عمر عبنده
كل سنة من سنوات جلوس الملك على العرش مرت تغبط أختھا، لأن عیدك فیھا كان
الأجمل، ونحن كنا فیھا الأكثر انتماًء ً وتماسكا في مواجھة قوى الأرض، بصرف النظر
عن العواقب مجھولة النتائج، إذ كان ھمنا فیھا أن نثبت للقاصي والداني اننا «ھنا»،
وأننا رقم صعب ممنوع تجاوزه ومحظور التدخل في شؤونھ أو حشر الأنف في
دواخلھ، فنحن رأس حربة نافذة ٍ في خاصرة كل من یحاول الاستقواء على كیان ھذا
.الوطن
ا، فقد قدت المسیرة في
ا وألقً
بعزیمتك أیھا الملك الأعز قویت إراداتنا، وبصمودك ونسبك ازددنا ً فخرا وكرامة وشرفً
ظروف تقلّبت فیھا الأیام لم نھنأ فیھا لمحة بصر أو طرفة عین، استكثر فیھا علینا ُ بعضنا ممن أفل زمانھم، مواصلة
السیر إلى الأمام واستكمال بناء الدولة بعد أن ضاعت مناصبھم وتكسرت قوائم كراسیھم وانكشفت عورات فعایلھم
فانتفضوا مخربین، مشاغبین مثیري فتن، ومروجي أراجیف وشائعات، انتقاصا من قیمة الدولة وإنجازاتھا وتاریخھا
.الذي ناھز المئة عام
قدت المسیرة باسطا كفیّك فاردا یدیك نحو الإخوة والأشقاء، فكان «ظلم ذوي القربى اشدُ مضاضة» علینا «من السیف
.«المھند
ھذا قدرك یا سیّد البلاد، فأنت لھا، ونحن معك صادقو العھد والوعد بأن نكون جند الوطن المخلصین، في ظل رایتك
.الخفاقة، ولن نتوانى ما حیینا عن الدفاع عن ترابھ ووحدة أراضیھ واستقلالھ
لا بأس یا سیدي فھذه أیام یشتد وقعھا علینا، لكن صبرنا وصمودنا سیكونان لھا بالمرصاد، وستكون نھایتھا كما نرید،
وبما یحفظ لنا كرامتنا وشرف انتمائنا لأمة تكاد تلفظ انفاسھا، وسیسطر التاریخ بإذن الله في صفحاتھ الناصعة
المرصعة ّ المزینة بأوسمة الشرف أن الأرادنة منذ عبد الله الأول ما تخلو یوما عن قضایا الأمة ولا عن كرامة وطنھم،
.ولا عن شرف انتمائھم لأمة تكاد وللأسف تلفظ أنفاسھا
.ھنیئا لكم یا سیدي بعید الجلوس على العرش وھنیئا للأمة بمواقفكم وعزیمتكم الشجاعة التي لا تلین ولا تنثني
طباعة مع التعلیقات طباعة
عمر عبنده
وأنتم أیھا الارادنة، الوطن، الوطن، الوطن أمانة في أعناقكم فلا ینفذّن حاقد أو مارق من خلالكم، ولینصرن الله من
ینصره، ومن فضل الله سبحانھ أننا نصرنا ابناء الأمة في كل المحن التي مرت علیھم وبھم وما زالت، رغم أن كثیرا
.منھم تخلوا عنا