شهيد الضفتين.. «الحيّة ما بتصير خيّة»
أخبار البلد - بالضرورة لم يدر بخلد شهيدنا القاضي العدل النزيه الدكتور رائد زعيتر أنه سيوحد الأردنيين والفلسطينيين وهو يتلقى بصدره خمس رصاصات إسرائيلية غادرة كانت كفيلة بان تضع الشعب الأردني وخلفه الفلسطيني وكل أحرار العالم في مواجهة الاستحقاق الواضح الأهم الذي يقول بان العدو كان ومازال وسيبقى واحدا.
مشهد العلم الأردني وهو يحيط العلم الفلسطيني حول جسد الشهيد الطري ودمه الزاكي يذكرنا جميعا بأصل الحكاية والقصة بعيدا عن ترهات السياسيين وسيناريوهات المرتجفين وبعيدا عن كل النظريات المعلبة التي تحاول التفريق بين الشعبين.
زعيتر القاضي النزيه أعاد اللحمة الوطنية للأردنيين الذين وقفوا صفا واحدا في الاتجاه المضاد للجريمة وزعيتر استحق بجدارة لقب "شهيد الضفتين" فقد روى بدمه العذب تلك الحكايات القديمة عن أبناء نهر الأردن أصحاب الملامح الواحدة شرقا وغربا.
البائسون الذين دققوا في أصل ومنبت الشهيد خسئت وجوههم فزعيتر لم يعد أردنيا ولا فلسطينيا لانه ارتقى وأصبح شهيدا في مرتبة تتجاوزنا نحن جميعا القاعدين بانتظار الموت المرفّه أو الرحيل بالقطعة.
أغلب التقدير أن يقدم الإسرائيليون "رواية متكاذبة" عن الحدث ويحاولون تبرير هذه الجريمة التي كان الكيان الصهيوني متمرسا فيها دوما.
وأغلب التقدير أن الحكومة التي ظهرت ضعيفة ومتهالكة وهي تتعاطى مع هذا الحدث الجلل ستلجأ لكل السبل أملا في الحصول على رواية إسرائيلية متكاذبة يمكن تقديمها للشعب الأردني على أمل تخديره مجددا وكما كان يحصل دوما وفي العادة.
هذه المرة المفروض ان لا نقبل تبريرات ولا تفسيرات لا تقول بوضوح بأن هذه الجريمة هي جزء من طبيعة كيان صهويني مجرم لا يؤمن بالسلام أصلا ويستند إلى غريزة القتل والقتل فقط.
أطلق الرصاص على الدولة الأردنية وعلى قضاتها وسلطاتها وليس على زعيتر المواطن فقط والإجراءات إذا لم تكن بمستوى الحدث الجلل والجريمة وبصورة مقنعة على المسؤولين كلهم في الحكومة ومؤسساتنا الرسمية الرحيل إضافة للبائسين في أذرع الحكومة الإعلامية الذين قدموا لنا امثلة سيئة جدا على الأداء المهني في لحظة عصيبة على الشعب الأردني .
شهيدنا المرتقي إلى حضن الله عز وجل يقول لنا بوضوح ما قالته دوما والدة زميلنا العزيز أسامه الرنتيسي.. "عمر الحيّة ما بتصير خيّة".. هي إسرائيل أفعى.