وقالت خلال حضورها احتفالات الزيارة السنوية للغريبة بجربة إن الزيارة السنوية شاهد على أن "جربة هي جزيرة التعايش بامتياز، وفضاء مفتوح للانسجام والوئام بين الجميع، فيها تتجاور المعابد اليهودية والكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية بثنائيتها المالكية والإباضية".
وحضرت بودن مساء الأربعاء بجزيرة جربة احتفالات الزيارة الرسمية للغريبة، رفقة عدد من أعضاء الحكومة، ووفود دبلوماسية، إلى جانب حضور هام لليهود من عدة بلدان عادوا إلى الزيارة بعد سنتين بسبب جائحة كورونا.
وذكرت رئيسة الحكومة أن هذه المكونات الدينية المتعددة والمتنوعة التي تعيش وتتعايش على أرض تونس "ساهمت في رسم لوحة فسيفسائية ثرية بتنوعها وغنية بتعددها، لذلك كانت جربة وستبقى واحة للالتقاء والثراء، وهي بما تزخر به من مزايا ومميزات، جديرة باحتضان هذه التظاهرات الدينية والسياحية والثقافية، ولاسيما القمة الفرنكفونية المرتقبة بمشاركة فاعلة وحضور واسع من أجل تعزيز التنوع الثقافي واللغوي ومزيد تحقيق تعاون متعدد الأبعاد".
من جهتها، صرحت القائمة بالأعمال بالنيابة بسفارة الولايات الأمريكية بتونس، ناتاشا فرانشيسكي، بأن هذه "المناسبة الفريدة من نوعها تقدم مثالا لقيم التسامح بين الأديان في تونس، وتعكس القيم المشتركة في التعايش السلمي".
وقالت إن الولايات المتحدة من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تقدم برامج دعم وفرص عمل وتكوين وتدريب تكريسا للالتزام بدعم تطلعات الشعب التونسي، مشيرة إلى أن واشنطن قامت بولاية مدنين لوحدها بدعم أكثر من 1000 مؤسسة صغرى ومتوسطة خلقت أكثر من 2000 فرصة عمل منذ بداية سنة 2011، وذلك ضمن تدخلات للولايات المتحدة، التي وفرت نحو مليارين من الدولارات كدعم أجنبي لتونس انتفعت منه عدة مؤسسات ووفر مواطن شغل كثيرة بالبلاد التونسية.
من جانبه، أفاد سفير فرنسا بتونس بأن الاحتفال بزيارة الغريبة كان شاهدا على الحوار والتعايش بين كل الأديان والتفتح الذي يميز التونسيين وانفتاح تونس.
كما اعتبر سفير ألمانيا بتونس أن حضور هذه المناسبة لأول مرة تجربة رائعة ومميزة تبرز العادات والتقاليد العريقة بجزيرة جربة، وتعكس قيم التسامح والانفتاح الثقافي والديني الذي يتواصل بتونس، داعيا السياح الأوروبيين والألمان إلى زيارة تونس وجربة، ليس فقط لوجود الشواطئ والشمس، وإنما أيضا لوجود تاريخ عريق وثقافات متعاقبة وتقاليد متنوعة تستحق الاستكشاف.
يذكر أن زيارة الغريبة انطلقت صباح الأربعاء باستقبال أعداد هامة من اليهود التونسيين المقيمين بتونس وغيرهم من عدة بلدان، وبحضور أمني كبير، من خلال تواجدهم بمحيط الغريبة وخارجها وتركيز عدة حواجز ودوريات قارة وأخرى متنقلة، مع عمليات تمشيط واسعة برا وجوا من قبل مختلف الأسلاك الأمنية، لضمان أوفر الحظوظ لنجاح أولى التظاهرات الهامة التي ستعيش على وقعها الجزيرة، والتي ستعقبها تظاهرات هامة أخرى، مثل قمة الفرنكفونية ومعرض الطيران وقبلهما انطلاقة الموسم السياحي.