المصلحة الوطنية على حساب الكرامة


نص المقال :- رحم الله الشهيد واسكنه الله فسيح جنانه ، استشهاد القاضي رائد بيك زعيتر هي مرتبة شرف لكل أردني ، هي شهادة وطن وولادته ، شهادة الشهيد وضعت الأردن في زاوية لتختار الصعب من الأصعب ، إما ان تختار الكرامة على حساب مصلحة الوطن في هذ الوقت الحساس أو العكس .

عندما نختار الكرامة سننصاع لإرادة المشاعر والعرف المتعارف عليه لشعبنا الكريم ، سننصاع لقرار مجلس النواب الذي يبحث عن شعبية واهازيج تغسله مما يلحق به من شوائب ، لكن هل فكر البعض بقضية التوطين ، ام بمشروع جون كيري الذي يهدف لتهويد وتهويل القضية الفلسطينية وعلى حساب الأردن ، هل فكر أحد النواب الكرام بالغور الأردني ، بالقدس الشريف ؟ ، ام بالغاز الإسرائيلي بديل المصري المتوقف منذ أشهر ؟
الرصاصة التي اطلقت على الشهيد القاضي ، هي رصاصة اغتالت كل الأردنيين ، لم تكن موجهة للقاضي فحسب ، هي كانت موجهة للشعب الأردني والفلسطييني الشقيق ، كانت موجهة للحكومة الأردنية ، لممثلي الشعب (مجلس الأمة) ، لتضح الصورة لدى ذاك الكيان الغاشم ، كيف سيتعاطون من معطيات القضية ، ما هي طريقة تفكير الحكومة ؟ عاطفي أم منطقي واقعي ، كيف سيرسمون الخطة للتصفية ؟ ، يريدون خلق أزمة وبلبلة في الشارع الأردني، ليتسنى لهم تنفيذ دستورهم الذي يتسم بالتوسع الأفقي ، وتسوية القضية الفلسطينية لصالحهم دون عناء يذكر وهذه الخطة الإصطياد في الماء العكر .
الشهيد استشهد ولن ينسى ، والمعتقل أحمد الدقامسة انه الشوكة التي تخنق حناجرهم كلما تنفسوا وسنبقى نطالب ونطالب بالإفراج عنه ، لأن الحق لا يضيع مع الهاشميين .

أسئلة لزملاء القاضي الشهيد
لو كان الشهيد بينكم ما هو رأيه و تعقيبه على الحادثة ؟
ماذا كان رأي الشهيد بالإعتصامات ؟
يجب على الشعب ألا ينسى أن أفراد مرتبات قوات الدرك هم أبناؤكم وهم أول من لو يعطوا صلاحيات ليقتصوا من الغاشمين فرداً فرداً ، وقوفهم أمام باب السفارة الإسرائيلية ، هي التزام من الأردن بالعرف الدبلوماسي لا اكثر ، ذكر د.عبدالله النسور في لقاءه الأخير بإعضاء كتلة شباب الوفاق الوطني في منزل النائب معتز أبو رمان ، ان حكومته تستطيع أن تكسب شعبية ومجد على حساب المصلحة الوطنية ، هذا اذا كان دولته شخص بحاجة لأمجاد أو صاحب مصالح شخصية ، لكن هو اختار الصعب الممتنع على الأردنيين بالإستنكار والتهدئة ، للرد عليهم أننا شعب ووطن لا ننجر لمخططات ساذجة ، شعب محافظ على احقية الفلسطنيين بأرضهم المغتصبة وحقهم بالعودة ممجدين إلى أراضيهم ، اختار أن تسقط حكومته ولا نخوض في دوامة ازمة دولية ابتدعتها اسرائيل .
رداً على ليبرمان ، الذي صرح بأن القاضي الشهيد قتل حسب التعليمات ، أريد توضيحاً عن أي تعليمات تستبيح قتل مواطن يحمل الجنسية الأردنية ، التعليمات الإسرائيلية هي لك وطامة عليك والحادثة ستؤثر على علاقة الأردن بإسرائيل دبلوماسياً لكن على طريقتنا ، سنستفيد منكم ونترككم عظاماً ، والغاز الإسرائيلي سنستولي عليه شئتم أم أبيتم .
رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جنانه ، وبوجهة النظر الشخصية قرار الحكومة كما اتضح من تعقيبي كان صائباً حتى لو كان قاسياً على أنفاسنا ، لكن نحن دائماً نختار من الصعاب ، حمى الله هذا الحمى الهاشمي الأشم.

بقلم الكاتب السياسي قصي حرب
qusayharb@yahoo.com