وقالت الصحيفة في تقرير مطول إن بايدن تجاهل منطقة الشرق الأوسط طيلة 18 شهرا مضت، بخلاف سلفه دونالد ترامب الذي كان يستمتع بالتقرب من إسرائيل والسعودية لأغراض سياسية داخلية وتعزيز مواجهة إيران.
وأضافت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية "تغير الوضع بشكل خفيف وغير دقيق"، حيت خلص بايدن وفريقه إلى أنه يجب عليهم تكثيف حضور واشنطن في الشرق الأوسط حتى لا تملأ الصين وروسيا الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن حضور الولايات المتحدة في المنطقة سيساعد في "عزل طهران، وتماسك وقف إطلاق النار في اليمن، وتسريع الحداثة في المجتمع السعودي، والحصول على علاقات أفضل بين المسؤولين في القدس والرياض"، وفق تعبيرها.
ووصفت الصحيفة احتياج الولايات المتحدة للسعودية بالأمر "المزعج"، خصوصا في مسألة الحفاظ على إمدادات النفط بعد تضاؤل كميات النفط الروسي عقب تدخل موسكو عسكريا في أوكرانيا.
وقالت إن الشرق الأوسط الذي يزوره بايدن هذا الأسبوع "ليس الشرق الأوسط الذي أراده"، مضيفة أن الزيارة "مليئة بالفرص ولكنها تمثل أيضا حقل ألغام للرئيس".
ونقلت الصحيفة تصريحات لمسؤول أمريكي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، قال فيها إنه "من الأفضل لنا أن نكون حاضرين، حتى لو كان ذلك مؤلما".
وأوضح المسؤول أن هذا هو الثمن الذي على بايدن أن يدفعه، حيث ستظهر الزيارة التزام واشنطن بتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، و"إنهاء جمود" العلاقات مع السعودية، مؤكدا أن كلا الأمرين مطلوب لمواجهة إيران بشكل "أكثر فاعلية".
ورغم قلة "الإنجازات الملموسة" المتوقعة من الزيارة، يرى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن الزيارة "محاولة للتوسع وليس للتعمق" في العلاقات.
وذكرت الصحيفة بعض النتائج المتوقعة من الزيارة، منها الإعلان عن دعم بقيمة 100 مليون دولار للمستشفيات الفلسطينية، واحتمالية عقد اتفاق مع السعودية يسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي.
وتوقعت الصحيفة أيضا أن يتم خلال الزيارة نقاشات حول إنشاء نظام "دفاع جوي متكامل" في الشرق الأوسط يضم إسرائيل والدول المجاورة يمكنها من العمل في "انسجام تام" لإحباط الصواريخ الإيرانية.
وتعليقا على هذه النقطة، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة (لم تسمه): "سواء كنت تريد استخدام كلمة تحالف أم لا فهذا شأنك، لكن هذه هي الفكرة".
وقالت الصحيفة إن التطور "الأبرز" في الزيارة هو حضور بايدن إلى إسرائيل والسعودية، حيث يريد أن يظهر للعالم أن كل الاهتمام الممنوح لأوكرانيا "لن يصرف انتباه إدارته عن تأمين المصالح الإقليمية مع حلفائها وشركائها".
وشددت الصحيفة على أن "الانخراط المستمر وليس التجاهل" سيساعد على تهدئة المنطقة المضطربة.
ويرى مسؤولون أمريكيون أن تحسن العلاقات بعد زيارة بايدن سيزيد من صعوبة حصول روسيا والصين على موطئ قدم في المنطقة، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، ضغطا لإقناع بايدن بأن الزيارة "ضرورية"، مؤكدة أن الرئيس "وافق على إجراء الزيارة وهو يعلم جيدا أن لديه الكثير من الخسائر والقليل من المكاسب على المدى القصير".