أخبار البلد
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن الأمور
في العراق تبدو وكأنها تسير على ما يرام "من الجو"، إذ ألقت قوات التحالف
التي تقودها الولايات المتحدة أكثر من 1700 قنبلة على أهداف "الدولة الإسلامية"
في العراق وسوريا، والتي أدت إلى تشتيت "الجماعة الإرهابية" في بعض المناطق
وتباطؤ الزخم في مناطق أخرى.
ولكن وجهة النظر على أرض الواقع تروي قصة
مختلفة تماماً، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين وزعماء قبائل في العراق، بأن غياب عملية
سياسية ترافق الغارات الجوية سيقود المجتمعات السنية للنظر في التحالف مع "الدولة"،
وخاصة في المناطق الحساسة حول العاصمة بغداد.
وأوردت الصحيفة عن نائب الرئيس العراقي
للمصالحة، إياد علاوي، قوله: "إن مناطق حزام بغداد تعطي صورة واضحة لعدم وجود
استراتيجية ومصالحة وطنية، هناك تطهير عرقي على نطاق واسع، هناك المليشيات تجوب المناطق،
وتم طرد العشرات والعشرات من الناس من مناطقهم وأنهم لا يستطيعون العودة بسبب هيمنة
المليشيات".
واتفق مع علاوي مسؤول عراقي آخر، وهو الدكتور
هشام الهاشمي، الذي يعمل مستشاراً للحكومة لشؤون تنظيم "الدولة"، إذ نقلت
الصحيفة عنه: "إن مناطق حزام بغداد تعاني الكثير من العنف الطائفي وبدأت القبائل
هناك بالتفكير في فكرة الانضمام لتنظيم الدولة، إذ إنهم يعتقدون أن هناك تحركات لترحيلهم
من أراضيهم".
تكتيكات
وبشأن العمليات العسكرية للتحالف يضيف الهاشمي:
"لقد استخدم الأمريكيون ثلاثة تكتيكات: خلق العقبات والدفاع؛ مهاجمة مخازن الأسلحة
ومصافي النفط لخفض المالية، مهاجمة هيكل التنظيم، لكنهم لم يفعلوا الكثير، وبدأت الجماعة
التكيف مع الاستراتيجية الأمريكية، مما أدى إلى خفض الأضرار التي لحقت بهم، الأمر الذي
جعل المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالحرج من أهل السنة، يمكننا القول أن أمريكا تخسر".
وتشير الصحيفة إلى أن الوضع في مدينة سامراء
إلى الشمال من العاصمة العراقية والمناطق السنية تظل متوترة وخطيرة، على الرغم من أكثر
من سبعة أشهر من الغارات الجوية التي دعمت الجيش العراقي المحاصر، وعدداً كبيراً من
المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه.
ولفتت الصحيفة إلى أن السيطرة على كل المناطق تعتبر أمراً حاسماً وضرورياً لضمان السيطرة على العراق، لكن كل ما يتم تأكيده من مسؤولين عراقيين عن السيطرة النسبية لقوات الأمن، ما يلبث أن يتلاشى في حال ألقت القبائل بثقلها وراء تنظيم "الدولة"، وقد أكد بعض زعماء القبائل على عدم الثقة بينهم وبين الحكومة، والذي قد يدفع بعضهم لاختيار نفوذ "الدولة" مفضلين إياه على التحركات السياسية التي تحتضر، كما قالت.