أخبار البلد ــ قال السفير الأمريكي في إسرائيل، توماس نايدز، إن مهمته الرئيسية في المنطقة هي الحفاظ على الهدوء و”ركود المياه”.
ومن وجهة نظر أخرى، فإن مهمة نايدز هي منع أي تقلبات أو تصدعات في علاقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع إسرائيل.
ولاحظت لورا كيلي، وهي تجري مقابلة لصالح موقع "ذا هيل” القريب من الكونغرس مع نايدز، أن السفير، وهو يهودي، كان يرتدي خيطاً أحمر اللون على معصمه، في علامة على ممارسة الكابالا اليهودية، ولكنه يصف نفسه بأنه ليس "أيديولوجياً”.
وعلى أي حال، حضر نايدز إلى المنطقة في نوفمبر 2021 كسفير، بعد أن أثبت بايدن بالفعل بأنه لن يغير أي من قرارات سلفه الرئيس دونالد ترامب بخصوص إسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
ولم تطلق إدارة بايدن أي جهود سلام جديدة في المنطقة، وتعهدت بمواصلة دعم اتفاقيات أبراهام، كما سعى بايدن إلى تثبيت العلاقة بين الإدارة الأمريكية الديمقراطية وإسرائيل، بعد فترة من التوترات بين الرئيس الأسبق باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو.
وأشارت الكاتبة إلى حرص إدارة بايدن على إطلاع إسرائيل عن كثب بشأن خطط العودة للاتفاق النووي مع إيران. وقالت إن الإدارة ساعدت في تحقيق وقف إطلاق نار سريع أثناء المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس في مايو 2021.
وقال نايدز إن الضفة الغربية تسبب له قدراً هائلاً من القلق، مشيراً إلى تحذيرات العديد من المسؤولين والمراقبين من اقتراب انفجار الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار نايدز إلى أنه يقضي أكثر من 60 في المئة من وقته لحل "القضايا الفلسطينية”، وتعليقاً على مساعدات إدارة بايدن لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، قال إن الهدف هو مساعدة الشعب الفلسطيني على عيش حياة أفضل، وهو يعتقد أن هذا بدوره سيؤدي إلى تقوية إسرائيل من خلال الحد من العنف.
وأضاف: "يعرف الفلسطينيون أننا أقرب الأصدقاء الذين لديهم المال، وهم يعتقدون بأننا نريد مساعدتهم، ومن الواضح أنهم يريدون خارطة طريق للسلام”, وزعم نايدز بأنه يستيقظ كل يوم وهو يحاول معرفة كيف يمكن تحسين حياة الفلسطينيين قليلا.
وقال نايدز: "أولاً وقبل كل شيء، أمن إسرائيل هو أقصى ما في أذهاننا، ولكن أيضاً لا نريد قتل الأبرياء، ولا نريد أن تخرج الدورة عن السيطرة، وهو ما رأيناه مراراً”.
ولاحظ تقرير "ذا هيل” أن تركيز نايدز على الفلسطينيين هو مصدر للتصدعات القليلة في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي حين أن الإدارة لم تتراجع عن مطالب إسرائيل بإبقاء القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية مغلقة، إلا أن نايدز قال إن 70 موظفاً يعملون في نفس المبنى، ولكن تحت اسم مكتب الشؤون الفلسطينية ولكنه في الأساس قنصلية.
وأشار التقرير إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أمام (رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير) لبيد بأن الولايات المتحدة ترغب في فتح القنصلية وأن "الرمزية” مهمة جداً في هذه القضية.
وهناك نقطة توتر أخرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن امتناع إدارة بايدن عن دعم تصنيف منظمات حقوقية فلسطينية على أنها منظمات إرهابية، وقال نايدز إن "إسرائيل لم تكن راضية عنا لأننا لم نخرج بقوة لدعم هذه الإجراءات”.
وبالنسبة لجريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، قال نايدز إنه لا يمكن إبلاغ إسرائيل بما يجب أن تفعله، فهي "دولة ذات سيادة” ولكن يجب أن "تنظر إلى قواعد الاشتباك الخاصة بها”، مشيراً إلى تصريحات نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، فيدانيت باتيل، التي دعت إلى مراجعة الاشتباك، ولكنها قوبلت بعاصفة من المعارضة الإسرائيلية.
وحول إيران، أكد نايدز أن إسرائيل تعارض سعي الإدارة لإحياء الاتفاق النووي، ولكن الولايات المتحدة لن تمنع أي إجراءات أحادية ضد إيران لمواجهة تهديداتها الأمنية.
وقال نايدز إن السفير الأوكراني لدى إسرائيل يزوره كل يوم جمعة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتفهم العلاقة المعقدة بين إسرائيل وروسيا.