أخبار البلد
أعلن الديوان الملكي السعودي، الجمعة، وفاة
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عن عمر يناهز الـ90 عاماً.
وبرغم المشاركة العربية والدولية الواسعة
في تشييع ملوك السعودية، إلا أن التواضع في دفنهم كان السمة الغالبة.
فمعرفة حقيقة الإنسان ومآله، والالتجاء
إلى من يعلم منتهى حاله بين يدي خالقه، طالباً منه العفو والمغفرة، هي السمة الغالبة
في مراسم تشييع ودفن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، الذي واراه الثرى في أغسطس/ آب
2005.
ومقبرة العود العامة في الرياض استقبلت
جثمان الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، في مراسم بسيطة اقتصرت على أفراد العائلة
المالكة فقط، بعد أن أقيمت صلاة الجنازة في المسجد الكبير بالرياض.
ويوارى جثمان الفقيد الحالي الملك عبد الله
بن عبد العزيز الثرى، إلى جوار والده، مؤسس المملكة، الملك عبد العزيز في مقبرة العود،
والملوك والأمراء الذين سبقوه في الوفاة.
وتعد مقبرة العود من أشهر وأكبر وأقدم المقابر
في العاصمة السعودية الرياض، حيث تضم قبور عدد من ملوك وأمراء السعودية منذ نشأتها،
كما أنها تضم أعيان مدينة الرياض.
"ومقبرة العود" تحمل هذا الاسم
نسبة إلى شهرة المكان بشجر العود، فأقيمت المقبرة فيه.
وشهدت المقبرة، قبل 146 عاماً مراسم دفن
الإمام فيصل بن تركي ثاني ملوك الدولة السعودية الثانية الذي يعد من أوائل من دُفن
في العود من أئمة آل سعود، فضلاً عن الملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعودية.
ودفن في المقبرة، ذاتها، قبل هذا التاريخ،
عدد من أعيان الأسر في الرياض، كما تذكر بعض كتب التاريخ دفن فاطمة بنت الشيخ محمد
بن عبد الوهاب في تلك المقبرة في ستينات القرن الثالث الهجري.
وتقع مقبرة العود في جنوب الرياض، على شارع
البطحاء أحد أعرق شوارع العاصمة، وينتشر على رصيفها الغربي مجموعة من الفقراء الذين
ينشدون ذوي المتوفين للحصول على صدقاتهم.
وتصل مساحة المقبرة إلى مئة ألف متر مربع،
وتعتبر من أكبر المقابر في السعودية، وظلت تستقبل غالبية الأموات خلال السنوات الثماني
الماضية.
وتصنف مقبرة العود بكونها أشهر المدافن
في العاصمة السعودية الرياض، وتأتي في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة
وكذلك بعد مقبرة المعلاة في مكة المكرمة، كما تضم مقبرة العود خمسة من ملوك السعودية
وتتوسط العاصمة الرياض، وحالياً يدفن فيها أغلب أفراد العائلة المالكة في السعودية.
البساطة في تشييع ملوك السعودية
ونقل الملك عبد الله بن عبد العزيز ملفوفاً
بآخر عباءة ارتداها، وكانت بنية اللون، داخل المسجد، ممداً على نقالة خشبية بسيطة،
يرفعها ثمانية أشخاص، وكان من بينهم أصغر أبنائه الأمير عبد العزيز بن فهد.
وكما هو معروف في دفن المسلمين، فقد قام
أفراد من العائلة المالكة بإهالة التراب على جثمان الفقيد، في مقبرة يرقد فيها أسلافه
الأربعة وأفراد العائلة، حيث دفن في حفرة لا تحمل أي علامة مميزة.
وشهدت صلاة الجنازة آلافاً من المشيعين،
في لحظات الوداع الأخيرة، كان من بينهم العاهل الجديد، الملك عبد الله بن عبد العزيز،
وكبار الشخصيات السعودية والعديد من رؤساء الدول العربية والإسلامية.
ودفن فقيد العائلة المالكة ملفوفاً بالكفن
الأبيض فى قبر لا يشاهد منه سوى مرتفع ترابي بسيط يعلوه حجران بسيطان عند مستوى الرأس
والقدمين.
وتلقت العائلة المالكة، عزاءه من قبل زعماء
العالم في قصر الحكم بالرياض، واستقلبت العزاء من قادة العالم الإسلامي وزعماء الدول
العربية والإسلامية في المسجد الكبير.