أخبار البلد ــ وجه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الجيش لتحقيق الاستقرار في توزيع علاجات كوفيد-19 في العاصمة بيونغيانغ في إطار مكافحة أول موجة انتشار مؤكدة للمرض في البلاد، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم قال، في اجتماع طارئ للمكتب السياس، الأحد، إن الأدوية المنتجة داخل البلاد لا تصل للناس بالسرعة أو بالدقة الكافية، وذلك قبل زيارته لصيدليات قرب نهر تايدونغ بالعاصمة.
وفي إشارة إلى خطورة الوضع، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن كيم "انتقد بشدة مسؤولي الحكومة وهيئة الصحة العامة المكلفين توفير (الأدوية) بسبب موقفهم غير المسؤول ... لأنهم لم يشمروا عن سواعدهم أو يقدروا حجم الأزمة الحالية".
وأضافت الوكالة أن كيم أمر بالنشر الفوري "للقوات القوية" من الهيئة الطبية بالجيش "من أجل استقرار إمدادات الدواء في مدينة بيونغيانغ".
ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن السلطات أمرت بتوزيع الاحتياطيات الوطنية من الأدوية، لكن الصيدليات غير مؤهلة بشكل جيد للقيام بمهمتها بسلاسة.
وتابع الزعيم أن من بين مشكلاتها الافتقار لأماكن تخزين كافية للدواء كما أن مندوبي المبيعات غير مزودين بالملابس والأدوات الواقية في محيط يفتقر للمعايير.
وفي نفس السياق، قالت وزارة الوحدة في سول، المسؤولة عن العلاقات عبر الحدود، إنها عرضت إجراء محادثات على مستوى العاملين لتقديم الدعم الطبي بما في ذلك اللقاحات والكمامات وأدوات الفحص فضلا عن التعاون التقني.
جاء هذا العرض بعد فترة وجيزة من قول يون سوك-يول رئيس كوريا الجنوبية إنه لن يدخر جهدا في مساعدة الشمال على مكافحة الجائحة، قائلا إن بلاده مستعدة لتقديم اللقاحات وأي مساعدات طبية أخرى.
وكانت كوريا الشمالية أقرت، الأسبوع الماضي، بأول تفش ضخم لكوفيد-19، وحذر خبراء من أنه قد يلحق أضرارا بالغة بالبلد مع نقص إمدادات الدواء وغياب برنامج للتطعيم.
"حمى"
وبلغ عدد المصابين بالحمى في كوريا الشمالية 1213550 حالة، كما توفي 50 حتى الأحد بعد أن أبلغت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن 392920 حالة إصابة جديدة بالحمى، وثماني حالات وفاة.
ولم تذكر عدد الحالات المشتبه فيها التي ثبتت إصابتها بكوفيد-19.
ويفتقر النظام الصحي في كوريا الشمالية إلى الأدوية الضرورية والمعدات اللازمة، بحسب خبراء، وهو يعد من الأسوأ عالميا إذ يقع في المرتبة 193 من أصل 195 بحسب تحقيق أجرته جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
وفي غياب لقاحات مضادة لكوفيد وعدم القدرة على إجراء فحوص على نطاق واسع، يحذر الخبراء من أن كوريا الشمالية ستلاقي صعوبة كبيرة في التصدي لتفشي الفيروس على نطاق واسع.
وقال تشوينغ سيونغ-تشان من معهد سيجونغ لوكالة فرانس برس: "بزيارته الصيدلية، تمكن كيم جونغ أون من رؤية نقص الأدوية في كوريا الشمالية بأم عينيه ... ربما الوضع أكثر خطورة مما كان يعتقد".
"شعور بالأزمة"
كانت كوريا الشمالية من أولى الدول التي أغلقت حدودها في يناير 2020 عند ظهور الفيروس.
لكن الخبراء اعتبروا أنه من المحتم أن يتسلل الفيروس في نهاية المطاف إليها، مع تفشي الوباء بسبب المتحورة أوميكرون في البلدان المجاورة.
وأشار الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية، يانغ مو-جين، إلى أن توبيخ كيم العلني لحكومته يعكس "الشعور بالأزمة" الذي ألم بالنظام.
وأكد "أنه يشير إلى الخلل العام في نظام الحجر الصحي".
وفقا لوكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، أعرب الزعيم الكوري عن نيته استلهام استراتيجية الصين لمكافحة الوباء.
والصين، القوة الاقتصادية الكبيرة الوحيدة في العالم التي لا تزال تطبق سياسة "صفر كوفيد"، تفرض تدابير إغلاق على مدن كبرى لدى تسجيل أي إصابة وتتعقب المصابين وتعزلهم بشكل منهجي.
رفضت كوريا الشمالية في السابق عروضا من الصين للحصول على لقاحات مضادة لكوفيد، وكذلك من منصة كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة الدولية.
ورغم الأزمة الصحية، تشير صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية إلى أن كوريا الشمالية استأنفت بناء مفاعل نووي بعد توقف لفترة طويلة.