أول ﻏﺎرة ﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎن
ﻛﻧت ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣري ﻓﻲ اﻟﺻف اﻟﺛﺎﻧوي -اﻟراﺑﻊ-ﻓﻲ إرﺑد- ﺣﯾث ﻛﺎن واﻟدي -رﺣﻣﮫ ﷲ- ﯾﺷﻐل ھﻧﺎك ﻣدﯾر ﺳﺟن إرﺑد- ﺿﻣن ﺟﮭﺎز اﻷﻣن اﻟﻌﺎم. وﻛﺎن ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﺎن ﺑﯾت ﻣﻠك ﻧؤﺟره ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻛون ﻣﻊ اﻟواﻟد ﺧﺎرج ﻋﻣﺎن وﻧﺳﻛن ﻓﯾﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻘل اﻟواﻟد ﻟﻌﻣﺎن.
وﻛﻠﻔﻧﻲ اﻟواﻟد ﻓﻲ آﺧر ﺷﮭر آﯾﺎر أو ﺣزﯾران ﻣن ﺳﻧﺔ 1948 ﺑﺎﻟذھﺎب ﻟﻌﻣﺎن ﻟﺟﻠب أﺟرة اﻟﻣﻧزل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺣواﻟﻲ ﺳﺗﺔ دﻧﺎﻧﯾر رﻏم أن اﻟﺑﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎرع اﻟرﺋﯾس ﻗرب ﺟﺳر اﻟﺣﻣﺎم ﻓﻲ ﺣﻲ -وادي ﺳرور- وﯾﺿم ﻏرﻓﺗﻲ ﻧوم وﻣﻧﺎﻓﻊ ﻛﺎﻣﻠﺔ. وﻟﻛن ھﻛذا ﻛﺎﻧت اﻷﺟور ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﯾﺎم.
وﻛﻧت ﻋﻧدﻣﺎ آﺗﻲ ﻋﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﯾﺎم أﺣل ﺿﯾﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﯾت أﺧواﻟﻲ ﻓﻲ وادي ﺳرور أو ﺑﯾت ﻋﻣﻲ ﻓﻲ ﺟﺑل ﻋﻣﺎن ﻗرب ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣطران، وھو ﻣن أواﺋل اﻟﺑﯾوت اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺋت ﻓﻲ ﺟﺑل ﻋﻣﺎن وﻛﺎن رﻗم اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ ﻣﯾﺎه ﻋﻣﺎن 6 واﻟﻛﮭرﺑﺎء رﻗﻣﺎ -ﺻﻐﯾرا- ﻟم أﻋد أذﻛره.
وﻛﻧت ﻋﻧدﻣﺎ أﻧﺎم ﻋﻧد دار ﻋﻣﻲ ﯾﻔرﺷون ﻟﻲ ﻓرﺷﺔ ﻓﻲ أرض اﻟدار وھﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧزل اﻟﻣﻛون ﻣن ﻏرﻓﺗﯾن ﻣﺷﻐوﻟﺗﯾن إﺣداھﻣﺎ ﺑﺎﻣرأة ﺟدي وھﻲ ﺳﯾدة ﻗوﯾﺔ ﻛﺑﯾرة اﻟﺳن واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌﻣﻲ اﻟﻣﺗزوج.. وﻟذﻟك ﻛﻧت أﻧﺎم ﻓﻲ أرض اﻟدار ﻛﻣﺎ أﺳﻠﻔت .
وﻋﻧد ﻣﻧﺗﺻف ﻟﯾل ذﻟك اﻟﯾوم أﻓﻘت ﻋﻠﻰ ﺻوت طﺎﺋرة واﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﯾراﻗﺑوﻧﮭﺎ وھﻲ ﺗرﻣﻲ ﻗﻧﺎﺑل وﺻوارﯾﺦ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎن -وﻋرﻓﻧﺎ أﻧﮭﺎ طﺎﺋرة ﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ- وﻛﺎﻧت اﻟﺣرب ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﯾﺎم ﻗد ﻧﺷﺑت ﺑﯾن اﻟﻌرب واﻟﯾﮭود -ودﺧل ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻌض اﻟﺟﯾوش اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ واﻷردن واﻟﻌراق.. وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺟﯾش اﻻﻧﻘﺎذ اﻟذي ﺷﻛﻠﺗﮫ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺑﻌض اﻟﻣﺗطوﻋﯾن ﻣن ﻣﺧﺗﻠف أرﺟﺎء اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ.
وﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑدأ اﻟﻧﺎس ﯾذھﺑون ﻟرؤﯾﺔ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺿرﺑﺗﮭﺎ اﻟطﺎﺋرة اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ وﻗﺎﻟوا إن ھﻧﺎك ﺻﺎروﺧﺎً ﻟم ﯾﻧﻔﺟر وﻗﻊ ﻓﻲ دار ﺑﺟﺑل ﻋﻣﺎن وﻣﺎ ﯾزال ﺟزء
ﻣﻧﮫ ظﺎھراً ﻟﻠﻌﯾﺎن.. وﺑدأ اﻟﻧﺎس ﯾذھﺑون زراﻓﺎت وواﺣدﻧﺎ ﻟرؤﯾﺔ ذﻟك اﻟﺻﺎروخ وﻣﻧﮭم أﻧﺎ وﺑﻌض زﻣﻼﺋﻲ، ﺣﯾث ذھﺑﻧﺎ ﻟﺗﻠك اﻟدار ﻓرأﯾﻧﺎ اﻟﺣﺷود اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ وﺗﺧرج ﺑﻌد اﻟﻔرﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎروخ ودﺧﻠﻧﺎ اﻟﻣﻧزل اﻟﻣذﻛور اﻟذي أﺧﻼه أھﻠﮫ ووﻗﻔوا ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﺛﺎﺛﮭم وأﻏراﺿﮭم وﻟم ﯾﺳﺗطﯾﻌوا ﻣﻧﻊ اﻟﻧﺎس ﻣن اﻟدﺧول ﻟﻠﻣﻧزل ﻟﻠﻔرﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎروخ.
وﺑﺎﻟﻔﻌل دﺧﻠﻧﺎ ﺣوش اﻟﻣﻧزل ورأﯾﻧﺎ اﻟﺟزء اﻟظﺎھر ﻣن اﻟﺻﺎروخ ﻓوق اﻷرض وﺣﻣدﻧﺎ ﷲ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﻔﺟر وھﻧﺄﻧﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﺑﯾت ﺑﺎﻟﺳﻼﻣﺔ.
ﻛﻣﺎ ذھﺑﻧﺎ ﻷﻣﺎﻛن أﺧرى ﺟرى ﺗدﻣﯾرھﺎ وﻟم أﻋد أذﻛر إذا ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﺿﺣﺎﯾﺎ أو ﺟرﺣﻰ ﻟطول اﻟزﻣن.
وھﻛذا ﻛﺎﻧت ﺗﻠك أول وآﺧر ﻏﺎرة ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎن ﻣن ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺗﻰ اﻵن ﺣﺳب ﻋﻠﻣﻲ