«الاخوان» والعزلة السياسية

أخبار البلد - أسامة الشريف

 

لن يتخذ الأردن قرارات سياسية تؤثر على وضع الاخوان المسلمين اسوة بما فعلته السعودية مؤخرا وقبلها مصر. خصوصية العلاقة بين النظام والجماعة معروفة للجميع منذ خمسينات القرن الماضي، وتداعيات الخصومة مع الحركة ستكون لها ارتدادات كبرى على الأمن القومي الاردني. عمان ليست الرياض ولا القاهرة، وصاحب القرار الأول رغم انتقاده الواضح للجماعة ونواياها، في مقابلته مع مجلة «ذي اتلانتك» قبل عام، يحافظ على شعرة معاوية ليبعد الأردن عن مواجهات سياسية وغيرها هو في غنى عنها.
الأهم هو ان الجماعة تتعرض للاقصاء السياسي في كثير من دول المنطقة، وهي اختارت في الأردن العزلة بسبب مقاطعتها للعملية السياسية وبسبب احتلال الصقور للمواقع الرئيسية فيها. تداعيات الاحداث في مصر وسوريا وغيرها تدفع باختيار اخوان الأردن طريقا مغايرا بعودتهم الى العملية السياسية والقبول بمبادرات الاصلاح الداخلي.
حمائم الاخوان لا تتفق مع الطريق الذي اختاره البعض في هذا الوقت. انهم يحذرون من الانقسام ومن الانتقام من دعاة اصلاح الحركة بمحاكمتهم (طالع تصريحات المراقب السابق للحركة عبد المجيد ذنيبات). التغيرات الاقليمية تتطلب من حكماء الجماعة التدخل لتضييق الفجوة بين النظام والحركة. ما حدث في مصر وما يحدث في السعودية يضع الجماعة امام خياريين: الاستمرار في العزلة والمقاطعة أو العودة الى العملية السياسية وردم الفجوة بينهم وبين النظام.
الاردن لا يتحمل نتائج قرارات استباقية توسع الفارق بين مجموعات سياسية. نحتاج اليوم الى عقلاء من كافة الاطراف للحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية البلد من تداعيات الصراع السياسي المفتوح. نرى نتائج هذا الصراع في مصر وما قد يترتب من نتائج الصراع في مناطق اخرى ايضا.
الأخوان كانوا دائما حريصين على العلاقة الخاصة التي تجمعهم مع النظام في الاردن. والنظام لم يصعد معهم رغم تبوؤ الجماعة صهوة المعارضة خصوصا بعد انفجار الربيع العربي.
لكن الظرف الحالي يتطلب عقلانية من الطرفين. والأولى بالجماعة ان تبادر للتاكيد على ولائها والتزامها بمقتضيات الأمن القومي الأردني. هذه مرحلة شديدة الحساسية وعلى صانعي القرار في الطرفين تجنب الدخول في أزمة لا تحمد عقباها!