وجه الحكومة
حين ضربت العاصفة الثلجية بلدنا، وتعطلت الكهرباء والماء والشارع والمدرسة والجامعة، وتكسرت اغصان البلوط في الكمالية.. «فشينا خلقنا» بالحكومة واستجوبنا وزراء الخدمات!!.
وحين انقطع المطر امسكنا بتلابيب الحكومة وحاكمناها: لماذا لا تعلن حالة الجفاف؟! ومع ان احدا لم يحدد للجفاف تفسيرا عمليا يتطلب اجراءات وميزانية وتحديد اوجه الاغاثة، فان وزير المياه، ويظهر انه يقوم بعمل وزير الزراعة، وضعنا امام شروط اعلان الجفاف: منها ان يكون السقوط المطري اكثر من 25% من مجموع معدل سقوط العام الكامل (كان 31%)، ومنها ان انتاجنا الزراعي وتصديرنا تراجع الى اكثر من النصف في حين ان زراعتنا الكثيفة بقيت في اعلى درجات كفاية السوق والتصدير لانها زراعة مروية، واذا كنا ما نزال نعتقد ان الزراعة والمواسم هي زراعة القمح والشعير والبقوليات.. فاننا نقول: سلامتك لا لانها تأثرت بانحباس المطر.. وانما لأن لا احد يزرع، وصارت سهول حوران، والبلقاء والكرك ابنية وشوارع اسفلت، وسلعه تباع بالمتر المربع!! ثم اننا في احسن حالات الموسم نزرع ما يكفي 5% من استهلاكنا!!.
الآن، هطل المطر مدرارا – كما يقول اهل البلاغة – واغلب الظن اننا سنعود الى محاكمة الحكومة او امانة عمان، فالاردن يختلف عن بلاد الدنيا كلها. فاذا هطل المطر قلنا: عجزت الحكومة عن وقف السيول وفيضانات الاودية، واذا جاء خير الثلج قلنا تنقطع الكهرباء، وتقفل الشوارع مع اننا نرى بأم العين ونسمع بأم الاذن ان الثلج في واشنطن قطع التيار عن اربعمائة الف بيت!! واذا انقطع المطر اقمنا الحد على حكومة «وجهها يقطع الخير»..
الحكومة هي المسؤولة عن الثلج وعن الجفاف وعن المطر وعن اسعار النفط، واسعار البندورة ومسؤولة عن فوضى امتحانات التوجيهي ومسؤولة عن ضبطها، ومسؤولة عن بلطجة طلاب الجامعات وعن عقد المؤتمرات لوقف العنف في دور العلم والثقافة!!.
هذه المسؤولية التي نضعها على الحكومة في كل شيء، هي :»الوضع المريح» للمواطن الذي تعلم انه ليس مسؤولاً عن شيء، طالما ان الحكومة تنزل المطر وتقطعه، تعلن الجفاف او لا تعلنه.. تقدم البنزين والسولار المجاني او تستوفي ثمنه، تضع الفوضجية في السجن او تطلق سراحهم..
- ماذا نفعل نحن في بلدنا؟
- هل نحن اهل البلد ام متفرجون؟
وحتى نجد الجواب سيبقى عبدالله النسور مسؤولا عن كل شيء!!