تعتبر كرة القدم في الأردن صاحبة الشعبية الأولى، ومنذ تسلم الأمير علي بن الحسين دفة قيادتها فإن الآمال والطموحات كبرت لدى المتابعين وعشاق الكرة الأردنية أكثر من أي وقت مضى، وبخاصة بعد انتقالها من مرحلة الهواة إلى مرحلة الإحتراف.
 
ولأن كثيراً من الأسئلة والإستفسارات التي تدور في خلد المتابعين لم تجد الإجابة الشافية وبخاصة أن كرة القدم الأردنية مقبلة على الكثير من الأحداث الحاسمة والمهمة ، فإن موقع أجرى لقاء شاملاً مع المهندس صلاح الدين صبرة نائب رئيس الإتحاد الأردني، ورئيس اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم للسيدات تحت "17" عاماً والتي يستضيفها الأردن العام 2016.
 
ووضع صبرة النقاط فوق الحروف، حيث أجاب على جميع الأسئلة بمنتهى الصراحة والشفافية، وإليكم نص الحوار الشيق:
 
*بداية، هنالك من يتحدث أو يروّج بأن هنالك احتمالية لوجود تلاعب بنتائج بطولة دوري المحترفين وبخاصة أن البطولة دخلت في مرحلة حساسة وحاسمة، فبماذا تردون على من يتحدث أويروج لذلك؟
  
الحمد لله بأنه لا يوجد أي تلاعب بنتائج بطولة دوري المحترفين، فنحن مطلعين على كل شيء ولسنا مغيبين، هنالك مراقبين إداريين يتواجدون في كل مباراة مهمتهم الأساسية مراقبة تفاصيل المباريات عن كثب، وهؤلاء المراقبين يتم تسميتهم قبل كل مباراة تماماً كحكم المباراة ومراقب المباراة، ومن مهامهم أيضاً معاينة إضاءة الملعب ومراقبة أي جماهير قد تدخل لحضور مباراة لغير فريقها مثلما تعمل على رصد كل ما من شأنه تعكير صفو المباريات.
 
*ولما لا يتم الإسراع بإتخاذ قرار لتوحيد توقيت جميع المباريات الحساسة في بطولة الدوري؟
 
بصراحة تامة كنا نسعى لتقام مباريات الأسابيع الثلاثة المتبقية من عمر بطولة دوري المحترفين بتوقيت واحد، لكن إغلاق عدد من الملاعب للصيانة صعّب علينا المهمة، ومع ذلك فإن مباريات الأسبوعين "21و22" ستقام بتوقيت واحد ولا سيما أنها تعتبر مرحلة حساسة ستشهد تحديد هوية الفرق الهابطة لمصاف أندية الدرجة الأولى إلى جانب أنها ستحدد شكل التنافس بين الفرق على مراكز المقدمة.
 
*وهل يفكر الإتحاد الأردني بإلغاء الهبوط بدوري المحترفين هذا الموسم؟
 
هذه اقتراحات فردية لا شأن لنا بها، وأؤكد بأنه لن يكون هنالك إلغاء للهبوط ، فالإتحاد الأردني يتعامل مع جميع الأندية على مسافة واحدة ولا يوجد أي مبررات لإلغاء الهبوط بالأصل، فالإتحاد الأردني هو راعي كرة القدم في الأردن ولا يهمه من سيتوج باللقب ومن سيهبط لمصاف أندية الدرجة الأولى.
 
*هنالك من يروّج بأن الإتحاد قد يرفع عدد الفرق المشاركة بالدوري  الموسم المقبل ل "14" فريقاً؟
 
أجزم جزماً قاطعاً بأن الإتحاد الأردني لن يزيد عدد الفرق في بطولة دوري المحترفين حيث سيبقى العدد المشارك بالبطولة كما هو "12" فريقاً فقط، والإتحاد لا يفكر لمجرد التفكير بزيادة عدد الفرق المشاركة.
 
*قمت مؤخراً بجولة برفقة الإعلاميين بصفتك رئيس اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم للسيدات "2016" ، على الملاعب التي ستستضيف مباريات المونديال، فما هي انطباعاتك الأولية عن هذه الملاعب؟
 
الحمد لله الأمور تسير وفقاً لما هو مخطط له، فالإتحاد الأردني سيتسلم كافة الملاعب الجديدة وتلك التي خضعت لإعادة صيانة شاملة في نهاية العام الحالي 2015،  وهنا لا بد من التنويه بأن إعادة الصيانة لعدد من الملاعب كانت بمثابة الصيانة الشاملة بحيث تم تزويد الملاعب بكثير من الإضافات كالمباني الضخمة التي ستحوي غرفاً لفحص المنشطات واستقبال الزوار وغرفاً لعقد المؤتمرات الصحفية، فضلاً عن تركيب الكيبلات والكاميرات والكراسي المخصصة.
 
*هل ستخدم هذه الملاعب مستقبلاً كرة القدم الأردنية؟
 
بكل تأكيد، فالجميع يعلم بأن المشكلة الكبرى التي تعاني منها كرة القدم الأردنية هي شح الملاعب واستضافة كأس العالم سيحل هذه المشكلة وهي فائدة ستعود علينا من إستضافة المونديال، مع الإشارة إلى أن هذه الملاعب سواء التدريبية الجديدة أو تلك التي خضعت للصيانة الشاملة ستكون وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة لدى فيفا ، وبمعنى أدق فإن هذه الملاعب ستكون معتمدة لإستضافة المباريات القارية والعالمية.
 
*تعاني الأندية الأردنية من أزمة مالية خانقة وما يزيد من الطين بلة هي تلك العقوبات المالية الباهظة التي تصدر عن اللجنة التأديبية ضد الأندية، ألا ترون بأن هذه العقوبات مبالغ فيها وقد تؤدي مستقبلاً إلى إغلاق هذه الأندية؟
 
لا يوجد حل لدى الإتحاد الأردني لمعالجة الأحداث التي تشهدها بعض المباريات إلا من خلال العقوبات سواء المالية أو الإدارية، ونعتقد جازمين بأن حل هذه المشكلة هو بيد الأندية وليس الإتحاد، علماً أن الأندية مطلعة مسبقاً على كافة التعليمات المتعلقة بهذا الصدد.
 
*هل من توضيح أدق وأوسع؟
 
تقع على الأندية مسؤوليات يجب أن تقوم بها حيث طرحنا عليها فكرة إشهار وتنظيم روابط مشجعي الأندية بحيث تعمل بشكل منظم وممنهج كأن يتم صرف بطاقات خاصة لهذه الجماهير وتخصيص مكافآت لمن يقودها وتزويدها بأدوات التشجيع الحضارية ومن خلال هذه الروابط سنقوم بإختيار رابطة المنتخبات الوطنية، ولو أي ناد عمل على تنفيذ هذه الفكرة فإنها قد لا تكلفه نحو "6" آلاف دينار سنوياً وتستطيع الأندية في حال طبقت ذلك السيطرة على تصرفات جماهيرها.

واضاف..لكن بصراحة فالغالبية العظمى من الأندية مقصرة بهذا الجانب على وجه التحديد رغم أهميته ، مع العلم أن هذه الفكرة لو طبقت ستعود بفوائد مالية جيدة على صناديق الأندية، فحينما يتجسد التشجيع المثالي على المدرجات ونتخلص من الشتائم وبعض التصرفات فإن عدد المتفرجين سيزيد فضلاً عن أن هذه الفكرة ستساعد الأندية على تسويق نفسها بشكل أفضل كما سيكون لذلك انعكاس معنوي إيجابي على اللاعبين وأدائهم داخل الملعب.
 
*ولماذا لا يقوم الإتحاد الأردني بمحاسبة الأفراد من مثيري أعمال الشغب بحيث لا يتم دائماً تحميل الأندية عبء هذه التصرفات؟
 
بداية شغب الملاعب لم يصل بمفهومه الكامل لملاعبنا ولله الحمد ولن يصل، ولكن نحن حقيقة بصدد إشهار قانون لمكافحة الشغب الرياضي وسنرفعه لديوان التشريع وبعدها لمجلس النواب، والدافع من وراء إشهار هذا القانون هو أننا سنقوم بإزالة كافة الحواجز الحديدية التي تفصل الجمهور عن الملعب تطبيقاً لتعليمات الإتحاد الدولي.

وبالتالي لا بد من إشهار قانون يردع أي تصرف خاطىء، وهنا أتساءل بإستغراب شديد هل المشجع الذي يحضر مباراة لفريقه في بيته وعلى شاشة التلفاز يقوم بكسر الكرسي الذي يجلس عليه في بيته حال خسر فريقه، مطلقاً لا، لكن لماذا يقوم البعض بتكسير الكراسي في المدرجات التي كلفتنا المال والجهد.
 
*العد التنازلي يقترب لموعد انتخابات رئاسة الفيفا التي سيخوضها سمو الأمير علي بن الحسين، فكيف تنظرون لهذه الإنتخابات؟
 
كلنا ثقة بأن الأمير علي بن الحسين يمتلك الكفاءة والمؤهلات لقيادة كرة القدم العالمية نحو الأفضل، وإذا تسلم سموه رئاسة الإتحاد الدولي فإننا سنشاهد كرة قدم عالمية أفضل وأجمل، لأن البرنامج الإنتخابي لسمو الأمير علي برنامج شامل وطموح وهادف وواقعي وواضح، والجميع شعر بالبصمة المضيئة التي أحدثها الأمير علي حينما تسلم منصب نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا، حيث أقام ثورة كبيرة من التطور والتغيير المنشود في آسيا.
 
*كيف تنظرون للمشاركة المقبلة لمنتخب الأردن بالتصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا؟
 
بكل تأكيد ننظر للمرحلة المقبلة بكل تفاؤل وأمل، ولقد وضعنا كل الثقة بالمدرب الوطني ليقود منتخب النشامى ونحن كلنا ثقة بقدراته على تحقيق تطلعات جميع المتابعين، بل أن ثقتنا عالية أيضاً بمنتخب النشامى ليحقق التطلعات بالمرحلة المقبلة ، وأعتقد بأنه قد آن الأوان ليتسلم المدربين الوطنيين دفة قيادة كافة المنتخبات الوطنية.