جمال الشواهين يكتب : استقالة مجلي والعدوان من الحكومة


 

أخبار البلد - سيجد الوزيران حسين مجلي وطاهر العدوان نفسيهما مضطرين لتقديم استقاليتهما من الحكومة، ولن يمر وقت طويل حتى يقع ذلك.

 

الوزير مجلي محام معروف، ونقيب لعدة دورات عن قوائم القوميين واليساريين والمستقلين، ونائب سابق، ومعروف بوطنيته ومواقفه القومية، إذ ينتمي لتيارها ولم يحد عنه طوال حياته، وهو على هذا الأساس لن يغير جلده بين يوم وليلة، وقد أثبت ذلك بتصريحاته عن أحمد الدقامسة أخيراً.

 

وهو يجد نفسه الآن وزيراً في حكومة اعتدى «بلطجية» في عهدها على مسيرة سلمية منعاً لصوتهم وحقهم القانوني في التظاهر والتعبير عن الرأي بحرية. وهو ما يتناقض مع طبيعة مجلي الذي طالما شارك وبمسيرات ومهرجانات لذات الغرض. لن ينسجم مجلي مع نفسه وتاريخه إن هو صمت على الاعتداء، ولن يكون أمامه سوى الاستقالة إذ ما أريد تمرير الاعتداء تحت يافطات التحقيق وتشكيل اللجان الهادفة إلى إضاعة القضية كما يحدث في كل مناسبة.

 

الوزير طاهر العدوان القادم إلى الحكومة من منبر «العرب اليوم» ليس أقل بتاريخه عن زميله مجلي، وهو معروف كوطني تقدمي، ظل يطل على الناس يومياً بمقالاته القوية التي تستنكر القمع والاعتداء، وتطالب بالحريات والدفاع عنها، اضافة لفتحه ملفات فساد عديدة من موقعه رئيساً لتحرير الصحيفة ومتيحاً سقفاً عالياً للكتاب فيها، بمن فيهم الزميل موفق محادين الذي ناله ونجله الاعتداء بالضرب والإيذاء.

 

وهو وإن كان مبادراً في شجب الاعتداء ومتعهداً بكشف المتورطين فيه، فإنه الآخر سيكون مضطراً لتقديم استقالته عندما يكتشف عجزه عن الاستمرار بالبحث والإيفاء بالتعهد، وكذلك منعه من التكرار.

 

رئيس الوزراء معروف البخيت نفسه في وضع لا يقل حرجاً عن مجلي والعدوان، فهو الذي تعهد للمعتدى عليهم بحقهم في التعبير عن الرأي سلمياً، وتابع مع غيره الاعتداء الذي سيضعه بالزاوية الحرجة قريبا أمام النواب والشعب، وإن كان غير متوقع أن يقدم استقالة حكومته، إلا أنه لن يطول الوقت حتى يواجه الناس بمسيرات تطالب بإقالته إن لم يكن شفافاً تماماً بالموقف من الاعتداء.

 

أجهزة ومؤسسات الأمن بالدول أقل عدداً من الشعوب، وقد تمت هزيمتها في مصر وتونس، وهي في وضع بائس بالبحرين واليمن وليبيا، ولا أحد يريد هنا مواجهات بين الشعب وقوات الأمن، وإنما إدارة حكيمة للانتقال بالدولة إلى مستوى طموحات الشعب.