اخبار البلد - أثار إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم يوم الخميس الماضي، بعد شهور من حربه ضد أوكرانيا، يتضمن زيادة كبيرة للغاية في عدد أفراد قواته المسلحة، توقعات مبررة بأن لا نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا.
وقالت دارا ماسيكوت وهي إحدى كبار الباحثين السياسيين في مؤسسة البحث والتطوير الأميركية (راند) "إن هذه خطوة لا يتم اتخاذها عندما يتوقع أحد نهاية سريعة للحرب التي يخوضها، إنما هي شىء يتم عمله عندما يكون هناك تفكير في وضع خطة ما لحرب مطولة”.
ويقضي المرسوم بزيادة العدد المستهدف للجنود في الخدمة الفعلية بحوالي 137 ألف جندي، أو بنسبة 10 في المئة ليصل الإجمالي إلى 1.15 مليون جندي في يناير المقبل. كما قضى بأن تضمن الحكومة توفير الأموال اللازمة لذلك من الموازنة الاتحادية.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن الخبير العسكري الروسي بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، فاسيلي كاشين، قوله إن ”الحرب في أوكرانيا أظهرت أن هناك حروبا تحتاج إلى قوات تقليدية أكبر للانتصار فيها لأنه لا يمكنك أن تستخدم أسلحة نووية”.
لم يتضح بعد كيف ستحقق روسيا ما أعلنته، لكن من غير المرجح أن تؤدي تلك التعزيزات إلى زيادة قوتها القتالية
وقال كاشين "لو كان لدى روسيا 400 ألف أو أكثر من القوات البرية في فبراير بدلا من 280 ألف جندي كما فعلت، لكانت النتيجة مختلفة تماما الآن”.
ويقول الكاتب إيثين كيم لايزر إن مرسوم بوتين يأتي في وقت أعلن فيه البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) تقديره بأن حوالي 80 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا في أوكرانيا منذ الغزو.
وكان بيل بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية قد صرح الشهر الماضي بأن "المخابرات الأميركية تقدر أن حوالي 15 ألف جندي روسي قتلوا في أوكرانيا وربما أصيب ثلاثة أضعاف هذا العدد من الجنود”.
ولم تعلن روسيا أي تقديرات بالنسبة إلى عدد من قتلوا أو أصيبوا من جنودها في أوكرانيا. وكانت كييف التي كشفت مؤخرا أن حوالي تسعة آلاف من جنودها قتلوا، قد أعلنت أنه من المحتمل أن أكثر من 45 ألفا من الجنود الروس قد قتلوا.
وأوضح نيل ميلفين مدير الدراسات الأمنية الدولية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهومركز أبحاث مقره لندن لشبكة إن بي سي نيوز أن "بوتين كان مترددا في القيام بذلك لأنه يحاول عزل الشعب الروسي عن تكاليف الحرب، من خلال الاستعانة بمرتزقة من شركة الأمن الخاصة فاغنر، والتجنيد من بين أفراد الجمهوريات العرقية غير الروسية في البلاد، ومن بين المسجونين، وكذلك الاستعانة بالتجنيد الإجباري في المناطق المحتلة من أوكرانيا".
وأضاف ميلفين "ما حدث الآن هو أن الجيش الروسي أصبح منهكا، ولم تعد أساليب التجنيد المعتادة توفر عددا كافيا من الجنود. لذلك أعلنت السلطات الروسية عن زيادة في حجم الجيش لسد الفجوات الناجمة عن الخسائر في الحرب. وهذه لحظة خطيرة بالنسبة إلى الرئيس الروسي حيث أن هذا الإعلان اعتراف بأن العملية العسكرية الخاصة لم تحقق بدرجة كبيرة ما كان متوقعا لها، والآن سوف يتعين على الشعب الروسي على نطاق أوسع البدء في دفع الثمن من خلال أرواح أبنائه”.
التجنيد مستمر
التجنيد مستمر
ويشير لايزر إلى أن مايكل كلارك، أستاذ دراسات الحرب في كلية كينجز بلندن أكد أن المرسوم "دلالة واضحة على أن روسيا تدرك الآن أنها مقبلة على حملة طويلة”.
وأضاف كلارك، بحسب شبكة إن بي سي نيوز، أن "هذا المرسوم سوف يحقق فارقا حتى الربيع المقبل، وهو الوقت الذي يمكننا أن نتوقع فيه هجوما روسيا كبيرا، حيث استعد الجنود الروس فعليا لفصل الشتاء والآن يستعدون لفصل الربيع على أمل أن يكونوا أكثر كفاءة مما كانوا عليه عندما بدأوا العملية”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية الأحد إنه لم يتضح بعد كيف ستحقق روسيا ما أعلنته من زيادة كبيرة في عدد جنودها بالجيش، لكن من غير المرجح أن تؤدي تلك التعزيزات إلى زيادة قوتها القتالية في أوكرانيا بشكل كبير.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عن الحرب إنه "لم يتضح ما إذا كان سيتم تحقيق ذلك من خلال تجنيد المزيد من المتطوعين أو زيادة أعداد المجندين إلزاميا”.
وأضافت الوزارة على تويتر أنه في كلتا الحالتين، من المحتمل ألا يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا نظرا إلى أن "روسيا فقدت عشرات الآلاف من جنودها في حين يتم تجنيد عدد قليل جدا من الجنود الجدد المتعاقد معهم، أما الخاضعين للتجنيد الإلزامي فهم من الناحية الفنية ليسوا ملزمين بالخدمة خارج الأراضي الروسية”.