تفوّق الأردن على نفسه والظروف المحيطة بنجاح اجراء الانتخابات النيابية 2016 الذي لم يأت بالصدفة، فقد سبقه الكثير من الجهود وتبعه كذلك ذات الجهود الرسمية والشعبية حتى أصبح القول ممكنا أن هذه التجربة نجحت بالكثير من التميّز والإنفراد بحالة سياسية لم ولن تشهدها المنطقة والإقليم الذي يعيش وضعا مأزوما بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال الإستقرار والأمن، لينير الأردن بتجربته الديمقراطية النزيهة دربا مظلما له ولغيره من دول العالم!.
تجربة الاصلاح المحلي برمتها، والانتخابات النيابية بشكل خاص، لقيت اهتماما كبيرا من لدن جلالة الملك، فكانت حاضرة خلال خطاب جلالته أمام دول العالم في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي صادف عقدها في العشرين من أيلول حيث يوم الانتخابات، حيث قال جلالته «بينما أقف اليوم أمامكم، توشك الانتخابات النيابية في الأردن على الانتهاء، لتمثل خطوة أخرى في مسارنا نحو التغيير والتطور للأفضل، وهو مسار التزمنا به بكل إصرار بالرغم من الاضطرابات الإقليمية وعبء اللاجئين»، ليباهي جلالته العالم بالتجربة الأردنية بهذا الشأن ويضعها تحت مجهر الاهتمام الدولي، مؤكدا جلالته أن الانجاز والتميز «عمل، لا شعارات».
واعتبر جلالته في ذلك الحين، أن الأردن بانجازه في الانتخابات حقق مبدأ الشراكة بين المواطن والمؤسسة الرسمية، فهذا النجاح كان المواطن شريكا به، فقال جلالته «وتمثل الانتخابات إنجازا يعود معظم الفضل في تحقيقه لمواطنينا – والشباب منهم تحديدا – الذين تمسكوا بقيم الأردن المتمثلة بالوحدة والقوة والروح التواقة للتقدم، رغم كل الصعوبات. إن الإنجاز في ظل هذه الظروف تحديدا هو الذي يجعل من هذه الانتخابات انتصارا حقيقيا» واصفا نجاح الانتخابات بالنصر على الظروف والتحديات ولعل الأهم النصر على الفشل الذي أخاف دولا كثيرة فاختارت الاستسلام لظروفها لتمضي في طريق السلبية.
وبالأمس، جدد جلالة الملك اهتمامه بالانتخابات ورعايته لهذا المنجز، وجعله واحدا من اهم الأحداث الوطنية للعام الحالي، مع أهمية البناء عليه ليكون ركنا أساسيا بالكثير من الانجازات الوطنية القادمة المتمثلة بالانتخابات البلدية واللامركزية لتستمر سياسات التطوّر بتوجيهات جلالته نحو المزيد من التميّز والاختلاف الايجابي.
جلالته أكد أمس خلال استقباله في قصر الحسينية، رئيس وأعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، «أهمية البناء على تجربة الانتخابات الأخيرة والنجاحات التي تحققت، لتطوير نموذج متميز والاستفادة منه في إدارة الانتخابات المقبلة سواء على مستوى البلديات أو مجالس المحافظات» ليقدّم جلالته نهجا سياسيا واضحا بضرورة الاستفادة من الانتخابات النيابية وعدم جعلها خطوة ماضية لمشوار هام، إنما جعلها خطوة مستدامة يتم الاستفادة منها لقادم ايجابي يزيد من بناء التطوّر.
وفي اشارة غاية في الأهمية، اعرب جلالته عن تقديره واعتزازه بالجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة المستقلة للانتخاب خلال إدارة العملية الانتخابية لمجلس النواب الثامن عشر بكل كفاءة واقتدار، التي «اتسمت بـالشفافية والنزاهة، وشهد لها المجتمع الدولي»، وما من شك أن لاشارة جلالته بشهادة المجتمع الدولي بنزاهة الانتخابات مسألة هامة جدا وانجاز وطني على مستوى العالم قد يكون الأول من نوعه في ثقافة الانتخاب بالمنطقة والاقليم.
اهتمام جلالة الملك بالشأن الانتخابي والانتخابات، ورسم خطوات سير الانتخابات المقبلة في المملكة من بلديات واللامركزية، ووضع الانتخابات النيابية كنهج وسبيل لإكمال مسيرة الاصلاح بنجاح وفق معايير الالتزام والشفافية والنزاهة، واضعا جلالته كعادته خطة عمل تحتاج فقط وضع الأدوات التنفيذية للسير في طريق التنفيذ العملي.
بالأمس، وضع جلالته لبنة جديدة في بناء التنمية المحلية والاصلاح بكافة أشكاله، عندما أكد جلالته على أهمية الانتخابات في المسيرة الوطنية، وضرورة الالتزام بالنزاهة والشفافية كواحدة من أبرز أبجديات ثقافة الانتخاب، مثمنا اجراءات الانتخابات ووضعها اطارا لمزيد من التطوّر والتقدّم والانجاز، فباتت الخطوات القادمة في الاصلاح واضحة تتطلب عملا تشاركيا يجمع الهيئة المستقلة للانتخاب والحكومة والمواطن وصولا لصورة متكاملة من الانجاز.
لقاء الملك مع الهيئة المستقلة للانتخاب.. لبنـة جديـدة فـي بنـاء الاصلاح والتنميـة
أخبار البلد -
اخبار البلد-
الانتخابات النيابية، واحدة من خطوات إن لم تكن قفزة من القفزات الايجابية التي أنجزها الأردن في تنمية وتطوير المشهد المحلي، بمتابعة مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني بكافة مراحلها سواء كان في مرحلة سبقت اجراؤها أو بعد ذلك، لتشكّل علامة فارقة في الشأن المحلي وتحديدا بجانبيه التنموي والسياسي.