يصطدم برفض شركات صنع الأسلحة الأميركية.
غراف