عاصفة أوكرانيا تجتاح الأسواق العالمية وترفع أسعار النفط والذهب

 

اخبار البلد
ساد الهلع الاسواق المالية أمس في روسيا وعدد من العواصم الغربية بسبب تصعيد الازمة في اوكرانيا مما دفع بالبنك المركزي الى زيادة مفاجئة لمعدل فائدته الرئيسية في محاولة لتهدئة التوتر وضمان «الاستقرار المالي». أثرت التوترات الأخذة في التصاعد في اوكرانيا على أسواق العالم أمس الاثنين حيث تعثرت أسواق الأسهم الأوروبية بينما ارتفعت أسعار النفط والذهب.
وتراجع المؤشر الأوروبي يوروستوكس 600إلى 33ر332 نقطة بانخفاض 68ر1 بالمئة في فترة التداول الصباحية ، نتيجة بيع المستثمرين الأصول الروسية بناء على مخاوف بان موسكو سوف تواجه عقوبات بعد تقدمها العسكرى في شبه جزيرة القرم الاوكرانية. وانخفض الروبل الروسي لمستوى متدنى قياسي أمام الدولار الأمريكي وتراجعت الاسهم فى بورصة موسكو بنسبة 10 بالمئة في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوترات على نمط الحرب الباردة بين موسكو والدول الغربية. وسجل النفط الأمريكي الخام 31ر104 دولار للبرميل بارتفاع 7ر1 بالمئة نظرا لقلق المستثمرين المتنامي بشأن تهديد الإمدادات نتيجة للمواجهة العسكرية الروسية مع كييف.
وبلغ سعر الذهب–وهو ملاذ امن للاستثمار في أوقات التوترات العالمية–1347 دولار للاوقية بارتفاع بنسبة 5ر1 بالمئة.
وقفزت أسعار النفط الخام أكثر من دولارين للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها في عدة أشهر في ظل تصاعد التوتر في أوكرانيا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يحق له غزو جارته.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن اتجاه موسكو لاستخدام القوة العسكرية هو «إعلان حرب» من جانب روسيا أحد أكبر منتجي النفط في العالم.
وقال محللون إن امدادات روسيا من النفط لبقية دول العالم من غير المرجح أن تتأثر بأزمة أوكرانيا لكن أسعار النفط ارتفعت مع هبوط معظم الأسواق المالية في ظل قيام المستثمرين بالتخارج من الأصول المنطوية على مخاطر مثل الأسهم.
وارتفع خام برنت إلى 112.10 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوياته منذ 30 ديسمبر كانون الأول وبحلول الساعة 1245 بتوقيت جرينتش زاد 2.90 دولار إلى 111.97 دولار.
وصعد الخام الأمريكي الخفيف 2.16 دولار إلى 104.75 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوى له منذ 23 سبتمبر أيلول قبل أن يتراجع إلى 104.50 دولار.
وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك «يتعلق الأمر بأكمله بمخاطر تتهدد الامدادات.
«روسيا من بين أكبر المنتجين في العالم ومصدر ضخم للنفط وهي مهمة جدا لأوروبا من حيث أمن الطاقة.»
وارتفع الذهب 1.5 بالمئة في ظل تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا مما عزز الطلب على الأصول الآمنة نسبيا لتهوي الأصول عالية المخاطرة مثل الأسهم.
وسجلت أسعار الذهب الفورية والعقود الأمريكية أعلى مستوى في أربعة أشهر وزاد الاقبال على العملات الآمنه ليسجل الفرنك السويسري أعلى مستوى فيما يزيد على عام مقابل اليورو وزادت العملة اليابانية لأعلى مستوى في شهر مقابل الدولار.
ونزلت الأسهم الأوروبية وصعد النفط دولارين للبرميل بعد أن هددت الولايات المتحدة بعزل روسيا اقتصاديا في أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة.
وارتفع السعر الفوري للذهب إلى 1350 دولارا للأوقية (الأونصة) في وقت سابق وهو أعلى مستوى منذ 30 اكتوبر تشرين الأول وسجل 1345.86 دولار بحلول الساعة 1237 بتوقيت جرينتش مرتفعا 1.5 بالمئة وفي سبيله لتسجيل أكبر مكسب يومي منذ 23 يناير كانون الثاني.
وارتفعت عقود الذهب تسليم ابريل نيسان لمستوى قياسي خلال الجلسة عند 1350.50 دولارا للأوقية ثم سجلت 1345.90 دولار بزيادة 24.30 دولار.
وزادت الفضة في المعاملات الفورية 1.3 بالمئة إلى 21.46 دولار للأوقية.
وارتفع البلاتين 0.7 بالمئة إلى 1450 دولارا والبلاديوم 0.6 بالمئة إلى 743.80 دولار للأوقية.
وساد الهلع الاسواق المالية في روسيا بسبب تصعيد الازمة في اوكرانيا مما دفع بالبنك المركزي الى زيادة مفاجئة لمعدل فائدته الرئيسية في محاولة لتهدئة التوتر وضمان «الاستقرار المالي».
وتراجع المؤشران الرئيسيان في بورصة موسكو «ميسيكس» و»آر تي اس» على التوالي بنسبة 7,81 بالمئة و9,05 بالمئة حوالى الساعة 07,15 بتوقيت غرينتش. وتدهور سعر صرف الروبل الى مستويات غير مسبوقة.
من جهته سجل سعر صرف اليورو رقما قياسيا مقابل العملة الروسية في الاسابيع الاخيرة متجاوزا عتبة ال50 روبل، ليبلغ 51,20 روبل.
اما سعر صرف الدولار فارتفع هو الاخر الى 37,0005 روبل ليتجاوز بذلك مستواه القياسي المسجل اثناء ازمة 2009.
وامام العاصفة المالية، اعلن البنك المركزي الروسي في قرار غير متوقع زيادة «موقتة»على فائدته الرئيسية الى 7% مقابل 5,5% سابقا. واوضح البنك المركزي الروسي الذي لم يكن يتعين ان يجتمع اساسا قبل 14 اذار/مارس، ان «القرار يرمي الى مواجهة المخاطر التي برزت حيال التضخم والاستقرار المالي والمرتبطة بزيادة التقلبات في الاونة الاخيرة في الاسواق المالية».
وطبق هذا القرار اعتبارا من الساعة 07,00 ت غ أمس الاثنين.
واوضح كريس ويفر الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة «ماركو ادفايزوري» ان «المخاطر تعززت بشكل كبير». واضاف ان «رد فعل اساسيا على الروبل وسوق الديون والاصول لا يمكن تفاديه».
من جهة اخرى، بدت الديون الالمانية مطلوبة جدا في السوق اذ تحولت الى قيمة-ملجأ للمستثمرين القلقين من تصعيد النزاع في اوكرانيا، في حين قفزت اسعار الفائدة على الاستدانة الروسية.
وانخفض سعر فائدة الدين الالماني على مدى عشرة اعوام الى 1,572 بالمئة مقابل 1,624 بالمئة الجمعة لدى الاقفال في السوق الثانوية حيث تم التداول بالدين المطروح.
وفي غمرة هذه التطورات، شهدت فرنسا، وهي بين الدول التي اعتبرت الاكثر متانة في منطقة اليورو، تراجع معدل فائدة استدانتها الى 2,154 بالمئة مقابل 2,195 بالمئة.
وسجلت بورصة موسكو تراجعا كبيرا بنسبة 5% كما تدهور الروبل الى مستويات تاريخية الاثنين عند افتتاح الاسواق المالية في روسيا مع انتشار حركة ذعر امام احتمال تدخل روسي في اوكرانيا.
وتراجع المؤشران الرئيسيان «ميسيكس» و»ار تي اس» على التوالي بنسبة 5,89% و7,08% حوالى الساعة 6,15 بتوقيت غرينتش. وتجاوز اليورو عتبة ال50 روبل الرمزية، وهو امر لم تشهده روسيا على الاطلاق، فيما ارتفعت قيمة الدولار الى 36,85 روبل ليتجاوز مستواه القياسي المسجل في 2009.
واعلن البنك المركزي الروسي في قرار غير متوقع رفع فائدته الرئيسية الى 7% مقابل 5,5% سابقا بسبب ظهور «مخاطر بالنسبة للتضخم والاستقرار المالي»، امام حركة الذعر في الاسواق بسبب التصعيد المتسارع في اوكرانيا.
وقد اتخذ القرار المفترض ان يطبق اعتبارا من الساعة 7,00 ت غ اثناء اجتماع غير معلن لمسؤولي البنك المركزي. وكان من المقرر عقد اجتماع السياسة النقدية في 14 اذار/مارس.
ذكرت الحكومة الألمانية أن النفط والغاز الروسي يصل إلى ألمانيا حتى الآن بدون مشكلات ، رغم تصاعد حدة النزاع مع أوكرانيا.
وقالت متحدثة باسم وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل في برلين: «لا يوجد حاليا أي أدلة على نقص في التوريد سواء بالنسبة للغاز أو خام النفط».
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تستورد من روسيا أكثر من ثلث احتياجاتها من النفط والغاز. ويتم نقل جزء من تلك الصادرات عبر خطوط أنابيب تمر عبر أوكرانيا.
وأكدت الحكومة الألمانية أن ألمانيا مستعدة جيدا لمواجهة أي وقف محتمل لواردات النفط والغاز من روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تخزن الغاز لحالات الطوارئ لتأمين إمداد الطاقة للمواطنين والقطاع الصناعي.
وتمتلك ألمانيا رابع أكبر مخزون استراتيجي للغاز على مستوى العالم.
وأكدت المتحدثة أنه لا داع للقلق من إمكانية حدوث أي نقص في إمدادات الطاقة من روسيا.
وقال متحدث باسم الشركة المحتكرة لنقل الغاز في أوكرانيا إن كييف زادت وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي في الأيام القليلة الماضية بعد أن قالت موسكو إنها قد تنهي العمل بالأسعار المخفضة التي تقدمها لجارتها.
ومع تنامي المخاوف بشأن إمدادات الغاز بعد أن نال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقة البرلمان على استخدام القوة العسكرية ضد أوكرانيا يقول المحللون إن كييف تحاول استيراد أكبر قدر ممكن من الغاز بالأسعار المخفضة.
ووجهت موسكو الغاضبة إزاء تشكيل حكومة أوكرانية جديدة موالية للاتحاد الأوروبي تحذيرا إلى كييف بأنها قد تفقد سعر الغاز المخفض الذي تدفعه إلى شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة جازبروم بسبب متأخرات عن مشتريات الغاز.
وقال ماكسيم بليافسكي المتحدث باسم أوكر-ترانسجاس «ضاعفنا وارداتنا من الغاز من روسيا. استوردنا 45 مليون متر مكعب من الغاز في أول مارس آذار 2014 مقارنة مع 20 مليونا في أول مارس آذار 2013.»
وأبلغت مصادر بقطاع الغاز الروسي رويترز أن شركة الطاقة الوطنية الأوكرانيا نفتوجاس استوردت 27.6 مليون متر مكعب في 26 فبراير شباط و45.8 مليون متر مكعب في 27 فبراير شباط و60 مليون متر مكعب في 28 فبراير شباط و44.5 مليون متر مكعب في أول مارس آذار.
وسجل الين أعلى مستوياته في شهر أمام الدولارويتجه على ما يبدو لتحقيق مزيد من المكاسب مع بحث المستثمرين عن ملاذ آمن من مخاطر الصراع في أوكرانيا وتباطؤ الاقتصاد الصيني. ويمثل اليورو أول ملاذ آمن لرؤوس أموال القادمة من دول شرق أوروبا مثل بولندا ولاتفيا وليتوانيا التي قد تكون أول دول تتأثر بتداعيات أي صراع أو عقوبات. غير أن منطقة اليورو ترتبط أيضا بعلاقات وثيقة مع روسيا.
وفي التعاملات الأوروبية تراجعت العملة الموحدة أكثر من نصف بالمئة أمام نظيرتها اليابانية إلى 139.62 ين. وانخفض اليورو أيضا أمام الدولار 0.2 بالمئة ليصل إلى 1.3780 دولار.
وتراجع الدولار نحو نصف بالمئة أمام العملة اليابانية مسجلا 101.33 ين. وكانت مكاسب العملة الأمريكية أمام الين هي أكبر تحرك في أسواق العملات الرئيسية العام الماضي.
وسجل الدولاران الأمريكي والأسترالي أدنى مستوياتهما في شهر ليصلا إلى 101.25 و90.08 ين على الترتيب الليلة الماضية إذ أعطى هبوط بورصة طوكيو دفعة إضافية للعملة اليابانية.
وصعد الفرنك السويسري الذي يمثل ملاذا آمنا إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام أمام اليورو إذ ارتفعت قيمته إلى 1.2108 فرنك لليورو قبل أن يتراجع إلى 1.2124 فرنك.
وعرضت مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى (جي 7) «دعما ماليا قويا» لأوكرانيا.
وأعلن وزراء مالية مجموعة السبع أن المجموعة ستتغلب مع صندوق النقد الدولي على التحديات الاقتصادية المباشرة التي تواجهها أوكرانيا.
وجاء في البيان المشترك الذي نشرته وزارة المالية الألمانية امس في برلين: «إننا نتابع عن كثب الوضع في أوكرانيا».
وأكد البيان على اتفاق دول مجموعة السبع على أن صندوق النقد الدولي هو أنسب مؤسسة تقدم المساعدات لأوكرانيا عبر التشاور السياسي والتمويل المرتبط بالإصلاحات الضرورية.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا.
وتراجعت السندات الدولارية للحكومة الروسية على نطاق واسع في حين سجلت تكلفة التأمين على ديون البلاد من خطر عدم السداد أعلى مستوى في تسعة أشهر بعد الاستيلاء على جزء من أوكرانيا لتتصاعد التوترات مع الغرب إلى درجة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة.
وتراجعت السندات الدولارية لروسيا استحقاق 2020 أكثر من نقطتين إلى 105.42. وتراجعت سنداتها استحقاق 2018 بمقدار 1.8 نقطة إلى 132.50 في حين انخفضت السندات استحقاق 2030 بواقع 1.8 نقطة إلى 114.25.
وزاد الفرق بين عوائد السندات الدولارية لروسيا وسندات الخزانة الأمريكية 17 نقطة أساس إلى 261 نقطة أساس.
وزادت تكلفة التأمين على ديون روسيا لخمس سنوات 33 نقطة أساس عن مستواها في إغلاق يوم الجمعة لتصل إلى 225 نقطة أساس وهو بحسب ماركت أعلى مستوى منذ يونيو حزيران 2013.
صندوق النقد الدولي وتصاحبه اصلاحات اقتصادية تقوم بها كييف.
وقالت الولايات المتحدة أنها مستعدة لتقديم كل الدعم اللازم لاوكرانيا كي تستعيد الاستقرار المالي وتعود الى النمو الاقتصادي اذا ما نفذت الحكومة الجديدة الاصلاحات اللازمة».
والغت الولايات المتحدة اجتماعات اقتصادية مع روسيا بما في ذلك زيارة لوفد روسي الى واشنطن، وذلك في اطار الردود الاميركية على التدخل العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم الاوكرانية، كما اعلن مسؤول اميركي.
وقال المسؤول الكبير في الادارة الاميركية لمجموعة من الصحافيين طالبا عدم ذكر اسمه انه تم الغاء اجتماعات اقتصادية ثنائية، بما في ذلك زيارة لوفد روسي الى واشنطن للبحث في ملف الطاقة، كما يتوقع تجميد حدث عسكري كبير كان مقررا قريبا بين البلدين.