راﺋد زﻋﯾﺗر.. أﯾن ﻏﺎﺑت ﻧﺧوة اﻟﻣﻌﺗﺻم؟!


ﻟو أراد اﻟﻌودة إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻌد ﺳﻧﺔ رﺑﻣﺎ ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع ﺣﺳب ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ وﺧطﺔ ﻛﯾري- وﻟﻛﻧﮫ ﻋﺎد اﻟﯾوم ﻣﺳرﻋﺎً إﻟﻰ ﻧﺎﺑﻠس-ﺟﺑل اﻟﻧﺎر- ﻟﯾدﻓن ﻓﯾﮭﺎ؛ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻗﺗﻼع اﻷﻣوات ﻣن أرﺿﮭم، ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗم اﻗﺗﻼع اﻷﺣﯾﺎء وإﺑﻌﺎدھم، وھذه ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ راﺳﺧﺔ..

ﻟﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻷدﯾب ﺧﻔﯾض اﻟﺻوت راﺋد ﻣﺎ اﺣﺗﻣل اﻹھﺎﻧﺔ واﻟﻣذﻟﺔ وھو ﯾرى إﺧواﻧﮫ وأﺧواﺗﮫ ﯾدﻓﻌون ﺑﺎﺳﺗﻌﻼء واﺣﺗﻘﺎر دﻓﻌﺎً ﻟﯾﮭروﻟوا ﻛﺎﻟﺧراف إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ، ﻓﺗﻠﻛﺄَ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻲ وأﺧذ ﯾﻣﺷﻲ اﻟﮭوﯾﻧﺎ ﻛﻌﺎدﺗﮫ دون ﺗﻛﻠف، ﻟﻛن اﻟﻐطرﺳﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﻰ إﺟﺑﺎر اﻟﻛﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﮭروﻟﺔ ﻟﻣﻧﺻﺎت اﻟذل ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ، ظﻧت أن اﻟﻣﻘﮭورﯾن أﺳرع اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﮭروﻟﺔ ﻣﺎ دام ﺳﺎدﺗﮭم وﻗﺎدﺗﮭم ھروﻟوا ﻣراراً، وﯾﮭروﻟون ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﯾوم!! رﺻﺎﺻﺔ رﺻﺎﺻﺗﺎن ﺛﻼٌث ﺧﻣس رﺻﺎﺻﺎت، رﺳﺎﻟﺔ ﺣﻘد إﻟﻰ ﺻدر راﺋد ﻟم ﺗﻛن ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹرواء ﻏﻠﯾﻠﮭم، ﻟﯾذﺑﺢ اﻟﺷﮭﯾد أﻣﺎم رﻓﺎﻗﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻔر اﻷطﻔﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻟرﺟﺎل، وﻻ ﯾﺟرؤ أﺣد ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراب ﻣﻧﮫ ودﻣﮫ ﯾﻧزف ﺣﺗﻰ ﻗﺿﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﺗزﯾد ﻣﺳﺟﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟطﺎھرة اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ وﺗﺣت ﻟﮭﯾب ﺷﻣس اﻟﻐور.

ﺑﻘﻲ ھﻛذا ﺣﺗﻰ ﺗﺣرك اﻟﺿﻣﯾر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ اﻟﻣﺗﺣﺿر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﻐﺎدر ﻟﻧﻘﻠﮫ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﮫ ﻓﺎرق ﺣﯾﺎة اﻟذل واﻻﺳﺗﻛﺎﻧﺔ وﻣﻌﺎھدات اﻟﻘﮭر.

ﯾﺎ ﷲ إﻧﮫ ﻣﻐدور ﻓﺎﻧﺗﺻر، ﻋز ﺟﺎھك وﻋز ﺟﺎرك، وﺗﻌﺎﻟت ﻗدرﺗك وَﻗِوي أوﻟﯾﺎؤك وذل أﻋداؤك.

دم اﻟﻘﺎﺿﻲ راﺋد وﻣن ﻗﺑﻠﮫ ُرّواد ﻛﺛر ﻓﺎرﻗوا اﻟﺣﯾﺎة ﻏﯾﻠﺔ وﻏدراً وﻋدواﻧﺎً ﺻﺎرﺧﺎً ﻓﻲ ﻗﺑﯾﺔ ودﯾر ﯾﺎﺳﯾن واﻟدواﯾﻣﺔ وﺑﺣر اﻟﺑﻘر وﺻﺑرا وﺷﺎﺗﯾﻼ، وﻋﯾن اﻟﺣﻠوة وﻗﺎﻧﺎ وﺟﻧﯾن، وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟدﯾن اﻟﺷرﯾﻔﯾن اﻷﻗﺻﻰ واﻹﺑراھﯾﻣﻲ رﻛﻌﺎً ﺳﺟداً، وﻓﻲ ﻏزة ﻛل ﯾوم وﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ إﻟﻰ ھذا اﻟﯾوم، ﯾﺳﺗﻐﯾﺛون وﻻ ﻣﻐﯾث وﯾﺳﺗﻧﺻرون وﻻ ﻧﺻﯾر.

ﺣﺗﻰ ﻗﺎﻟوا:- ھل اﻏﺗﯾﻠت اﻟﻧﺧوة ﻛﻣﺎ اﻏﺗﯾل اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﯾوخ واﻟﻘﺿﺎة واﻟﻣؤذﻧون واﻟﻣراﺑطون واﻟﻣﺗﻣﺳﻛون ﺑﺎﻷرض واﻟﻌرض؟!.. ھل ﻣﺎﺗت اﻟﻧﺧوة.. أﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻣدرﺳﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم، اﻟذي اﻧﺗﺻر ﻟﻣﺷرك ﻣظﻠوم ﻓﻲ ﻣﻛﺔ، أﺣد؟

أﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻧﺳل اﻟﻣﻌﺗﺻم أﺣد أو ﻣن ﻣدرﺳﺗﮫ اﻟذي ﺟﮭز اﻟﺧﯾل اﻟﺑﻠق ﻧﺻرة ﻻﻣرأة ھﺎﺷﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣورﯾﺔ ﻋﻧد اﻟروم، وﻟم ﯾﺷرب اﻟﻣﺎء ﺣﺗﻰ ﺗﺣررت؟!.

أﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻣدرﺳﺔ ﺻﻼح اﻟدﯾن وذرﯾﺗﮫ أﺣد، اﻟذي اﻗﺗص ﻣن(رﯾﻧو) اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻌﺗدي ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟﯾﺞ اﻟﻣﺳﺗﻐﯾﺛﯾن، وذﺑﺣﮫ ﺑﯾده وﻓﺎًء ﻟﻠﺣرﯾﺔ واﻟﻛراﻣﺔ واﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ؟.

أو ﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻧﺳل أوﻟﺋك اﻷﺣرار اﻷﺑرار اﻟذﯾن اھﺗز وﺟودھم وﻛﯾﺎﻧﮭم ﻟﻣﺎ ﺳﻣﻌوا ﺻرﺧﺎت اﻟﻣﺳﺗﻐﯾﺛﯾن أﺣد؟..

ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﻌظﻣﺎء اﻟذي ﺗﺳﺑق أﺳﻣﺎءھم ﺳطور ﻣن اﻷﻟﻘﺎب اﻟﻣﺑﺟﻠﺔ، وﺗﺳﺑﺢ ﺑﺣﻣدھم وﺗﻣﺟدھم ﻋﺷرات اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺎت ووﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﺣﺗﻰ ﻻﻣﺳت رؤوﺳﮭم اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻲ

اﻹﻋﻼم!! ﯾﺎ ﻣن ﺗﺻطف أﻣﺎﻣﻛم- وﻻ ﺗدرون ﻛﯾف- اﻟطواﺑﯾر اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣر اﻟﺻﯾف ﺗﺑﺟﯾﻼً وﺗﻧظﯾﻣﺎً.

ﺗﻘول ﻟﻛم روح راﺋد:-

ﯾﺎ ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻷﺷﻌﺎر واﻟﻣﻌﻠﻘﺎت، وﯾﺎ وﻛﻼء اﻟﺛورات، ﯾﺎ ﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣرﯾن واﻟﺣﺟﺎج واﻟﺻوام واﻟﻘوام اﻟﺑﻛﺎﺋﯾن اﻟزھﺎد واﻷﻋﻼم اﻟرواد.

أﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻣﯾﻌﻛم ﻣﻌﺗﺻم واﺣد أو ﺻﻼح أو ﻛﺎﯾد أو ﻗﺳﺎم؟ ﯾﻘول ﻟراﺋد وأﺑﻲ راﺋد ﻟﺑﯾك ﻟﺑﯾك..

ﻛل اﻟذي ﻧﺻروك ﺑﮫ، اﻟﺷﺟب واﻻﺳﺗﻧﻛﺎر، واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈطﻼق ﺳراح اﻟﺟﻧدي اﻟدﻗﺎﻣﺳﺔ وطرد اﻟﺳﻔﯾر، وﻟﻣﺎ(ﯾﻛﱡﺑروھﺎ) ﯾﻘوﻟون ﻧزع اﻟﺛﻘﺔ ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎرﺑت ﻋﻠﻰ

اﻟﻣﻐﺎدرة ذاﺗﯾﺎً واﻧﺗﮭﻰ ﻋﻣرھﺎ اﻻﻓﺗراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة..

ﻟﻛن أﻣﺎ ﺣﺎن اﻟوﻗت ﻟﻧﻔض اﻟﯾد ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌدو اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ وﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟّﺳﻼم اﻟﻣزﻋوم.. اﻟذي ﻟم َﻧْﺣﺻد ﻣﻧﮫ إﻻ اﻟوﯾﻼت؛ ﻓﻣﻘﺎﺑل ﺗﺣوﯾل ﻣﯾﺎه ﻧﮭر اﻷردن

َوْﻋد ﺑﻣﯾﺎه ﻣن طﺑرﯾﺎ ﻓﻛﺎﻧت ﻣﻠوﺛﺔ وﻗﻠﯾﻠﺔ.. وﺣرﻣﺎن اﻟﻣزارﻋﯾن ﻓﻲ اﻷﻏوار ﻣن ﺣﻔر اﻵﺑﺎر ﻟﺋﻼ ﯾﺗﺿرر ﻣﺧزون اﻟﻣﯾﺎه ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗل... واﻟﺗطﺑﯾﻊ

اﻹﻟزاﻣﻲ، وﻓﺗﺢ اﻷﺳواق ﻟﺑﺿﺎﺋﻌﮭم وأﻓﻛﺎرھم ودﺳﺎﺋﺳﮭم.

ﻟن ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻧﺗﺻر ﻟك ﯾﺎ راﺋد ﺣﻘﺎً وﻻ ﻻﺑراھﯾم اﻟﺟراح رﺣﻣﮫ ﷲ ﻣن ﻗﺑﻠك، وﻻ ﻟﺷﮭداء اﻷﻣﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻧل اﻟﺷﻌوب ﺣرﯾﺗﮭﺎ وﺗﻣﻠك ﻗرارھﺎ وﺗﺻﺑﺢ اﻟﺳﯾﺎدة ﻟﮭﺎ.

وﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺟﺎﻟﺳﮭﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻻ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ.

وﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺣﻛوﻣﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﺧﺗﯾﺎرھﺎ وﺗﺣت رﻗﺎﺑﺗﮭﺎ.

وﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻧﺗﺎﺟﮭﺎ وﺻﻧﺎﻋﺗﮭﺎ.

وﻣﺎ ﻟم ﺗﻧﻌﻛس إرادة اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻘرارات اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ.

إن ﻣﺎ ﯾﺟري اﻟﯾوم ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷردﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﯾدور ﺑﻔﻠﻛﮭﺎ ﺑﻌد ھذه اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺑﺷﻌﺔ ھو ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻣﺗﺻﺎص رد اﻟﻔﻌل اﻟﺷﻌﺑﻲ، وﻟﯾس اﻟرد اﻟﻣﻛﺎﻓﺊ ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻏﺗﯾﺎل

اﻟﺷﮭﯾد.

أﻣﺎ اﻟﺷﻌب ﻓﻠم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻗول ﻛﻠﻣﺗﮫ ﺑﻌد... وﺳﯾﻘوﻟﮭﺎ إْن ﺷﺎء ﷲ.