الطفلة والفارس في الفصول الخمس


هي سطور ، هي قصة ، بل هي رواية ابتدأتها أحرف اللغات في ذاك الصباح وفي تلك الليلة في ذاك اليوم الشتوي البارد الماطر ، ولدت مع حبات المطر فكانت اجمل منه ولدت مع تلك القطرات الماطرة الراوية فروت الحياة جمالاً أكثر منه.
يا لتلك الليلة البعيدة كم كُنتِ محتارة من سيخلق أجمل من القمر الذي يسكن ظلمتكِ ؟ نعم انها هي ، انها هي ايتها الليلة ويا ذاك القمر الساكن في السماء ، هي ليست مثلك ، بل هي أجمل ! لون عيونها البارق في سماء الأرض أضاء ظلمة طفل ، رسم سماء ألوانها آخاذةً تعيش فصولاً أربعة بعشق و بنهم .

يشتاح الشمس والقمر ، يشتاح اللحن واللون سؤالاً من ذاك السحر؟ من ذاك الذي تنتظره الأعين لتسمع لحن بكاءه ؟ ليرسم بعيونه ألوانا ليست كقوس المطر؟ بل هي أجمل بل هي تسحر قوس قزح !
هي أربعة فصول كل فصل تعيشه تلك الطفلة بل الألماسة ، بل صاحبة الدلع المطبق على حياةِ فارسٍ ساحر رواية جديدة لا تنتهي ، فصولٌ أربع لا نعلم الأول هو الشتاء أم الصيف ، لا نعلم النهاية الربيع أم الخريف لكن انا اعلم !!.
يا مطر الحياة انت لحن في الشتاء انت ولدتِ وولد الشتاء ، فالشتاء هو البداية ، انت في الشتاء رياح تشتاحني تناديني ، انت في الشتاء ناراً أجالسها ، قلبكي في الشتاء كذاك البيت المنحوت في سفح الجبل داخله دفئ وحنان وهي اعزوفة حبك وحقيقته ، وخارجه برد وشتاء ومطر يشتاحني بقسوة ، لكن ايضاً هي رقة قلبك هي مقطوعة لحن الدلع الذي تجيدين يا طفلة انت الشتاء وانا عاشق البرد والمطر ، عاشق الثلج الأبيض ، وعاشق انين الماء وهو لحن صوتك .
يا زهرتي التي اجالسها في الربيع كم اعشق الورد لأن اسمكِ روح الورد ، انت في الربيع شمس دافئة ونسيم عليل يأرجحني عطشاً لرائحة الورد ، انت هو ذاك البيت المنحوت في سفح الجبل يحتفظ ببرودة الشتاء قليلاً لأنه عشقك وأصبح يمتلك دفئ الداخل والخارج لأنك رقيقة القلب دافئة حنونة ، لأنك طفلة تلهو وتلهو في الربيع الأخضر وتطير مع سماءها على ذاك الفرس الأبيض .
يا قمر الصيف ويا سماؤه الصافية اسرح بصري في عيونك لأرى طفلاً ثالث يسكننا في ذاك الصيف ، أتعلمين من انت في الصيف ، انت مطر الصيف الذي يروي الأرض ويرويني حباً وحروفاً أكتب بها لك ، انت مطر الصيف الذي يروي السماء والألوان والشمس لترسمي سماءنا قوس مطر اللون الأحمر لون الحب وهو لون قلبك ، انا في الصيف أرجوحة لك يا طفلتي وللطفل الثالث لتلهوا بها بعيداً في دنيا الأحلام تارة وفي دنيا الواقع الذي أحقق لك حلم دنيا الأحلام تارة أخرى ، نعم انا ارجوحة صيف يا طفلة ، بيتنا في سفح الجبل أين انت في الصيف ، انت باردٌ يحضننا انا والطفلة وذاك الطفل بنسيمك العليل ، انت تحضننا وقد احتضننا الورد بشذاه الآخذ ، انت بيتي يا ذاك الجبلي انت قلب الطفلة .

يا حفيف الأشجار أجالس الورقات المتساقطة في الخريف واكتب على كل واحدة منها أعشقك ، ليحملها ذاك الهواء لبيتنا الجبلي وهو قلبك فيقرأ على الأولى (أنا) وعلى الثانية (طفل) وعلى الثالثة( أعشق) وعلى الرابعة (دمعة) وعلى الخامسة (فرحك) فتصبح يا حفيف الأشجار الخريفي (أنا طفل أعشق دمعة فرحك) ويعود ويكتب ذاك الطفل على السادسة (أهواكي) وعل السابعة (بعشق) وعلى الثامنة (أرسم) وعلى التاسعة (من) وعلى العاشرة (حروف) وعلى الحادية عشرة(اسمك) وعلى الثانية عشرة (أحبكِ) واخترت الثانية عشرة لأنها شهر ميلادك التي لا تليق به إلا ليحمل كلمتي الصادقة بأني أحبكي يا طفلتي فيصبح الكلام (أرسم من حروف اسمك أحبكِ) .

الفصول لم تنتهي ولن يبدأ الشتاء بعد ، هناك فصلٌ خامس هو انت هو اسمك الشذي العابر بالورد وبرائحة الورد ، هناك أحرف لم تولد إلا لتكتب في هذا الفصل من الرواية يا روايتي ، فعلاً كم أحبك يا روايتي الطفلة .
بقلم الكاتب السياسي قصي حرب