هيكل يفجر قنبلة مدوية: مبارك يدبر مؤامرة حاليا من شرم الشيخ للانقلاب على ثورة 25 يناير


أخبار البلد - وسط تضارب في التقارير حول صحته وثروته ، خرج الكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل على الملأ ليفجر مفاجأة مدوية حول لغز إصرار الرئيس المصري السابق حسني مبارك على البقاء في شرم الشيخ ورفضه دعوات السفر للخارج .

 

ففي مقابلة مع برنامج "مصر النهارده" مساء السبت الموافق 19 فبراير ، كشف هيكل عن عشرة مشاهد فيما يتعلق بثورة شباب 25 يناير بعضها يبعث على التفاؤل " الشباب والجماهير والجيش وإعجاب عربي وعالمي واسع بما حدث وعنصر المفاجأة " وبعضها الآخر يثير القلق والارتياب "التحول السريع في المواقف والاحتجاجات الفئوية ومظاهرة التأييد لمبارك وتقنين الفساد ولغز البقاء في شرم الشيخ ".

 

ويبدو أن النقطة الأخيرة تحديدا هي كلمة السر في هذا الصدد ، حيث أكد هيكل أن خطة التأمين في الدول البوليسية التي كانت قائمة في عهد مبارك كانت تقوم على اختيار أماكن مفتوحة وبعيدة ولايستطيع أحد أن يمسها بضرر ومن هنا جاء التركيز على شرم الشيخ ، قائلا :" شرم الشيخ بعيدة عن الأنظار وبعيدة عن تمركز الجيش وقريبة من البحر والمطار والأهم أنها قريبة من إسرائيل وبجوارها أيضا قوة أمريكية في سيناء ".

 

وتابع هيكل " مبارك لايزال يتلقى اتصالات من كل مكان ، التليفونات لا تتوقف بين القاهرة وشرم الشيخ ، نحن أمام بؤرة خطر في شرم الشيخ لابد من إزالتها لضمان نجاح الثورة ، بقاء مبارك في شرم الشيخ ممكن أن يشكل مركزا مناوئا للثورة ويؤدي إلى مشاكل ".

 

واستطرد " ما حدش يقولي مبارك رجل كبير في السن ولابد أن نكون كرماء معه وأدى دورا في حرب أكتوبر ، نحن نتحدث عن مسئوليات رئيس دولة ، موقع شرم الشيخ يستغله أناس كثيرون ممن يرفضون تنحي مبارك ، لا ننسى أيضا حديث مسئولين إسرائيليين حول أن مبارك شريك استراتيجي لإسرائيل ". 

 

بل وفجر هيكل أيضا في هذا الصدد مفاجأة مفادها أن بقاء مبارك في شرم الشيخ هو أكثر ما يشجع "الثورة المضادة" ، قائلا :" نحن أمام وضع مفاجيء ولذا تراجع النظام القديم إلا أنه حينما يتمالك أعصابه فإنه سيحاول الاستماتة للبقاء والحفاظ على مكتسباته ".

 

وفي نبرة بدا عليها الاستياء والغضب ، قال هيكل :" هذا البلد ليس مدينا لأحد ، الكل مدين له ، يوجد أشخاص أجدر بشرعية نصر أكتوبر من مبارك مثل سعد الدين الشاذلي وعبد المنعم رياض وآخرين ، وبصفة عامة ، لا يصح أن يرتب أحد شرعية على مشاركته في حرب أكتوبر ".

 

مفاجأة "الضربة الجوية"

 

ولم يكتف هيكل بما سبق ، بل إنه فجر مفاجأة جديدة مفادها أن الضربة الجوية لم تكن الحاسمة في نصر أكتوبر ، قائلا :" الضربة الجوية اقتصرت فقط على ضرب موقعين صغيرين في سيناء للرد على النكسة ورفع الروح المعنوية للجنود ، وأنا شاهد والسيدة جيهان السادات على ما جرى بين الرئيس الراحل أنور السادات والفريق أحمد إسماعيل في هذا الصدد ، كان الأمر أشبه بمباراة تنس ، تذهب الطائرات المصرية إلى شرقي القناة وتعود وهو الأمر الذي رفع معنويات الجنود قبل العبور".

 

وبعد ذلك ، عاد هيكل للحديث مجددا عن الثورة ، قائلا :" هناك تيار جارف لابد أن تفهمه لكي توزع مياهه ، الأمور لن تحل نفسها ، لابد أن نحلها ".

 

وهنا سارع الإعلامي محمود سعد للتساؤل " ما العمل ؟" ، وأجاب هيكل " لابد أن نعرف أولا طبيعة ما حدث ، يجب أن ندرك أن هناك ثورة وليست حركة احتجاجية ، توصيف أننا أمام ثورة هو أول خطوة للعلاج وعندها تبدأ المرحلة الثانية وهي الانتقال من وضع قديم إلى وضع آخر جديد ، وهناك بين المرحلتين اللحظة الراهنة والتي تتطلب حكومة قوية جدا تكون الأقوى من نوعها في تاريخ مصر لمعالجة ما فسد في عهد مبارك ، أحمد شفيق مع احترامي له إلا أنه أكد أكثر من مرة أنه من تلاميذ مبارك ".

 

وأمام ما سبق ، نبه هيكل إلى ضرورة أن يكون التحقيق في الفساد بمعزل عن المستقبل ، قائلا " مع تغير الأوضاع ستظهر مطامع من قبل البعض وسيسعى البعض الآخر للانتقام وهنا مكمن الخطر ، يجب أن يكون هناك حسابا وليس استغلالا للوضع لأن الفساد في عهد مبارك كان يتم وفق القانون وتلك سابقة في التاريخ ".

 

وتابع " في حال عدم اليقظة ، سيبرر كثيرون من رموز النظام السابق الفساد بأنه تم وفق القوانين حيث كان يتم تخصيص الأراضي مثلا بالقانون ".

 

بل وفجر هيكل مفاجأة جديدة في هذا الصدد مفادها أن مبالغ هائلة وضعت تحت تصرف رئاسة الجمهورية وفق القانون ، قائلا :" حتى أرباح قناة السويس كانت تذهب مباشرة إلى الرئاسة ، ميزانية الرئاسة كانت تتراوح سنويا بين 600 إلى 800 مليون دولار سنويا ، وهذا مبلغ خيالي لا يمكن حسابه ، لابد من لجنة تحقيق مستقلة وحكومة قوية جدا لمواجهة ما فسد وهو شنيع جدا ".

 

وفي رده على سؤال حول النظام السياسي الأمثل لمصر في المرحلة المقبلة ، قال هيكل " النظام البرلماني بالطبع ، أنا اقترحت تأسيس مجلس أمناء الثورة والدستور ، ما يحدث حاليا يرهق المجلس العسكري ، أثق جدا في طارق البشري ، لكن لابد من دستور جديد ، لا أحد يتحجج بالوقت ، تلك لحظة مؤسسية ولذا يجب أن يكون هناك خطة ورؤية للمستقبل ونظاما واضحا ومحدد المعالم يقنع الناس بدلا من رؤى هنا وهناك وجهات متفرقة ، شباب ثورة 25 يناير أفضل بكثير من الأجيال السابقة ولذا لابد أن يكونوا في الطليعة دائما ".  

 

أدلة إضافية

 

ورغم أن تصريحات هيكل السابقة من شأنها أن تثير غضب رموز النظام السابق والمتعاطفين مع مبارك ، إلا أن هناك ما يدعمها على أرض الواقع ، ففي 18 فبراير ، نقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن مصدر قريب من دوائر الرئاسة والمجلس العسكرى الأعلى القول إنه سمع عن اتصال هاتفى أو أكثر جرى بين مبارك وشخصيات مهمة فى إدارة شئون البلاد خلال الأيام الماضية .

 

كما أكد مصدر بمؤسسة الرئاسة أيضا أن طاقم المعاونين لمبارك مازال يتحرك بين القاهرة وشرم الشيخ جيئة وذهابا، مشيرا إلى تنقلات وقعت صباح الأربعاء الموافق 16 فبراير لتبديل الحراسات وما إلى ذلك.

 

وفي السياق ذاته ، نشرت قناة "الجزيرة" في 17 فبراير تقريرا حول شرم الشيخ جاء فيه " رغم أنها جزء غال من أرض مصر تكاد تكون لدى العامة كيانا منفصلا أو حتى دولة أخرى لا يعرفون عنها شيئا إلا حكايات تروى هي عندهم أشبه بالأساطير مقارنة بالواقع الذي يعيشونه ويعانونه، إنها شرم الشيخ ومنتجعاتها التي قصدها الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد إعلان نبأ تنحيه ".

 

وأضاف التقرير " تبعد شرم الشيخ عن القاهرة العاصمة نحو 500 كيلومتر لكنها تحولت في عهد مبارك إلى المقر شبه الدائم له تذهب إليه الحكومة والوزراء ولا يذهب هو إليهم إلا في المناسبات النادرة، فالرجل آثر الهدوء والابتعاد عن شعبه في الحالتين سنين الحكم الطويلة وحتى سفر الخروج أو التنحي".

 

واستطرد "ظلت العاصمة القاهرة المقر شبه الدائم لسلفيه أنور السادات وجمال عبد الناصر وحكوماتهما المتعاقبة باستثناء بعض أيام الصيف في الإسكندرية، والشتاء في أسوان، لكن شرم الشيخ التي تتبع محافظة جنوب سيناء وعادت إلى السيادة المصرية في الثمانينيات بموجب معاهدة كامب ديفيد أصبحت المقر شبه الدائم لمبارك".

 

وأضاف التقرير " المنتجع ليس شعبيا لاعتبارات كثيرة، لكنه أضحى المكان المفضل لمبارك الذي يهوى رياضة أخرى لا تحظي بشعبية، أو بمعرفة لدى قطاع كبير من المصريين، وهي لعبة الإسكواش".

 

حصانة طبيعية

 

 وفيما يبدو أنه تأكيد لما ذكره هيكل ، قال التقرير :" أكسب موقع شرم الشيخ البعيد عن الوادي حصانة طبيعية تعززت بنقاط التفتيش الأمنية الكثيفة والمشددة التي يتعين على الذاهب إلى هناك المرور بها ويصل عددها إلى عشر نقاط ، أما التركيبة السكانية المصرية هناك فتكاد تقتصر على عدد محدود من البدو، والعاملين في المنتجعات والفنادق السياحية، وجميعهم معروف بالاسم لدى الأجهزة الأمنية، أما الأغلبية النسبية للسياح الأجانب الذين يقصدونها فيأتون من إسرائيل وروسيا إلى جانب بقية الدول الأوروبية".

 

واستطرد في هذا الصدد " منذ عودة سيناء إلى مصر ظلت الصفة اللصيقة بشرم الشيخ، أو شرم كما يفضل (الهاي كلاس) تسميتها، أنها مكان منتجعات الصفوة، أو صفوة الصفوة إلى جانب السياح الأجانب، أما المصري البسيط الذي يصادف ذهابه إلى هناك، فيرى نفسه غريب الوجه واليد واللسان، بل والقيم أيضا ، منفذ العامة في المعرفة عن شرم الشيخ ومنتجعاتها المحرمة عليهم لاعتبارات كثيرة هو لقطات سينمائية يسألون مباشرة بعد مشاهدتها هل هذه حقا موجودة في مصر؟ ".

 

وأجاب التقرير "لكن أحد الحرفيين الذين قدر لهم العمل نقاشا بأحد استراحات مبارك هناك يلخص الدهشة بالقول : لو الجنة بهذا الجمال فالجنة جميلة ".

 

ويبدو أن ما حدث بالفعل منذ إعلان تنحي مبارك في 11 فبراير يدعم أيضا ما ذكره هيكل وتقريري "الشروق" و"الجزيرة" ، فالأخبار الواردة من شرم الشيخ والخاصة بحال الرئيس السابق هناك أشبه بأخبار خارجية قادمة من دولة أخرى لا يستطيع أحد التحقق من صحتها وما ينشر عنها ولم يسجل حتى الآن أن تجرأت كاميرات الإعلام المحلي على الذهاب إلى هناك لتصوير ما اعتبره البعض "المنفى" الاختياري المحلي ولو من بعيد.

 

بل إنه ورغم التسريبات المنشورة في الإعلام المحلي حول أن حالة مبارك  النفسية والصحية سيئة جدا وأنه يعاني الاكتئاب والحزن ، إلا أن هناك تقارير متزايدة حول سفر العديد من رموز النظام السابق إلى شرم الشيخ ، ولذا لم يكن مستغربا أن يظهر القلق من احتمال وجود "مؤامرة" يتم تدبيرها حاليا للانقلاب على ثورة 25 يناير .

 

وبصفة عامة وأيا كانت صحة ما سبق ، فإن ثورة 25 يناير مازالت في بداياتها ولذا يجب على الجميع الحذر واليقظة والالتفاف حول المجلس العسكري الذي يحظى بالثقة والنزاهة والوطنية الشديدة لإجهاض أية مؤامرة سواء داخلية أو خارجية