كذب وتلفيق اعلامي في قناة الجزيرة

كذب وتلفيق اعلامي في قناة الجزيرة. د.مولود رقيبات.
لا ادري ان كان القائمون على فضائية الجزيرة يدركون او يتغاضون عن حقيقة مهنية في عالم الاعلام مفادها ان قناتهم فقدت مصداقيتها لدى المشاهد العربي منذ زمن ، بعد ان سقط القناع المزيف الذي لبسته المحطة طيلة السنوات الماضية ،محاولة تقديم نفسها بانها الاولى بين الفضائيات العربية . سقط القناع المزيف وفقدت الجزيرة مصداقيتها بعد اكتشاف الانسان العربي زيف ادعاءات المحطة وبطلان تقاريرها الاخبارية التي بثتها على مدى ثلاث سنوات من الشقيقة سوريا ، وكيف تعاملت الجزيرة في تلفيق الاكاذيب والتهويل والتطبيل لما يسمى بالمقاومة وعرض المشاهد التي يهتز لها البدن ، مستخدمة معاناة الشعب السوري مادة اعلامية رخيصة تتاجر بها في المشهد السياسي على المستوى العربي وهو ما افقدها مصداقيتها وهبوط مستواها الجماهيري كوسيلة اعلامية لتصبح وسيلة دعائية مغرضة ، والمصداقية من اهم عناصر العمل الصحفي وفقدانها يعد السبب في سقوط العديد من الامبراطوريات الاعلامية في العالم ولهذا السبب فان الشعوب الامريكية التي تعيش حالة من الحريات شبه المطلقة راحت مؤخرا تطالب الحكومة فرض رقابة لتنظيم عمل الصحافة بعد ان فقدت هذه الوسائل مصداقيتها باعتمادها على الاثارة والتضخيم وتقديم الخيال بانه واقع، اما فيما يتعلق بالجزيرة فلقد سقطت شعبيا في سوريا وها هي تسجل فشلا مهنيا لها يضاف الى فشلها وذلك في الشقيقة مصر ، بحيث نرى ونشاهد التغطية الموجهة بشكل سيكولوجي مؤثر للمشهد المصري ووضوح الموقف المؤيد لجماعة الاخوان المسلمين وتقديم الدعم الاعلامي لهم يضاف الى الدعم المادي السخي من اجل تخريب مصر والابقاء على حالة عدم الاستقرار . اقر واعترف بقدرة الجزيرة في التواجد في اي مكان وهو ما يمنحها القدرة على الاعتماد على نفسها من خلال شبكة المراسلين والمكاتب الدائمة لها في معظم عواصم القرار في العالم وهو ما يمكن تفسيره بالتمويل اللامحدود الذي تقدمه قطر لفضائية الجزيرة لمواصلة صراعاتها مع باقي الدول العربية والتدخل في الشؤون الدولية .الكذب والتلفيق وقلب الحقائق الذي تمارسه الجزيرة لم يتوقف في سوريا ومصر ولا التغطية في الاردن ، بل يتعدى الامر هذه الحدود ، واستوقفني يوم امس الاثنين التقرير الذي قدمته موفدة الجزيرة الى العاصمة سمفروبل في شبه جزيرة القرم وجد الوقفي، حيث يخرج المشاهد للتقرير بناء على ما قالته الوقفي بان هناك احتلال روسي لاوكرانيا وليس فقط للقرم بقولها ان القوات الروسية تحاصر ثلاثين موقعا للجيش الاوكراني في القرم ، في حين انها لم تعرض لنا اي صورة تؤكد ذلك وتحدثت من شوارع سيمقروبل او مدينة اخرى لا اذكر وما شاهدناه هو ناس وشوارع وليس قوات محتلة ، شاهدنا شاحنات مساعدة مدنية تأكدت بعد التقرير بانها مساعدات انسانية من جمهورية داغستان القريبة ، واليوم تحدثت الوقفي عن معارضة التتار في القرم للاستفتاء الشعبي المزمع اجراءه في السادس عشر من الشهر الحالي محاولة تهويل الامر مع العلم انها قالت بان البرلمان اتخذ قرارا يقضي باستقلال جمهورية شبه جزيرة القرم واضافت بان هناك قوات ذاتية تعمل على حماية البرلمان بينما بالامس اكدت ان قوات روسية تحكم السيطرة على العاصمة وان احتلالا روسيا قائم في اوكرانيا. هذا التخبط في الرسائل الاعلامية ليس وليد الصدفة او جهل الموفدة الوقفي بل هو متعمد ومقصود ، اذ تحاول الجزيرة كعادتها استثمار الدين احيانا والطائفية لاثارة الفتنة وتضليل الرأي العام وهو ما فعلته في سوريا ولا تزال تظهر للعالم ان الصراع شيعي سني او علوي سوري وهو الكذب بعينه . تحاول الجزيرة اتباع نفس الاساليب في اوكرانيا لكنها بالتأكيد ستفشل والتتار في القرم هم جزء من جمهورية تتارستان في الاتحاد الفيدرالي الروسي التي وجه رئيسها منذ بداية الازمة في اوكرانيا نداء الى تتار القرم يدعوهم للاصطفاف الى جانب اخوتهم الروس مبيننا ان مصلحتهم مع روسيا وليس مع الطغمة النازية في كييف .للمرة الالف تتكشف اكاذيب الجزيرة والاعيبها وارتباطاتها بدوائر الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية عندما يتعلق الامر بفلسطين .اعيب على العاملين من صحفيي الميدان في الجزيرة السقوط المهني الذي يمارسونه وهو ما سيفقدهم مصداقيتهم امام المشاهدين ويصبحوا على ما يرتكبون من جرائم اعلامية نادمون.
عندما اكتب عن اوكرانيا وازمتها المفتعلة اعلم باني قادر على ذلك نتيجة الخبرة والاقامة الطويلة طالبا ودبلوماسيا في روسيا واوكرانيا والتي استمرت زهاء عشرين عاما والاتصالات التي اقوم بها مع ابناء الجالية الاردنية هناك الذين يؤكدون بان الاوضاع مستقرة هناك وبانتظار الاستفتاء الشعبي لتقرير المصير للقرم واسأل هنا طاقم الجزيرة المتواجد في سيمفروبل هل تعرفون روسيا ؟ وهل لديكم ولو انطباع عن الاندماج الروحي والثقافي والاقتصادي والقومي بين الروس والاوكران ؟