المنتدى العالمي للوسطية يعقد ندوة " الفرقة و التجزئة و سبل العلاج "
عقد المنتدى العالمي للوسطية يوم السبت الموافق 8/3/2014 ندوة " الفرقة و التجزئة و سبل العلاج " التي تعتبر من أهم الندوات التي عقدها لانها تناقش اسباب و حلول الوضع الراهن الذي يعيشه عالمنا العربي و الاسلامي وشارك في الندوة العديد من الشخصيات السياسية و الدينية و الاعلامية الهامة وكان المحاضرون في هذه الندوة :
المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية و الدكتور محمد الخطيب أمين سر المنتدى العالمي للوسطية و عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية و الدكتور بركات عوجان وزير الثقافة الأسبق و الدكتور عبد السلام العبادي وزير الأوقاف الأسبق و الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الاسبق و الدكتور عمر الحضرمي كاتب و مفكر
و استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية.
أفتتحت الجلسة الأولى بكلمة الدكتور محمد الخطيب الذي رحب بالحضور من مفكرين وسياسين اردنيين اللذين حضروا لتحدث عن نقطة مهمة يمر بها المجتمع العربي و من بينه الأردن و هي " الفرقة و التجزئة و سبل العلاج " .
بين الخطيب أن النهج الاسلامي و النبوي واضح في هذا المجال استناداً الى قوله صلى الله عليه و سلم "واعتصموا بحبل الله " فالتفريق يتم عندما نترك حبل الله و كلما تمسكنا به زادت قوتنا و وحدتنا واضاف ان امتنا في الوقت الحاضر تعيش العديد من مظاهر التفرقة و التجزئة و يوجد العديد من الأسباب لهذه الفرقة و التجزئة سواءً أكانت أسباباً داخلية أو خارجية و اعتبر ان الأيدي الخارجية لها دور كبير في عملية التفرقة و التجزئة التي نعيشها و ذلك لانها تخدم مصالحها و تحقق مخططاتها التي تسعى اليها و اهمها النيل من هويتنا العربية و الاسلامية .
تعددية الطوائف و الأجناس في عالمنا العربي :
بين الدكتور عبدالله عوجان في كلمته أن البلاد العربية متعددة الطوائف و الأجناس و أن هذا بحد ذاته يعمل تمازجاً استوعبته الشريعة الإسلامية التي قواعدها و قوانينها مستمدة من أومر الله عز و جل فأحكام الشريعة ثابتة استوعبت التمازج الثقافي و أضاف ان هذا التمازج يحمل عامل ايجابي و سلبي من ناحية عودة كل فريق الى اصوله و التعصب لها بالرغم من أن الاسلام أستوعبها جميعها دون تمييز .
أشار الدكتور عبدالله الى أن التفرقة موجودة قبل الاسلام لذلك اليهود كانوا يهوديات و حتى المسحين كانوا مسيحيات و القرآن حذر المسلمين من هذه الخطورة و بالرغم من ذلك فنحن و قعنا بنفس الفخ فهناك الاسلاميات من سلفي و شيعة وسنة أي أختلاف كبير جداً في المعطيات الإسلامية و تكفير كل جهة للأخرى مما أشاع الفتن و الحروب و هذا ساعد العديد من الحكام اللذين يسعون الى تحقيق مصالح شخصية و هذا واقع و حاصل الآن في مجتمعنا العربي الاسلامي.
و أوضح أن من أهم الأحداث التي عملت على تفرقة أمتنا الاسلامية وساعدت الدول الأجنبية على تحريض الاخ على أخيه :
معاهدة سايكس بيكو التي افتعلت من أيدي أجنبية و كانت غايتها التقسيم للبلدان و الهوية العربية و خلق العداوات بين الأخوة .
حرب الخليج التي قامت على ايدي حكام العرب أنفسهم اللذين نهشوا لحم أخوتهم فقط من أجل المصالح و السلطة الزائلة .
الربيع العربي الذي قسم الدول العربية و لكن على أيدي الشعوب العربية أنفسهم خروجاً منهم عن الصمط الأبدي الذي عاشوه و رفضاً للظلم و الاضطهاد الذي أضاع جميع حقوقهم .
فهذه الأحداث جميعها كانت سبباً للفرقة و التجزئة في عالمنا العربي و الذي يعد من أهم أسبابه هو غياب ذهن الحكام عن حقوق شعوبهم و مصالحها و هذا ما أدى الى وجود أمر عظيم و هو أن المغالين ابتعدوا عن أحكام القرآن و الشريعة الاسلامية بل أصبحوا يعملون على أفتائهم العقلي و ما تتطلبه مصالحهم الشخصية .
أنواع التجزئة في عالمنا العربي :
أشاد الدكتور عبد السلام في بداية كلمته بموضوع الندوة الذي اعتبره هاماً جداً لأنه موضوع عام يتحدث في مضمونه عن الفرقة و التجزئة بكل أنواعها التي أجازها بالأنواع التالية :
الخلافات على مستوى الأفراد و هي خلافات حسب المصالح و الأهواء الخاصة مما يؤدي الى خلل و تجزئة ومثال كبير عليها اليمن .
الخلاف على المستويات السياسية .
الخلاف بين الدول القائم على الاقتتال من أجل الهيمنة على أرض و موارد و قدرات .
الخلاف بين الطوائف و الذي تسعى فيه كل طائفة على تكفير الأخرى و اثبات ابتعادها عن طريق الصواب الذي تراه كل جهة بنظرتها الخاصة .
الخلاف بين الدعاة و العلمانيين .
و أوضح أن أخطر الخلافات هو الاختلاف في الدين و هو ما يظهر بالخلاف المذهبي الذي وصل الى عمليات القتل و التصفيات الجسدية و هنا يجب الانتباه الى قواعد الاسلام الرافضة لجميع هذه السلوكيات فالاسلام أهتم بالعلاقات بين أفراده استناداً الى قوله تعالى " انما المؤمنون أخوة " فهذه آيات تؤكد عدم التنازع بين المسلمين .
و أكد الدكتور عبدالسلام أنه يجب التنديد بالتفرقة على أساس الدين فهذه مصالح و أهواء و رؤى تحاول أن تفرض نفسها و هي ليست من قواعد الدين فالدين الاسلامي هو دين السماحة و احترام الآخر فمهما أختلفت المذاهب فالمشكلة ليست من اختلافها بل من اتباع هذه المذاهب و بالأردن تم الاهتمام بمبدأ الاختلاف اهتماماً كبيراً.
و بين أنه يوجد العديد من الفضائيات التي تشجع على التفرقة و التجزئة و في نهاية كلمته أشاد بخطوة المنتدى العالمي للوسطية و اعتبرها خطوة هامة تساعد على معالجة المعوقات و الجهل و الاستغلال السياسي و التعصب الثقافي و القبلي و التدخل الخارجي التي جميعها تعد من أسباب الفرقة .
و في بداية الجلسة الثانية التي ترأسها المهندس مروان الفاعوري رحب بدوره بالمشاركين
و بالحضور الكرام و قدم موجزاً بسيط عن أسباب عقد هذه الندوة و في مثل هذا الوقت و ذلك لأن الأمة تعاني من عوامل أنقسام عرقية و طائفية و دينية و أسرية و فكرية و هذا يؤدي الى عدم النجاح سواءً على صعيد الأمة أو المجتمعات و بين المهندس مروان أن إثارة قضايا الاختلاف من زوايا معينة قد يؤدي الى نتائج سلبية يعود اثرها على عالمنا العربي بشكل عام و مجتمعاتنا بشكل خاص مما يؤدي الى إنتشار الفتن و الحروب و القتل من مبدأ الاختلاف و التعددية .
و أكد المهندس مروان الى ضرورة العمل و السعي الجاد لإيجاد الحلول لجميع هذه الظواهر المنتشرة و التي أدت الى ايجاد و تولد العديد من المفاهيم الخاطئة مشدداً الى أهمية العمل الجاد من قبل علماء الأمة و مفكريها لإيجاد الحلول المناسبة .
الفرقة و التجزئة : عوامل النجاح
أشار الدكتور عمر الحضرمي في كلمته الى أن القرآن الكريم أكد على أن التفرقة و التجزئة هما ظاهرتان مخالفتان للسنة الكونية الناظمة للحياة البشرية و عليه فإن الوحدة قد مثلت في جوهرها أصلاً من أصول الشرائع السماوية كافة و فريضة جماعية من فرائض هذه الشرائع .
و من هذا المنظور تصبح الوحدة هي الخطوة المركزية في عملية الإصلاح السياسي كونها أهم عوامل بناء المجتمعات و الدول و الحضارات و الثقافات و ذلك لأن مشاريع النهوض الحضاري وليدة مجتمعات متماسكة و ليست وليدة أفراد متفرقين . وعلى الجانب الاخر فإن الفرقة و مشاريع الانفصال و التجزئة و تقسيم المجتمعات الى شيع و عصبيات هي معول الهدم الأول و الأخطر في عملية إسقاط الدول و اندثار الحضارات .
و بين الدكتور عمر انه علينا أن ندرك أن عوامل الافتراق و التشتت انما تكمن في الأدوات التي تستخدم و بالتالي فإنه يمكن أن ينطلق العلاج على أساس القضاء على العوامل و صيانة الأدوات و عدم السماح للآخرين باستغلالها و أكد أنه من خطوات العلاج:
عدم تركيز الجهود التقريبية على أساس تقريب وجهات النظر و عدم تعليق كل الآمال على النجاح في هذا الجانب و إن كانت عملية التقريب بين وجهات النظر و القليل من الاختلافات الفكرية مطلوبة بحد ذاتها.
ادراك انه طالما ان الاسلام واحد و الحقيقة واحدة فان الاختلافات انما تكون ناتجة عن طريقة الفهم التي هي وليدة تصور الفكر البشري .
يجب ان لا تنتظر الخطوات العملية لوحدة المسلمين نتائج الحوارات الفكرية و أن لا تتوقف عندها بل يجب أن نعظم قاعدة المشتركات التي قام عليها الاسلام.
لا بد أن تكون قراءة كل فريق لغيره من الفرقاء قائمة على استهداف البحث عن الحقيقة و الواقع لا أن تكون بعين الباحث عن العيوب و تصيد الهفوات و التسلل من خلال الثغرات .
الرجوع الى العلماء و المفكرين مباشرة وعدم الركون الى ما ينقل عنهم إذ ربما يكون ذلك تشويهاً مقصوداً لإثارة الفتن .
الحرص من آفة نقل الخلافات في دائرة ما الى دوائر أوسع و عليه لا بد من حصر الخلافات في دوائرها الضيقة .
العمل على الانعتاق من قيود ثقافة العصور الوسطى الاوروبية التي عانت كثيراً من نظرية فصل الدين عن الدولة و ادراك ان مقاصد الشريعة الاسلامية لم تتناقض في يوم من الايام مع مقومات الدولة الحديثة و مكوناتها .
القضايا التي يهاجم من خلالها الدين الاسلامي :
اختتمت الندوة بكلمة الدكتور جواد العناني الذي نوه الى بعض الاسباب الرئيسية للفرقة و انها اسباب كثيرة و يجب العمل على حلها أجمع بدءاً من أصغرها و وصولاً إلى أعقدها لأن اصغر الامور هي التي تقود الى ما هو اكبر منه فإهمالها يؤدي الى تعقد الأمور كافة .
اشار الدكتور جواد الى أن الأمة العربية أجمع واقعة في مشكلة الهوية و ذلك للبحث عن مكاسب و مهاجمة الآخرين فهذه آفة موجودة في مختلف الدول و هذا يتجلى بسبب غياب القيم المجتمعية التي يجب إعادة صقلها و تشكيلها .
بين أن جميع الصراعات الاقليمية بالعالم فيها طرف اسلامي إما كطرف مقحم في هذه الصراعات أو أنه مستهدف أو مشارك فيها .
فالاسلام كفكر هو مقسم و هذا التقسيم لا يقف عند حد و من هنا نسأل ما هو تأثيره على حياتنا اليومية فقد أصبح الاسلام منذ احداث 11 سبتمبر مفهوم يؤدي للخوف و يعني لدى الكثيرين القتل و الدمار و أنه يجب محاربته و القضاء عليه و هذا الخوف انعكس على حياة المسلمين في كثير من النواحي منها أن المسلمين يشكلون 40% من فقراء العالم و هم أكثر الفئات المخرجة و المهجرة من بلادها و اكثر الأمم جهلاً و تخلفاً و عرضةً للقتل فالأمة أمام أزمة حقيقية ليست أزمة دين بل هي أزمة حياة و جميعها مؤامرات خارجية تحاك ضدنا لتحقيق أهداف تكون نهايتها هلاك امتنا و ضياعها .
و اختتم كلمته بإيضاحه لأهم القضايا التي يهاجم من خلالها الدين:
الدين و السياسة و علاقة الدين بها و محاولة الكثيرين عزل الدين عنها لعلمهم أنه دين الحق و هو قادر على ايجاد سبل العلاج لأي مشكلة في أي زمان .
قضية المرأة فهذا الموضوع يشغل العالم و هو في غاية الأهمية فالفكر الانساني تطور و ركز كثيراً على هذا المفهوم .
الارهاب و العنف فنحن من يجب ان نهتم به لاننا اكثر الناس عرضةً له و نهاجم به و من خلاله .
معاملة الأقليات و كيف نتعامل مع هذا المفهوم هل هو يعني النبذ أم الاهتمام.
المهندس مروان الفاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية و الدكتور محمد الخطيب أمين سر المنتدى العالمي للوسطية و عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية و الدكتور بركات عوجان وزير الثقافة الأسبق و الدكتور عبد السلام العبادي وزير الأوقاف الأسبق و الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الاسبق و الدكتور عمر الحضرمي كاتب و مفكر
و استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية.
أفتتحت الجلسة الأولى بكلمة الدكتور محمد الخطيب الذي رحب بالحضور من مفكرين وسياسين اردنيين اللذين حضروا لتحدث عن نقطة مهمة يمر بها المجتمع العربي و من بينه الأردن و هي " الفرقة و التجزئة و سبل العلاج " .
بين الخطيب أن النهج الاسلامي و النبوي واضح في هذا المجال استناداً الى قوله صلى الله عليه و سلم "واعتصموا بحبل الله " فالتفريق يتم عندما نترك حبل الله و كلما تمسكنا به زادت قوتنا و وحدتنا واضاف ان امتنا في الوقت الحاضر تعيش العديد من مظاهر التفرقة و التجزئة و يوجد العديد من الأسباب لهذه الفرقة و التجزئة سواءً أكانت أسباباً داخلية أو خارجية و اعتبر ان الأيدي الخارجية لها دور كبير في عملية التفرقة و التجزئة التي نعيشها و ذلك لانها تخدم مصالحها و تحقق مخططاتها التي تسعى اليها و اهمها النيل من هويتنا العربية و الاسلامية .
تعددية الطوائف و الأجناس في عالمنا العربي :
بين الدكتور عبدالله عوجان في كلمته أن البلاد العربية متعددة الطوائف و الأجناس و أن هذا بحد ذاته يعمل تمازجاً استوعبته الشريعة الإسلامية التي قواعدها و قوانينها مستمدة من أومر الله عز و جل فأحكام الشريعة ثابتة استوعبت التمازج الثقافي و أضاف ان هذا التمازج يحمل عامل ايجابي و سلبي من ناحية عودة كل فريق الى اصوله و التعصب لها بالرغم من أن الاسلام أستوعبها جميعها دون تمييز .
أشار الدكتور عبدالله الى أن التفرقة موجودة قبل الاسلام لذلك اليهود كانوا يهوديات و حتى المسحين كانوا مسيحيات و القرآن حذر المسلمين من هذه الخطورة و بالرغم من ذلك فنحن و قعنا بنفس الفخ فهناك الاسلاميات من سلفي و شيعة وسنة أي أختلاف كبير جداً في المعطيات الإسلامية و تكفير كل جهة للأخرى مما أشاع الفتن و الحروب و هذا ساعد العديد من الحكام اللذين يسعون الى تحقيق مصالح شخصية و هذا واقع و حاصل الآن في مجتمعنا العربي الاسلامي.
و أوضح أن من أهم الأحداث التي عملت على تفرقة أمتنا الاسلامية وساعدت الدول الأجنبية على تحريض الاخ على أخيه :
معاهدة سايكس بيكو التي افتعلت من أيدي أجنبية و كانت غايتها التقسيم للبلدان و الهوية العربية و خلق العداوات بين الأخوة .
حرب الخليج التي قامت على ايدي حكام العرب أنفسهم اللذين نهشوا لحم أخوتهم فقط من أجل المصالح و السلطة الزائلة .
الربيع العربي الذي قسم الدول العربية و لكن على أيدي الشعوب العربية أنفسهم خروجاً منهم عن الصمط الأبدي الذي عاشوه و رفضاً للظلم و الاضطهاد الذي أضاع جميع حقوقهم .
فهذه الأحداث جميعها كانت سبباً للفرقة و التجزئة في عالمنا العربي و الذي يعد من أهم أسبابه هو غياب ذهن الحكام عن حقوق شعوبهم و مصالحها و هذا ما أدى الى وجود أمر عظيم و هو أن المغالين ابتعدوا عن أحكام القرآن و الشريعة الاسلامية بل أصبحوا يعملون على أفتائهم العقلي و ما تتطلبه مصالحهم الشخصية .
أنواع التجزئة في عالمنا العربي :
أشاد الدكتور عبد السلام في بداية كلمته بموضوع الندوة الذي اعتبره هاماً جداً لأنه موضوع عام يتحدث في مضمونه عن الفرقة و التجزئة بكل أنواعها التي أجازها بالأنواع التالية :
الخلافات على مستوى الأفراد و هي خلافات حسب المصالح و الأهواء الخاصة مما يؤدي الى خلل و تجزئة ومثال كبير عليها اليمن .
الخلاف على المستويات السياسية .
الخلاف بين الدول القائم على الاقتتال من أجل الهيمنة على أرض و موارد و قدرات .
الخلاف بين الطوائف و الذي تسعى فيه كل طائفة على تكفير الأخرى و اثبات ابتعادها عن طريق الصواب الذي تراه كل جهة بنظرتها الخاصة .
الخلاف بين الدعاة و العلمانيين .
و أوضح أن أخطر الخلافات هو الاختلاف في الدين و هو ما يظهر بالخلاف المذهبي الذي وصل الى عمليات القتل و التصفيات الجسدية و هنا يجب الانتباه الى قواعد الاسلام الرافضة لجميع هذه السلوكيات فالاسلام أهتم بالعلاقات بين أفراده استناداً الى قوله تعالى " انما المؤمنون أخوة " فهذه آيات تؤكد عدم التنازع بين المسلمين .
و أكد الدكتور عبدالسلام أنه يجب التنديد بالتفرقة على أساس الدين فهذه مصالح و أهواء و رؤى تحاول أن تفرض نفسها و هي ليست من قواعد الدين فالدين الاسلامي هو دين السماحة و احترام الآخر فمهما أختلفت المذاهب فالمشكلة ليست من اختلافها بل من اتباع هذه المذاهب و بالأردن تم الاهتمام بمبدأ الاختلاف اهتماماً كبيراً.
و بين أنه يوجد العديد من الفضائيات التي تشجع على التفرقة و التجزئة و في نهاية كلمته أشاد بخطوة المنتدى العالمي للوسطية و اعتبرها خطوة هامة تساعد على معالجة المعوقات و الجهل و الاستغلال السياسي و التعصب الثقافي و القبلي و التدخل الخارجي التي جميعها تعد من أسباب الفرقة .
و في بداية الجلسة الثانية التي ترأسها المهندس مروان الفاعوري رحب بدوره بالمشاركين
و بالحضور الكرام و قدم موجزاً بسيط عن أسباب عقد هذه الندوة و في مثل هذا الوقت و ذلك لأن الأمة تعاني من عوامل أنقسام عرقية و طائفية و دينية و أسرية و فكرية و هذا يؤدي الى عدم النجاح سواءً على صعيد الأمة أو المجتمعات و بين المهندس مروان أن إثارة قضايا الاختلاف من زوايا معينة قد يؤدي الى نتائج سلبية يعود اثرها على عالمنا العربي بشكل عام و مجتمعاتنا بشكل خاص مما يؤدي الى إنتشار الفتن و الحروب و القتل من مبدأ الاختلاف و التعددية .
و أكد المهندس مروان الى ضرورة العمل و السعي الجاد لإيجاد الحلول لجميع هذه الظواهر المنتشرة و التي أدت الى ايجاد و تولد العديد من المفاهيم الخاطئة مشدداً الى أهمية العمل الجاد من قبل علماء الأمة و مفكريها لإيجاد الحلول المناسبة .
الفرقة و التجزئة : عوامل النجاح
أشار الدكتور عمر الحضرمي في كلمته الى أن القرآن الكريم أكد على أن التفرقة و التجزئة هما ظاهرتان مخالفتان للسنة الكونية الناظمة للحياة البشرية و عليه فإن الوحدة قد مثلت في جوهرها أصلاً من أصول الشرائع السماوية كافة و فريضة جماعية من فرائض هذه الشرائع .
و من هذا المنظور تصبح الوحدة هي الخطوة المركزية في عملية الإصلاح السياسي كونها أهم عوامل بناء المجتمعات و الدول و الحضارات و الثقافات و ذلك لأن مشاريع النهوض الحضاري وليدة مجتمعات متماسكة و ليست وليدة أفراد متفرقين . وعلى الجانب الاخر فإن الفرقة و مشاريع الانفصال و التجزئة و تقسيم المجتمعات الى شيع و عصبيات هي معول الهدم الأول و الأخطر في عملية إسقاط الدول و اندثار الحضارات .
و بين الدكتور عمر انه علينا أن ندرك أن عوامل الافتراق و التشتت انما تكمن في الأدوات التي تستخدم و بالتالي فإنه يمكن أن ينطلق العلاج على أساس القضاء على العوامل و صيانة الأدوات و عدم السماح للآخرين باستغلالها و أكد أنه من خطوات العلاج:
عدم تركيز الجهود التقريبية على أساس تقريب وجهات النظر و عدم تعليق كل الآمال على النجاح في هذا الجانب و إن كانت عملية التقريب بين وجهات النظر و القليل من الاختلافات الفكرية مطلوبة بحد ذاتها.
ادراك انه طالما ان الاسلام واحد و الحقيقة واحدة فان الاختلافات انما تكون ناتجة عن طريقة الفهم التي هي وليدة تصور الفكر البشري .
يجب ان لا تنتظر الخطوات العملية لوحدة المسلمين نتائج الحوارات الفكرية و أن لا تتوقف عندها بل يجب أن نعظم قاعدة المشتركات التي قام عليها الاسلام.
لا بد أن تكون قراءة كل فريق لغيره من الفرقاء قائمة على استهداف البحث عن الحقيقة و الواقع لا أن تكون بعين الباحث عن العيوب و تصيد الهفوات و التسلل من خلال الثغرات .
الرجوع الى العلماء و المفكرين مباشرة وعدم الركون الى ما ينقل عنهم إذ ربما يكون ذلك تشويهاً مقصوداً لإثارة الفتن .
الحرص من آفة نقل الخلافات في دائرة ما الى دوائر أوسع و عليه لا بد من حصر الخلافات في دوائرها الضيقة .
العمل على الانعتاق من قيود ثقافة العصور الوسطى الاوروبية التي عانت كثيراً من نظرية فصل الدين عن الدولة و ادراك ان مقاصد الشريعة الاسلامية لم تتناقض في يوم من الايام مع مقومات الدولة الحديثة و مكوناتها .
القضايا التي يهاجم من خلالها الدين الاسلامي :
اختتمت الندوة بكلمة الدكتور جواد العناني الذي نوه الى بعض الاسباب الرئيسية للفرقة و انها اسباب كثيرة و يجب العمل على حلها أجمع بدءاً من أصغرها و وصولاً إلى أعقدها لأن اصغر الامور هي التي تقود الى ما هو اكبر منه فإهمالها يؤدي الى تعقد الأمور كافة .
اشار الدكتور جواد الى أن الأمة العربية أجمع واقعة في مشكلة الهوية و ذلك للبحث عن مكاسب و مهاجمة الآخرين فهذه آفة موجودة في مختلف الدول و هذا يتجلى بسبب غياب القيم المجتمعية التي يجب إعادة صقلها و تشكيلها .
بين أن جميع الصراعات الاقليمية بالعالم فيها طرف اسلامي إما كطرف مقحم في هذه الصراعات أو أنه مستهدف أو مشارك فيها .
فالاسلام كفكر هو مقسم و هذا التقسيم لا يقف عند حد و من هنا نسأل ما هو تأثيره على حياتنا اليومية فقد أصبح الاسلام منذ احداث 11 سبتمبر مفهوم يؤدي للخوف و يعني لدى الكثيرين القتل و الدمار و أنه يجب محاربته و القضاء عليه و هذا الخوف انعكس على حياة المسلمين في كثير من النواحي منها أن المسلمين يشكلون 40% من فقراء العالم و هم أكثر الفئات المخرجة و المهجرة من بلادها و اكثر الأمم جهلاً و تخلفاً و عرضةً للقتل فالأمة أمام أزمة حقيقية ليست أزمة دين بل هي أزمة حياة و جميعها مؤامرات خارجية تحاك ضدنا لتحقيق أهداف تكون نهايتها هلاك امتنا و ضياعها .
و اختتم كلمته بإيضاحه لأهم القضايا التي يهاجم من خلالها الدين:
الدين و السياسة و علاقة الدين بها و محاولة الكثيرين عزل الدين عنها لعلمهم أنه دين الحق و هو قادر على ايجاد سبل العلاج لأي مشكلة في أي زمان .
قضية المرأة فهذا الموضوع يشغل العالم و هو في غاية الأهمية فالفكر الانساني تطور و ركز كثيراً على هذا المفهوم .
الارهاب و العنف فنحن من يجب ان نهتم به لاننا اكثر الناس عرضةً له و نهاجم به و من خلاله .
معاملة الأقليات و كيف نتعامل مع هذا المفهوم هل هو يعني النبذ أم الاهتمام.