ارخت عمانُ جدائلها فوق الكتفين !

اثلجت صدورنا تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله عندما اكد ان ما يسمى بمشروع الوطن البديل مجرد وهم ذهب إلى غير رجعة وان الاردن لن يقبل باي حال من الاحوال اي تسوية للقضية الفلسطينية على حساب الاردن ارضا وشعباً وهوية .

لا شك ان انشغال هذا الوطن الغالي شعبا ومؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات رسمية هو كما قال جلالة الملك مضيعة للوقت وهدر للطاقات وتفويتا لفرص بديلةٍ لا ستغلال ما يتمتع به هذا الوطن الغالي من طاقات بشرية مؤهلة وقبول سياسي اقليمي ودولي للعمل بشكل دؤوب على ايجاد حلول مقبولة لما يعانيه هذا الوطن الغالي من مشاكل او ازمات في المجالات الاقتصادية والادارية والسياسية سعيا وراء تحقيق تنمية شاملة وفي جميع المجالات .

اصيلةٌ هي الهوية الاردنية منذ فجر التاريخ تشهد لها ما انتجته ايدي العرب الانباط في البتراء وتشهد عليها قلعة عمان وعجلون والشوبك والكرك وتتغنى بها اشعار عرار وحيدر محمود وحبيب الزيودي ويزهوا بها شعارٌ على كوفية حمراء يعتلي جبيناً وضاءً وجبهةً شامخة لجندي من جنود الجيش العربي يقول لكل المرجفين والمشككين من السائرين خلف ابجدية التبديل والاستبدال الوهمية ان تلك الهوية عصية على المشاريع والبرامج ، هوية جبلت مع تراب هذا الوطن بالعرق والدماء اكبر واكثر من مجرد وثيقةٍ او رقم قد يمنح او يسحب ما بين عشية وضحاها .

هذا الرباطُ شرقي النهرٍ وقبالة الاقصى والقيامة والصخرة والمهد تشدّهُ الى طودٍ متين اواصر الدين والدم والمصاهرة والهدف المشترك والاحلام الكبيرة لابناء هذا الوطن الغالي من شتى الاصول والمنابت ... هذا الشعب الذي ما نكص يوما عن نجدة ملهوف او نصرة مظلوم من ابناء هذه الامة لن يخشى العاديات على هويةٍ اردنية عربية راسخة الجذور في تراب هذا الوطن الغالي وتطاول بكرامتها عنان السماء .

سنبقى نردد ابد الدهر اردن يا حبيبي ... لا يضيرنا من خالفنا وستبقى هوية الاردني العربي حيّةً طالما بقي السعدُ جوهراُ مذخوراً في ظهور الاردنيين وارحام الاردنيات من شتى الاصول والمنابت فلطالما تعرض هذا التراب لاطماع الغرباء من فرنجٍ ومغولٍ منهم من ولّى مدبراّ ولو بعد حين ومنهم من قضى نحبه على هذه الارض وبقيت هوية اهل الارضٍ وما زالت تنبت في هذا التراب جذوراً واغصاناً وزهوراً ، وسنبقى على العهدِ كلما :
ارخت عمان جدائلها فوق الكتفين ...... ارتدّ الشعبُ وقبلها بين العينين .

صالح ابراهيم القلاب