الإخوان وجرائمهم في تقصي الحقائق

وأخيرا وضع المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ أيام تقريره عن أحداث اعتصام رابعة بدءًا من بداية الاعتصام وانتهاء إلى فضه، وعُرف هذا التقرير بتقرير تقصي الحقائق، وقد ابتني هذا التقرير على شهادات المئات من الشهود سواء من كان منهم داخل الاعتصام أو من كان خارجه، وكانت نتيجة التقرير تحمل إدانة واضحة لجماعة الإخوان التي تلاعبت بمشاعر الشباب الأغرار الذين يتحركون وفقا لعاطفتهم الدينية، وقد استغلت الجماعة هؤلاء الشباب في تحويلهم إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار، يحملون الأسلحة في وجه بني وطنهم على زعم أن ما يفعلونه هو دفاع عن الدين! والحقيقة أن التقرير قد أوضح لنا حقائق ما حدث في رابعة، ولكنه لم يشرح لنا لماذا حدث؟ ولكي نعرف لماذا حدث فإننا يجب أن نتعقب هذه الجماعة عبر تاريخها ونتعرف على ركائزها الفكرية التي ابتنيت على شعار جعل المصحف في حضن السيفين.

ثم وضعوا بين السيفين كلمة "وأعدوا" المأخوذة من الآية القرآنية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"! وقد كان هذا الشعار ترجمة حية لأفكار الجماعة التي قامت على القتل والاغتيال والتكفير، وقد تم تطبيق هذا الشعار تطبيقا حيا عندما وصل مرسي للحكم، حيث كان العنف والإرهاب أسلوب حياة للإخوان، وأظن أن الكل كان شاهدا على ما فعلوه، إلا أن بعض المتحذلقين قالوا وكأنهم يعلمون بواطن الأمور: إن الإخوان لم يمارسوا العنف بأيديهم ولكنهم مهدوا الطريق له!! ويالضيعة تقديرهم وهم يشاهدون الإخوان وهم يقتلون العقيد محمد مبروك قبل شهادته ضد مرسي في قضية الهروب من وادي النطرون، أود أن أضع في فم هؤلاء المتسكعين على أرصفة المعرفة "سد الحنك" ليسكتوا إلى الأبد، فقد بان لنا في الفترات الأخيرة أن مصر مليئة بالفارغين الذين لا يعرفون وهم يظنون أنهم يعرفون، هؤلاء قال عنهم الحكماء إنهم حمقى فاجتنبوهم.

لا يعلم هؤلاء الحمقى أن الإخوان هم أكبر مؤامرة على مصر، وجودهم مؤامرة، وتصرفاتهم مؤامرة، وتاريخهم كله مستغرق في التآمر، وكان من علامات مؤامراتهم على أمن مصر واضحة من خلال كثير من التصرفات التي مارسوها ببلادة وبرود عندما وصلوا للحكم، وقد بدا هذا واضحا للعيان عندما فتحوا الأبواب لجماعات متطرفة في سيناء، حيث أطلق مرسي سراحهم من السجون ليتمركزوا هناك، ثم فتحوا أبواب مصر لحماس، ولم يرمش لهم جفن من قيام حماس أو جهات محسوبة عليهم بقتل الجنود المصريين في رفح ، ثم اختطاف مجموعة من الضباط المصريين هم إلى الآن أسرى في غزة أو قتلى شهداء مدرجة أجسادهم في الدماء في مكان ما، ولم يدق قلب الإخوان فزعا من تهريب حماس للأسلحة، أو تهريب الأسلحة الذي كان يتم على قدم وساق عبر الحدود مع ليبيا،وكيف يدق قلبهم وهذه الأسلحة تذهب إليهم وتدار بمعرفتهم وهم الذين استخدموها ضد بني وطنهم وضد جيش مصر، وضد المدنيين المسالمين، وبالرغم من هذا كله لا يزال بعض ممن لا أستطيع توصيف ضمائرهم وأفهامهم يتحدثون عن وجوب الصلح معهم، وهذه أول مرة في التاريخ أرى أناسا يحرصون على حياة ثلة إرهابية إجرامية ترتكب كل يوم العديد من الجرائم، وتسفك في كل حين الدماء.

أما عبيد الإخوان، فلينتظروا قصاص الدنيا، ولينتظروا يوم الفصل بين الخلائق، حيث سيكون المشهد رهيبا عندما تقف طائفة العبيد هذه لتقرأ كتابها، سيرى كل واحد منهم ذلك اليوم الذي أطاع فيه سادته فارتكب قتلا وسحلا، حتى ولو كان بزعم الدفاع عن الإسلام، فالإسلام لا ندافع عنه بالقتل والتفريق والتحريش بين الناس، سيرى هذا العبد الذي أغلق قلبه وسمعه وبصره وهو في الحياة الدنيا ذنوبا وآثاما لم ترد على باله، حينئذ سيعلم أن السادة أضلوه، وهو استجاب للضلالة حينما أغلق عقله وسلمه لهم، لا تظن يا أخي أن هناك ظلما عند الله فـ"لا ظلم اليوم" أنت ارتكبت الضلالة بإضاعتك نعمة التفكير والتدبر واعمال العقل فلا تلومنّ يومئذ إلا نفسك، هل تعرف ما الذي ستقوله لله ساعتئذ؟.

سيقولون "ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا" لن يعتذر العبيد لله إلا بركن الطاعة، والثقة في السادة، سيتهمون أنفسهم بالغفلة، سيبكون أمام الله وهم يقولون: إن مشكلتنا كانت في السمع والطاعة.

ولكن للأسف فكلماتي هذه في مقالي هذا لن تصل إلى من أعنيهم، فمن أعنيهم استمرأوا العبودية وظنوها دينا. * كاتب مصري