النائب بسام حدادين يهاجم شبيلات في صحيفة الغد ويتهمه بانه مكرر ومفتعل ازمات ومتناقض

 

اخبار البلد- يطل علينا هذه الايام من خلال شاشات فضائية عربية غير بريئة، المهندس ليث شبيلات، أو "المعارض الاول" كما يحب أن يسمي نفسه، ويكررها أكثر من مرة في اللقاء الواحد، بكل ثقة وغرور.

أبو فرحان لا يظهر إلا في الازمات السياسية أو الاحداث الساخنة، لأنه "المخلص" الذي يعرف وحده طريق الخلاص. فيظهر الى الرعية خطيبا في مهرجان أو ضيفا عزيزا على فضائية لا تحب الاردن كثيرا، فيلقي خطبة عصماء أو موعظة معاكسة من على شاشتها.

واذا تأخرت الفضائية "العديقة" للاردن، يلجأ أبو فرحان الى طريقة أخرى محببة لديه، وهي كتابة رسالة "نارية" إلى الملك، يوزع فيها الاتهامات على جميع الاتجاهات ولا ينسى نفسه وتخاذلها. بعد "القنبلة" الصوتية او الفضائية يغيب "المعارض الاول" عن الأنظار، ولا يسمع له صوت أو نفس ويتفرغ لمتابعة أعماله الخاصة، وكفى الله المؤمنين شر "المعارضة"، بانتظار مناسبة ثانية، ليظهر فيها "المخلص" من جديد، يلقي موعظته ويدعو الناس الى ملكوت السماوات.

خطاب شبيلات ومواعظه لا تتغير ولا تتبدل ولا تعرف الزيادة أو النقصان منذ خمس عشرة سنة على الأقل. منذ أن اعتزل العمل السياسي احتجاجا على "تخاذل" الشعب - أنا لا امزح، هذه حقيقة فهو يشتم الصهيونية والامبريالية ويمجد المقاومة ويعارض الحل السلمي. أما محليا فهو يعارض السياسات الاقتصادية والاجتماعية ويعتبر الدولة الاردنية تدور في فلك الصهيونية. والإصلاح السياسي بالنسبة له يبدأ بتقليص صلاحيات الملك. ولا أقل من ذلك.

شبيلات لا يعنى بالتفاصيل، فهو يرفض كل ما هو قائم بالجملة، لذلك لن تسمع منه يوما فكرة او اقتراحا يساهم في إصلاح ما هو قائم. إنه لا يعترف بالتدرج أو بالمرحلية أو بالتراكم، فهذا نهج الاستسلاميين المتخاذلين. لذلك فهو يعارض بشراسة كل أحزاب المعارضة الإسلامية والقومية واليسارية من دون استثناء، وينعتها بأقذع الأوصاف، ويعتبرها متخاذلة ومنبطحة ومنشكحة و... و... وعندما يسأل السيد شبيلات, لماذا لا تشكل حزبا يؤطر فكرك؟ يكون جوابه دائما, بكل ثقة وغرور من يحتمل خطابي؟! أنا سقفي عالٍ جدا؟! والشعب لا يكترث لمناضليه. وكثيرا ما وصف "الشعب" بالتخاذل. إنه "المخلص" ينظر الى كل من حوله نظرة دونية, لأنهم غارقون في الخطايا. ولأنه فقط المعارض الرافض المتمرد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم.

اختم بالقول؛ إن للمعارضة آدابا، وإن للنقد آدابا واخلاقيات. وليست معارضة, تلك التي تهدم ولا تبني. ليست معارضة وطنية، إن كانت المعارضة ذاتية الهوى. لا يكفي أن يكون الانسان نظيفا وغير فاسد كي ينصب نفسه "مخلصا". القائد الوطني المعارض الأول "المخلص" هو من يتواضع أولا "ويلوث" يديه في النضال والعمل السياسي اليومي الدؤوب، يعايش الجماهير ولا يتعالى عليها ويحفر معها برأس الدبوس من أجل حياة فضلى. وليس من الجرأة في شيء ان يتحصن المعارض بسمعته وشعبيته وفضائياته ليتكلم بلغة لا تليق عن رمز الدولة والوطن والشعب، فلكل مقام مقال.