مطيع الشيشاني يكتب .. هكذا كانت العاصمة غروزني مدينة الأشباح فأصبحت أجمل المدن ...


فـــي ذِكـــرى نَـفــيّ الـشـيـشـــان 23 فِـبـــرايـّـر / شـبـــاط 1944م ... لا ريبَ بأن الشيشـان أبطالُ سلمٍ و سلام تماماً كما هُم أبطالُ حربٍ و قتال ، فَفيّ ذِكرى لِيوم ٍأسود على الشعب الشيشانيّ المُسلم إبان الحكم الشيوعي في الإتحادِ السوفيتي .

قام المجرم «ستالين الشيوعي» في الثالث و العشرين من فبراير/ شباط 1944 ميلاديه ، بِنَفيّ الشيشان من أراضيهم بواسطة قِطارات لنقل المواشي خِلالَ عِشرين يوماً الى كَازخستان و سيّبيريا في أجواء حزينة و مَقيتة و باردة جداً وصلت 40 درجة تَحتَ الصِفر دون إيّ إعتبار لحقوق الإنسان الّتي ضَربَ بِها في عرضِ الحائِط .

و بِفضل الله .. قامَ الخيّرون بِمحاولات إعادة الشيشان المَنفيّن الى وَطنِهم حيّثُ كانَ لِشيشان الأُردن دَور إيجابيّ و بَصمةَ واضِحةَ فيّ تِلكَ المحاولات ، فَلقد قَدمَ سَماحة الشيخ عبدالبَاقيّ جَمُو تَقريراً عَن وَضع مُسلِميّ القُوقاز «الشيشان» بِالمؤتمر الإسلاميّ العام بِدورَتهُ الثانيّةَ بِالعاصِمة السوريّة دِمشق في 19 ذِيّ القِعدةَ مِن عَام 1375 هِجريّ المُوافِق 29 يونيو / حُزيّران 1956 مِيلاديّة ، لِتُثمِر تِلكَ الجُهود وغَيّرَها بِإنهاء مُعاناةِ الشَعبِ الشِيشانيّ عُقبَ نَفيٍ إستَمَرَ لِمُدَة ثَلاثَةَ عَشرَ عامَاً و بَعدَ رَحيلِ أكثر مِن نِصف تِعداد المَنفيّن عَن الحياة لِيعودَ الشيشان لِوَطَنِهم الأُم سَنَة 1957 ميلاديّة .

وَ بَعدَ مُرورِ سَبَعة و ثَلاثِينَ عاماً مِن إستقرارِ الشيشانِ في أراضيّهِم و إنهِيارِ وَ تَفكُك الإتِحادِ السوفيتيّ وَ الحُكمِ الشيوعيّ فيّهِ إشتَعَلت في سنة 1994 ميلادية حرب في الشيشان لتستمر حوالي العاميّن و تنتهي بعقد معاهدة سلام بين الشيشان و الروس .
و من المؤسف أن معاهدة السلام تلك لم تطل كثيراً فقد قامت بعض الجهات من الطرفيّن بإشعال فتيل الفتنة من جديد لتقوم الحرب الثانية فيها سنة 1999 ميلادية بين الشيشان و الروس ، فأهلكت الحرب العباد و دمرت البلاد حتى غدت العاصمة غروزني بمدينة الأشباح .

الأمر الذي دفع دعاة السلم من الطرفين الشيشاني و الروسي لإيقاف هذه الحرب المدمرة ، و بفضل الله و رحمته على البلاد و العباد قام «الحج أحمد قاديروف» بحكمته و حنكته الى التدخل من أجل إيقاف نزف الدم الشيشاني لتضع الحرب أوزارها لتعود الحياة الى الشيشان شيئاً فشيئاً في عهد رئيسها «الحج أحمد قاديروف» الذي قضى نَحبَه «رحمه الله» و هو يحاول وقف الفتنة في الشيشان بعد إنتهاء الحرب الثانية .

العطاء إستمر و لم ينتهي و تولى رئاسة الجمهورية الشيشانية إبنه «رمضان أحمد حجي قاديروف» الذي سارَ على نهج أبيه في إيصال البلاد الى ما وصلت اليها اليوم من تقدم و إزدهار و إعمار و إنجازٍ مُشَرّف الذي شهد له العالم بذلك .
لتصبح العاصمة غروزني من أجمل المدن ، فيها شَيّدَ الرئيس «رمضان قاديروف» أكبر مسجد في الشيشان و المنطقة و يتسع لأكثر من عشرة آلاف مصلي ، و لقد تشرفت بدعوة من «دائرة الإفتاء» في الجمهورية لحضور إفتتاح المسجد سنة 2008 ميلادية .

وعم السلام في الشيشان ... و هنا لا بد أن نشير الى التعايش السلمي في «الجمهورية الشيشانية» مع «روسيا الإتحادية» من قبل الشعبيّن و الحكومة الحاكمة .

الأمر الذي جعل من الشعب الشيشاني حقاً أبطالُ سلمٍ و سلام كما كانوا أبطالُ حربٍ و قتال .

و بما أننا نعيشُ المأساه التاريخية في هذه الذكرى السنوية لليوم الأسود فإننا نتمنى على الجهات الحكومية في روسيا الإتحادية الإعتراف بالجريمة البشعة التي قام بها «ستالين الشيوعي المجرم» بحق الإنسانية أولاً و بحق دماء الأبرياء من الشعب الشيشاني البطل و نفيّهم من أراضيّهم الذين كانوا يعيشون عليها بسلام و أمان و لم يعتدوا على أحد حتى يعاقبوا بهذا الشَكل الإجرامي و كذلك الإعتذار و خاصةَ أن الحكومة الروسية هي من تدعم حقوق الإنسان في المحافل الدولية ، و ما الإعتراف بالجريمة و الإعتذار عنها إلا حقٌ شرعيّ و إنسانيّ مُكتسب للشيشان كما هو حقٌ يطالب به كلُ شُعوبَ العالـــــــم ...
mutee_shishani@yahoo.com