مظاهره بلا عصا

 

 

مظاهره بلا عصا

 

بتجرد اقول ، ان الحراك الشعبي المتمثل بالاعتصامات والمظاهرات ، جميل ويعبر عن رأي الكثير من ابناء الوطن ،  لوقف حالة التطنيش المقصود من الحكومة لابناء الشعب ، متسلحين بالهدوء والخوف كل الخوف على امن وسلامة الاردن .

 

الاردنيين يبحثون عن الاصلاح السياسي ، ومحاربة الفساد  ، وتحسين الظروف المعيشيه ، وتكافؤ الفرص ، واني اتلمس بان المشاركين بالتظاهرات قد اتخذوا موقفأ يرتقي لمستوى خصوصية البلد ، من حيث الموقع الجغرافي ، والنسيج الاجتماعي الذي تميزت به بلدنا ، والحذر من مقتنصي الفرص لآشعال الفتن بين ابناء الشعب .

 

وهذه النقاط التي لم تغيب عن بال رموز المظاهرات  ، ورغم الحذر ، اليوم انتابني كما غيري شعور الحزن والاسى ، اتجاه ما حصل بوسط البلد ، من تبادل اللكمات والاتهامات وتكسير و (تطبيش ) وبث الذعر والهلع ، ومن ثم اصدار البيانات بالتقابل من المعتصمين والحكومة .

 

فالمطلوب من الحكومة ان ترمي بياضها للشعب ، ويجب ان يكون رمي البياض بخطوات سريعة ومحسوبه بدقه ، قبل ان تتخذ ساحات المسجد الحسيني المنبر الاعلامي لجموع المعتصمين والمتظاهرين منحى اخر كما حدث ظهر الجمعه .

 

يتوجب على الحكومة ان ارادت اصلاحاً سياسياً ، ان تبادر فوراً ( بنشر غسيل ) المفسدين من المسؤولين ومشاركيهم ، وبيان اين ذهبت الاموال التي اثقلت بها المديونيه ، ومن الذين انتفخت ( كروشهم ) قبل جيوبهم ، حتى اصبح عجز الموازنه بالمليارات ، وبيان المشاريع الاستراتيجيه والمصانع التي استهلكت المليارات التي اثقلت الدين العام على البلد  .

 

ومن باب رمي البياض ايضاً ، الابتعاد عن الموضه القديمه بالتعامل معنا باسلوب المماطله ، وعقد اللجان ، والتسفيه ، والطبطبه ، وافتعال الاحداث للفت نظر الشارع بعيداً عن تفاقم المشاكل التي ستثقل كاهلنا نحن المواطنين كما اثقلت كاهل الوطن.

 

ولتبرئ الحكومه ذمتها  ، اذ يتوجب عليها ان تباشر بصياغة قانون الانتخاب بالتشارك مع عامة الشعب محتاجي مجلس النواب ، واعادة صياغة الكثير من القوانيين منها قانون المالكين والمستأجرين ، وتعديل سلم رواتب الموظفين بالقطاعين العام والخاص .

 

  ان حب الوطن لا يندرج تحت توجيه بيانات الولاء ، ان حب الوطن سلوك ونهج حياة  يسير رفيقاً معنا بالوقوف الى جانب الوطن بهذه اللحظات الحاسمه والحساسه ، والتي اذا خطينا اي خطوة غير محسوبه ستكون عواقبها وخيمه ولنا بذلك تجارب عاصرناها وعايشناها وبكينا خلالها .

 

كلنا يحب الوطن على طريقته وحسب وجهة نظره ،  فالعتب على المسؤولين مسموح ما دام للمصلحة العامه  ، وقد يتشكل حب الوطن بالتعبير السلمي بالتظاهر في احضانه  ولاجله وضد العابثين بمقدراته وامنه وحاضره ومستقبله  .

 وحب الوطن لا يأتي بالخطب ولا بالبيانات .....بقدر ما هو سلوك ومنهج حياة.....وحتى الشعور بالامتعاض والتعبير عنه يعتبر نوع من انواع الوفاء للوطن والاخلاص للعرش .

 

وبدون عصي وضرب جموع المعتصمين حتماً كلنا نعشق ثرى البلد......ونطلب نبش الفساد ومعالجة الخلل.........

 

المحامي

معن فرحان العموش

maenalfarhan@yahoo.com