اخبار البلد : عمر شاهين
في جلسة ليلية تمت الأسبوع الماضي جمعتنا مع شخصيات له وجهة نظر برفض قانون الضريبة وتردي النمو الاقتصادي بل لنقول الركود المميت. جمعت حكومة .. ونواب وتجار ومواطنين واعيان بتوليفة نحن بأشد الحاجة لها وفي بيت رجل اعتبره بعد تلك الجلسة قريبا لأغلب الأطياف وليس منحازا مثلا بشدة لطرف مجتمعي أو مالي أو أردني ولم يعرف عنه يوما انه يمني لجهة ما . وهو العين. عيسى مراد .
في الجلسة كان حديث الشارع المتداول معروف، كلنا اطلع عليه .. من خلال الفيدويهات أو النقابات أو ما نشر بكثافة عالية بوسائل التواصل المجتمعي ..ولن يضيف أي شخص أي معلومة عن الضعف والركود الاقتصادي .. أو الفشل الحكومي هذا أصبح متفق عليه ويتحدث به الطفل والعجوز مثلما يتحدث به أعمق سياسي مع خلاف معرفة الأرقام والنسب .. لذلك كنا نبحث عن حديث للحكومة نختصره بسؤال ...
وين نهاية المشوار معكم .. متى نصل إلى سقف رفع أسعاركم وضرائبكم وفروق أسعار الوقود للبنزين أو حديثا للكهرباء ..!!
وزير الصناعة يعرب القضاة تحدث مدافعا عن الحكومة و قانون الضريبة الضريبة وهذا حقه كوزير الصناعة والتجارة مثلا. ! وأقنعني ببعض النقاط ..سيما مواجهة التهرب الضرائبي، والضرائب المستحقة على القطاع الطبي مثلا. ومع أن الرجل متحدث ولبق ولكنه يمثل الحالة الحكومية بالأخير .لا يعترف أن السياسيات الاقتصادية أظهرت تحطيم للحالة الاقتصادية...ولا يريد الاستماع لوجهة النظر الأخرى، ومؤسف انه اراد إقناعنا بأن القانون تحت الجدل البرلماني.
طبعا ثلاث أرباع الجالسين .. لم تعجبهم حجج، يعرب القضاة . ...وتبق الجلسة سهرة .ويبق الرجل وزير مجبرا بالدفاع عن حكوماته وقراراته سيما انه معني بالبداية بمستقبله ما بعد الوزارة وخاصة قطاع التامين وعليك كلما جالست مسؤولا حكوميا أن تسمع له فقط.ولا يكلف نفسه بأي إنصات . وهكذا ستجد نماذج الحكومة بالحديث من جهة واحدة ونحن علينا الاستماع . وتحمل النتائج أيضا من طرف واحد وهو الشعب.
ما أثار انتباهي غياب الحديث لنائل الكباريتي في الجلسة ...وهو رئيس غرفة تجارة الأردن ...حتى أني امتعضت من انشغاله طوال الوقت بهاتفه الخاص.. لا اعرف إن كان يتابع الأخبار المستجدة. أو كان على مراسلة. ولكني تمنيت منه . ان يكون متفاعل ومشارك ومتحدث.
اغلب التجار الجالسين حتى الكبار منهم كانوا غاضبين ... طبعا اليوم لم يعد للتاجر الصغير خلاف مع نسب الضرائب أو الأرباح فهذا شأن يخص التجار الكبار فقط..!! بينما التاجر الصغير بات ما يشغله. دخول الزبون لمحله لا اكثر ... بان يستطيع البيع باي شكل كان .
معروف الأغلب غاضب طبعا من سلسلة القرارات الحكومية ، المتتالية والبعيدة عن الشارع ، وذلك كان قبل اعتصامات الأربعاء، ومسيرات الخميس الجمعة .والدوار الرابع ،حيث بات من الطبيعي عدم الاختلاف. على أن ما يجري فجر حالة غضب شعبية.
ثبت برأسي كلام مهم لرئيس غرفة تجارة عمان ...عيسى مراد ..ولا أريد هنا مجاملته لأنه الداعي . للجلسة .
والذي انتظرت حديثه بشغف
كمستثمر أو أظن مستورد لعدة وكالات كهربائية كما اعرف ...أي مطلع على تراجع المبيعات وضعف القدرة الاقتصادية والشرائية في الأردن ، وتراكم الديون .. من تجار المفرق ، ومن المؤكد انه يعاني من مئات او الآلاف للشيكات الراجعة . وكذلك أن يعطي وجهة نظره كعضو في مجلس الأعيان. أو رئاسته لغرفة تجارة عمان.
تحدث الرجل باعتدال .وهدوء . وطرح ثلاث ورقات بحديثه .. ملمحا ان ما يجري ليس سهل من حكومة تعاني ضعف مالي كبير وشعب يعاني ضعف مالي كبير وحالة تجارية واستثمارية تعاني من ضعف مالي كبير.
وقال مراد أن الأمر بحاجة لنقاش علمي بين أفراد مظلومين ..وقطاعات عامة وصناعية وتجارية ..وبداية أن نقاش يجب ان يكون بين إطراف عدة ...دون فرض طرف على الأخر.. ودون رفض غير مقنع.. وحفظت عنه جملة قال بها : (مثلما انا تاجر كبير لكن لدي وحولي أيضا موظفين ذوي دخل محدود اعرف حجم الضائقة المالية التي تلاحقهم.وشرح وفصل .. النقاط المختلف عليها والمتفق والمرفوض ...! )
الرجل قال كلاما طويلا امتد لنصف ساعة تفوق على كل الخطاب الحكومي المتعالي والمغلق..
وزاد الرجل الذي ألقاه شخصيا أول مرة بحياتي ... عن نصف ساعة من الحديث واختصرها بان الأمر يجب أن يناقش علميا وماليا وسياسيا ومجتمعيا ولا أنكر الرجل دافع عن بنود بالقانون مهمة .وتهم التحصيل الضريبي العادل ..ومواجهة التهرب منه بقسوة مطلوبة.طبعا دون أن يتطرق لنقد الخدمات الحكومية ، ولا ألوم الرجل فمن المؤكد انه غير مطلع على المستشفيات والمدارس الحكومية. ولا الطرق وتوزيع المياه .. فالرجل ينتمي للطبقة التجارية الأولى .وتلقائيا لم يتعرض . لرؤية الخدمات السيئة جدا التي لا تساوي حتى ضريبة المبيعات. للمواطنين .. وحتى في عمان الغربية فأي أب يدفع الآلاف سنويا على كل طفل من أبنائه .للتعليم أو العلاج. بالمدارس الخاصة .
للأسف كنت أتمنى قبل طرح القانون أن اسمع كلام مراد ..على لسان وزير المالية ملحس ...مثلا ..أو رئيس الوزراء الملقي ..بنفس الأسلوب التفصيلي المقنع الهادئ ...المتسلسل ولا أنافق للرجل فلست تاجرا ولست أصلا ممن ستشملهم الضرائب .ولكن الجميع يلامسهم قانون كارثي قادم كإعصار تسونامي ...إن طبق كما هو سيما ما يمس الأفراد ...
اليوم الحكومة تمارس أسلوب الاستعلاء والفرض والإجبار والأذن المغلقة ...وكذلك غائبة تماما كما توضح لي ..عن الواقع الاقتصادي في الساحة الأردنية...
لذلك منذ قدوم حكومة الملقي والبلد على صفيح ساخن جدا...
وبعد الجلسة التي آخذت نمط المحاضرة أكثر من الحوار أضع سؤالين مهمين
لماذا لا يقوم النواب بعمل جلسات حوارية ...مثل التي شهدناها ...
لماذا لا يتحدث وزير المالية ملحس مثلما تحدث مراد مثلا وكأنه على رأسه الطير ...
وابق أقول ما أكثر الأسئلة بواقعنا وما أندر الإجابات.
وختمت الجلسة بكلمة للصحافي حسن سعيد قال بها للوزير الحكومة تقودنا للهاوية والاحتقان ..والفشل الاقتصادي. فما كان رد معالي يعرب القضاة بان رفض التعقيب على الكلمة متهما إياها بأنها خطبة إعلامية ..
وودت ان اهمس بإذن الوزير دخلك بعيدا عن الإنشاء والإعلام والخطابات منذ كنت طفلا وأنا لا أرى من تحليلاتكم وخططكم الاقتصادية سوى تراكم الدين وفوائد الدين ..
عمر شاهين
كاتب ومدون ومصور أردني
