الوطن البديل.. بصراحة

الرسالة الملكية اوضح مما ينبغي عندما يتعلق الأمر بفرية وكذبة «الوطن البديل» والمعطيات على الواقع تشـــــير الى ان رموز هذه الكذبة تحولوا إلى محترفين لمهنة تأزيم وتوتير المجتمع. فقصة الوطن البديل أصبحت مهنة من لا مهنة له، وموجة تتمطى بحثا عن «دور» وأحيانا عن وظيفة على أساس النكاية بالنظــــام مرة والحقد على المجتمع مرة أخرى.

أغلب التقدير أن صاحب القرار المرجعي يعرف بصورة محددة تلك الفئات التي تحترف التشكيك بالمؤسسة وتوتير الناس.

وأغلب التـــــــقدير أن بين «المــــــرسل إليهــــم» بعض الـــــذين جلــــــسوا بمعـــــية ملك البــــــلاد ووجهت عبر اللــــــقاء بهــــــم تلـــــك الرسالة خصــــــوصا أن جلالتــــــه – كما علمـــــــنا- طلب من بعضــــــهم التحدث وأصـــــر على الاستماع.

قائمة المتهمين بالترويج للوطن البديل معروفة للجميع، وجلالة الملك حسم الأمر عندما أعلن ان الشعب الفلسطيني لا يرضى عن فلسطين بديلًا، فمن غير المعقول أن يقدم هذا الشعب طوال مئة عام كل هذه التضحيات كي يرضى بديلًا عن فلسطين في الأردن او في أي مكان آخر.

لا يوجد مبرر للتصور بأن رسالة التحذير الملكية موجهة فقط لمن يصرخون في الشارع أو يصدرون البيانات باسم المتقاعدين مرة وباسم الشعب الأردني مرة اخرى .

بل يمكن الاستناد إلى إشارات واضحة في إدراك بأن الرسالة أيضا تشمل أصحاب القرار والمواقع الموجودين في عمق المؤسسة اليوم، والذين أتاحت لهم المؤسسة فرصة تمثيل الناس والدولة.

هؤلاء نوعان؛ الأول، يشارك في حفلة «النميمة» التي تحترف تسويق وترويج «وَهْم» الوطن البديل ، والثاني، يغمض الطرف ويسكت متواطئا على هذا الترويج ولا يقوم بواجبه في التصدي له برغم ان القائد حسم الأمر للمرة السبعين كما قال.

يمكن بصراحة رصد مسؤولين سابقين غادروا للتو مواقعهم الوزارية أو مازال بعضهم في وظيفته وهم يستندون في ترويـــــج الوهم المشـــــار إليه والأمل اليوم- او هكذا فهمنا- أن يرتدع القوم ويتوقــــفوا عن الترويج الأجنداتي الضار ليــــس فقط بالشعب الأردني الموحــــد الواحد، لكن الضار بالتوازي بمـــصالح المملكـــة الإقليمــــية ودورها الرائد في عمق المعادلة الدولية .

لا الشعب الفلسطيني في كل مكان يظهر ميلا من أي نوع لبيع فلسطين واستبدالها، ولا الشعب الأردني ضعيف حتى يقبل سيناريو الخيار البديل، والشعبان معا في ظل قيادة حكيمة وصلبة لا مجال للمزاودة عليها في السياق.

يبدو واضحا أن الإصرار لاحقا على العزف على الأوتار نفسها يعني مواجهة تداعيات الإنذار والتحذير الملكي، لكن ما علينا قوله أن السوسة موجودة أيضا في الخشب.