وزراؤنا ووزراؤهم



الوزارة من أخطر المناصب في الدول ، ونظراً لحساسية منصب الوزير وخطورته فقد كان الملوك والخلفاء لا يتسرعون في اختيار وزرائهم ولا يعطوهم تلك المناصب إلا بعد التأني والتمحيص والدقة لان مهمتهم عظيمة ودورهم كبير وحسابهم دقيق ، وعليهم تعقد الآمال والأمنيات وبهم تكبر الاوطان ، ويعم الامان ، وتتحسن الاحوال .
ولكنه ليس من نسج الخيال ولا تمجيد للغير انها الحقيقة عندما تسمع عن احترامهم للقانون وتطبيقهم له، فتتمنى ان نتصرف مثلهم، فهم يعملون من اجل أوطانهم يختلفون في الرأي والتوجه، يتناقشون يتنافسون لكنهم يجتمعون على مصلحة بلدانهم، ومن لا يستطيع منهم تحمل المسؤولية يتركها باختياره وإرادته، ونحن نسعى لها بكل ما اوتينا من قوة ومن واسطة لأنها عندنا أسمى وأغلى أمانينا.
ففي عام 2006 استقال وزير التعليم الكوري الجنوبي بسبب حالات تسمم طلاب تناولوا وجبات افطار لم تكن صحية بقدر كاف، وعندنا كم تسمم كبار وصغار بسبب غذاء فاسد في المطاعم او في المقاصف!
وفي عام 2008 قدم وزير الزراعة الياباني استقالته بسبب سماح وزارته باستيراد أرز ملوث، وعندنا كم دخلت أطعمة باعتراف الدول المصدرة أنها لا تصلح حتى للدواب واكلها الناس!
وفي عام 2011 استقال وزير الاقتصاد الياباني بعد وصفه المناطق المهجورة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية المنكوبة بأنها تشبه مدينة الموت حيث اذى هذا الوصف مشاعر السكان ، وعندنا وصف موظفي وزارة بأصحاب الثياب المتسخة واللحى غير الممشطه عندما طالبوا بنقابة لهم !
وفي عام 2012 استقال وزير الطاقة والمناخ البريطاني بسبب تحايله على النظام بتسجيله غرامة تجاوزه السرعة على رخصة القيادة الخاصة بزوجته.. وعندنا كم من وزير تحايل على القانون فألغاه او عدله عند تسلمه لوظيفته حتى يتماشى مع مصالحه الشخصية ، او حتى تتابع زوجته دراستها العليا فيلغى شرط الاقامة خارج الدولة!
الوزراء عندهم هكذا حالهم ،اما ورئيس وزراء هولندا فيذهب الى عمله على دراجته في ظل المناقشات الجارية لتقليل الانفاق لسد عجز موازنة الدولة ! وعندنا افخم السيارات ولا يتحركون إلا بمواكب رسمية تكلف الكثير !
وفي بريطانيا صحيفة ديلي ميل تقول قبل ايام ان 2600 موظف بريطاني يتقاضون رواتب أعلى من رئيس وزرائهم !
نحن أولى منهم بالعمل من أجل الوطن لا المصلحة الشخصية، الوطن يستحق منا اغلى ما نملك ، والكلام لا يجدي نفعا بلا عمل ، كفانا نظريات ، الوطن ينتظر منا الكثير، انها الامانة والمسؤلية، ولنتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر!

Majed.olimat987@gmail.com